سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
مساع لتفادي أزمة ديبلوماسية مع تل أبيب بعد صدور مذكرة توقيف بريطانية في حق ضابط اسرائيلي . شارون يرفض دعوة بلير لزيارة لندن خوفاً من اعتقاله بتهم ارتكاب ى جرائم حرب"
ذكرت صحيفة"ذي تايمز"البريطانية ان لندن حريصة جداً على أن تتفادى وقوع أزمة ديبلوماسية مع اسرائيل بعد أن رفض رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون دعوة من نظيره البريطاني توني بلير لزيارة لندن، تحسباً لاعتقاله. وكان شارون يشير بذلك الى زيارة كان من المفروض ان يقوم بها الجنرال الاسرائيلي دوران ألموغ الى لندن، الا انه اضطر الى العودة على الطائرة نفسها التي أقلته الى بريطانيا الاسبوع الماضي خشية اعتقاله في مطار هيثرو الدولي بتهمة ارتكاب"جرائم حرب"بعد دعوى قضائية تقدمت بها لجنتان لحقوق الانسان فلسطينية واسرائيلية الى محكمة بريطانية انتهت الى اصدار مذكرة توقيف في حقه. واقترح بلير ان يزور شارون بريطانيا عندما اجتمع الزعيمان على هامش القمة التي عقدتها الأممالمتحدة في نيويورك لمناسبة مرور 60 عاماً على انشاء المنظمة الدولية. ورد شارون على هذه الدعوة بلهجة غاضبة، مشيراً الى أنه نتيجة للسنوات الطويلة التي قضاها في خدمة الجيش الاسرائيلي، فإنه قد يجد نفسه يواجه احتمال اعتقاله. وقالت الصحيفة ان شارون قال لبلير:"انني أود حقاً زيارة بريطانيا، لكن المشكلة هي انني مثل الميجور جنرال ألموغ خدمت في الجيش الاسرائيلي لأعوام طويلة وأنا جنرال مثله أيضاً، وسمعت بأن السجون في بريطانيا تعامل السجناء بفظاظة، لذلك فإنني لا أود أن أواجه مثل هذا الموقف". وقالت"ذي تايمز"ان التهديدات القضائية المتزايدة ضد الضباط الاسرائيليين اضطرت ايضاً رئيس أركان الحرب الاسرائيلي موشي يعالون الى إلغاء زيارة للندن كان الهدف منها المساعدة في جمع التبرعات لاسرائيل، وذلك نتيجة للمخاوف من اعتقاله بتهمة ارتكاب جرائم حرب تتعلق بالهجوم على المدنيين الفلسطينيين وتدمير منازلهم خلال الانتفاضة. وحذرت السلطات الاسرائيلية ايضاً رئيس أركان الجيش الاسرائيلي الحالي الميجور جنرال دان حالوتس من السفر الى بريطانيا بسبب الشكاوى الخاصة بارتكابه جرائم حرب والتي قدمت ضده من جانب الجماعة المناهضة للحرب في اسرائيل المعروفة باسم"يوجد حد". وأعلن وزير الخارجية الاسرائيلي سيلفان شالوم ان محاولة اعتقال ألموغ وغيره من قادة الجيش الاسرائيلي تعتبر بمثابة"عمل شائن وفظيع". وقال انه سيلح على السلطات البريطانية لتعديل هذه القوانين التي تسمح بتوجيه مثل هذه الاتهامات وامكان الملاحقة القانونية للضباط الاسرائيليين. وذكر شالوم ان اسرائيل تستهجن مثل هذا العمل، مشيراً الى انه"لا ينبغي ان نغفل أن هناك جنوداً بريطانيين يخدمون حالياً في العراق". وذكرت محطة الجيش الاسرائيلي نقلاً عن مساعدين لشارون ان بلير شعر بالحرج على نحو واضح بعد أن رفض شارون دعوته لزيارة بريطانيا. لكن عشرة داوننغ ستريت حاولت التقليل من أهمية هذه الحوادث، وقال ناطق باسم مقر رئاسة الوزارة البريطانية ان بلير أوضح لشارون ان بريطانيا مثلها في ذلك مثل اسرائيل لديها أنظمة قضائية مستقلة عن الحكومة. ورفض الناطق ان يعلق بأكثر من ذلك قائلاً ان اللقاء بين بلير ونظيره الاسرائيلي كان"خاصاً". وأشارت الصحيفة الى ان الشرطة في العاصمة البريطانية كانت تنتظر على الطريق الرئيس المؤدي الى مطار هيثرو ترقباً لوصول ألموغ. يذكر ان المادة الرقم 146 من اتفاقية جنيف الرابعة ترغم بريطانيا على ان تبحث عن الأشخاص الذين قد يكونون ارتكبوا جرائم حرب وأن تقدمهم الى العدالة"بغض النظر عن جنسياتهم".