عاد نائب الرئيس الأميركي ديك تشيني الى مزاولة عمله الرسمي في البيت الأبيض أمس، بعد تعرضه لالتهاب رئوي و"ضيق تنفس" وخشي من تحوله الى عارض قلبي قد يهدد حياته ويعرقل مهمة التعيينات الجديدة التي بدأها مع ولايته الجديدة. واستبعد جوناثان رينر، طبيب تشيني، أي خلل في القلب وعرَف الحالة ب"التهاب رئوي فوقي". وتعرض تشيني 63 عاما الى أربع نوبات قلبية سابقة بين عامي 1978 و2000، وخضع لعملية "جراحية رباعية" في العام 1988. وكان العامل الصحي أحد الأسباب وراء تردد تشيني في الترشح الى ولاية ثانية، انما جرى حسمه لاحقا بعد اعطاء الأطباء تطمينات حول حالته الصحية مع تحذيرات من عوامل الارهاق والتعب النفسي. ويعتبر تشيني ورقة "قص" في ادارة بوش السابقة والحالية، ووجه بارز في أوساط المحافظين الأميركيين بسبب قيمه الاجتماعية. كما برز كعامل قوة في السياسة الخارجية بسبب خبرته السياسية الطويلة. اذ بدأ تشيني رحلته في واشنطن في العام 1969 مع الرئيس الشابق ريتشارد نيكسون، كما تولى وزارة الدفاع في حرب الخليج الأولى. وتعاظم دور تشيني بعد حوادث 11 أيول سبتمبر والتحولات في السياسة الخارجية، اذ يعتبر تشيني من أبرز المحبذين للحرب على العراق والمتعاطفين مع تيار "المحافظين الجدد". وبرزت مؤخرا تجاذبات سياسية واجتماعية بين الرئيس جورج بوش وتشيني خلال خط الحملة حول مسائل "الزواج المثلي" والتعيينات الجديدة في الادارة. وفي حين يبدو بوش متشددا في خطه الديني والمحافظ من هذه المسائل، يأتي تشيني على خلفية أكثر اعتدالا ومرونة من الرئيس. كما انعكست خلافات أخرى حول التعيينات الجديدة في الادارة وخصوصا في مواقع الدفاع والخارجية والأمن القومي. وتوقع مراقبون ان تكون مسألة استبدال وزير الخارجية كولن باول, الذي اكد خروجه مع نهاية العام, ورامسفيلد, الذي لا يزال يتمسك بمنصبه, محل تجاذب بين تشيني من جهة, وبوش ورايس من جهة اخرى,على رغم ان القرار النهائي يبقى بيد الرئيس. ومعروف ان تشيني هو من ابرز دعاة ابقاء الفريق على حاله بإستثناء استبدال باول المحسوب على التيار البراغماتي المعتدل. ورفض باول أمس في حديث مع شبكة "أن.بي.سي" التعليق على المسألة. فيما أشارت التقارير الأخيرة الى بقاء رايس في منصبها بناء على طلب خاص من بوش. ويتوقع أن يتابع تشيني هذا الأسبوع استشاراته السياسية للفريق الجديد، وأن يبدأ التحضير لخطاب ""حالة الاتحاد"، وترتيب البيت الداخلي في الحزب الجمهوري بعد الانتخابات.
