يقول بيان صدر عن وزارة الدفاع الأمريكية، أن شهر آب «أغسطس» الجاري هو: «أكثر الأشهر دموية بالنسبة للقوات الأمريكية الموجودة في العراق». ويضيف هذا البيان، أنه لغاية منتصف هذا الشهر: «وصل عدد القتلى الأمريكين إلى 41 قتيلا، بالإضافة إلى عدد الجرحى». ولم يذكر البيان عدد الجرحى الذين أصيبوا في هذه الفترة الزمنية. وتحتل أخبار القتال في العراق حيزا لافتا للنظر في وسائل الإعلام الأمريكية على رغم محاولات التعتيم من جانب المؤسسات الرسمية الأمريكية على ما يجري في العراق. وتحاول الإدارة الأمريكية تحويل نظر الرأي العام الأمريكي، عن أخبار المعارك والقتلى في العراق، عن طريق التوسع في التصريحات الرسمية حول مسودة «الدستور»، والخلافات القائمة بني الأطراف العراقية حول هذه المسودة. كما أن قصة سيندي شيهان، والدة الجندي الأمريكي الذي قتل في العراق يوم 4/4/2004، عن عمر يناهز الرابع والعشرين من عمره، أثارت ردود فعل لدى المواطن الأمريكي. فمنذ فترة والسيدة شيهان تتظاهر أمام مزرعة الرئيس الأمريكي جورج بوش في كرافورد بولاية تكساس، حيث يقضي الرئيس الأمريكي عطلته، وتطالب بمقابلته، إلا أن بوش رفض بشكل مستمر مقابلة هذه السيدة الثكلى. وقد أعلنت السيدة شيهان أنها ستبقى هناك حتى يخرج الرئيس بوش ويتحدث معها، وإذا لم يحدث ذلك حتى نهاية هذا الشهر، وهو موعدة إنتهاء عطلته السنوية، فإنها ستتوجه إلى واشنطن وتعسكر أمام البيت الأبيض حتى يخرج بوش للتحدث معها. وقد أثار رفض الرئيس بوش ضجة إعلامية، الشيء الذي سلط مزيدا من الأضواء على مايحدث في العراق، وعلى عائلات ضحايا الذين يقتلون في بلاد مابين الرافدين. كما أن الحوار الدائر في الكونغرس الأمريكي، والذي سيستمر بدون شك، بعد عودة الكونغرس من عطلته الصيفيه، حول الميزانية بالنسبة العراق وأفغانستان، قد حاز على اهتمام من جانب المواطن الأمريكي، والذي بدأ يرى أن مصاريف الحرب تتراكم بشكل مستمر، وتزيد من العجز في الميزانية الأمريكية. وقد نشرت صحيفة «واشنطن تايمز» في عددها يوم الثلاثاء أن العجز في الميزانية لهذا العام وصل إلى 331 مليار دولار، في حين كان هناك فائض في الميزانية عندما تسلم جورج وبوش الرئاسة في العام 2001. وفي عام 2002، كان هناك عجز في الميزانية وصل إلى 158 مليار دولار وفي العام 2003 وصل العجز إلى 378 مليار دولار.