يستعد ديك تشيني نائب الرئيس الأميركي للخضوع الى عملية جراحية يوم السبت، تتزامن مع أكبر تظاهرة متوقعة ضد الحرب على العراق في واشنطن، وفي ظل هبوط في شعبيته واتهامات بتوفير عقود لعملاقة النفط"هاليبرتون"في الولايات المتضررة من اعصار كاترينا. وتشمل الجراحة، بحسب الناطق الرسمي ستيف شميت، معالجة تصلب أحد الشرايين المتوجهة الى القلب في ركبة تشيني اليمنى. واستبعد شميت أي خطر مباشر على حياة نائب الرئيس، مشيراً الى أن العملية"انتقائية"وسيتم إجراؤها في مستشفى جامعة جورج واشنطن، القريب من البيت الأبيض. وليس بعيداً من هناك، ستسير تظاهرات ضد الحرب على العراق يتوقع فيها حشد نحو مليون شخص، وتنظمها مجموعات ليبيرالية مختلفة وتشارك فيها سندي شيهان، والدة أحد الجنود الذين قتلوا في الحرب. وتعرض تشيني 64 عاماً الى أربع نوبات قلبية سابقة بين عامي 1978 و2000، وخضع لعملية"جراحية رباعية"في العام 1988، كما واجه مشاكل في التنفس السنة الماضية. وكان العامل الصحي أحد الأسباب وراء تردد تشيني في خوض ولاية ثانية، انما جرى حسمه لاحقاً بعد اعطاء الأطباء تطمينات حول حالته الصحية، مع تحذيرات من عوامل الارهاق والتعب النفسي. ويعتبر تشيني ورقة"قوية"في ادارة بوش، وله الكلمة الأخيرة في العديد من السجالات السياسية آخرها حول اعصار كاترينا. اذ أحبط نائب الرئيس خطة لنواب جمهوريين وأعضاء في الادارة باستحداث منصب وزاري لمراقبة الأعاصير وتولي هذه الجهة الاشراف على الأضرار الناجمة عن كاترينا، ما اعتبره تشيني خطوة غير تكتيكية بحسب مجلة"تايم"كونها ستزيد الانتقادات للادارة. وانتقد البعض أداء تشيني بعد الاعصار، وخصوصاً من ناحية عمله مع مدير مركز الطوارئ الفيديرالي سابقاً جو ألبو على مساعدة شركة"هاليبرتون"في كسب عقد بقيمة 500 مليون دولار في مدينة نيو أورلينز. وترأس تشيني مجلس ادارة الشركة من 1995 وحتى العام 2000، ويتهمه أعضاء في الكونغرس بمنحها عقود عشوائية بملايين الدولارات في العراق. كما برز تشيني كعامل قوة في السياسة الخارجية بسبب خبرته السياسية الطويلة التي بدأت في واشنطن في العام 1969 مع الرئيس السابق ريتشارد نيكسون، كما تولى وزارة الدفاع مع الرئيس جورج بوش الأب. وتعاظم دور تشيني بعد اعتداءات 11 أيلول سبتمبر والتحولات في السياسة الخارجية، اذ يعتبر من أبرز المحبذين للحرب على العراق والمتعاطفين مع تيار"المحافظين الجدد". ويأتي ذلك في وقت تدخل الازمة التي نجمت عن الاعصار كاترينا في جنوبالولاياتالمتحدة، اليوم الاثنين، اسبوعها الرابع، كاشفة عن حجم الكلفة البشرية والاقتصادية والسياسية التي تكبدتها اقوى دولة في العالم نتيجة هذا الاعصار المدمر. ولا تزال الكلفة الاقتصادية الشاملة للاعصار كاترينا غير معروفة بالتحديد ولو كانت قدرت بنحو 200 مليار دولار. وقبل الاعصار، قدر مكتب موازنة الكونغرس العجز في موازنة عام 2006 ب314 بليون دولار، بانخفاض عن عجز السنة المالية الحالية البالغ 331 بليون دولار. وفي الوقت الذي استبعد الرئيس بوش زيادة الضرائب لسد العجز في الموازنة، تمت تغطية احتياجات الحكومة الاميركية بفضل شراء الكثير من الدول الآسيوية سندات خزينة اميركية. كذلك، فإن الكلفة السياسية لأزمة ضخمة جداً على الرئيس الاميركي جورج بوش، اذ يتوقع ان تترك بصماتها على فترة رئاسته مثل اعتداءات 11 ايلول.