عاد الهدوء إلى العاصمة العراقية بغداد أمس، بعد يوم دام استمرت فيه الهجمات حتى وقت متأخر من الليلة قبل الماضية، وأسفرت عن 46 قتيلاً وعشرات الجرحى، وعدت الأممالمتحدة استهداف المحتفلين بعيد الأضحى «جريمة مروعة». وتشير الإحصاءات الرسمية إلى النصف الثاني من العام الحالي هو الأعنف منذ ثلاث سنوات من حيث عدد الهجمات ونوعيتها أو الخسائر التي خلفتها. وفي حصيلة نهائية أعلنت السلطات العراقية أمس، ارتفاع عدد ضحايا تفجيرات مدينة الصدر الليلة قبل الماضية إلى أكثر من 40 بينهم 9 قتلى. وكان مصدر أمني قال السبت إن ثلاثة انفجارات وقعت بصورة متعاقبة في مناطق متفرقة من مدينة الصدر شرق بغداد، فانفجرت سيارتان مفخختان في مرائب للسيارات المتوجهة إلى كربلاء والنجف، أسفرت عن سقوط 13 شخصاً بين قتيل وجريح كحصيلة أولية، فيما انفجرت سيارة ودراجة نارية مفخختان كانتا متوقفتين على جانب الطريق واستهدفتا سيارات الإسعاف التي كانت تنقل جرحى التفجيرين الأوليين إلى المستشفى. وانفجرت في وقت متأخر من الليلة قبل الماضية عبوة ناسفة كانت مزروعة في أحد الأسواق الشعبية في حي الجهاد غرب بغداد أعقبها بدقائق انفجار سيارة مفخخة، ما أسفر عن استشهاد شخص وإصابة خمسة آخرين بجروح متفاوتة. وكانت الحصيلة النهائية لسلسلة هجمات السبت أشارت إلى مقتل أكثر من 36 شخصاً في مناطق متفرقة من بغداد والموصل وديالى وكركوك وصلاح الدين. وفي الموصل أكد النائب محمد جمشيد أمس أن «قيادة عمليات نينوى والفرق الأخرى تبحث عن سيارة مفخخة معدة للتفجير في مناطق الشبك»، موضحاً أنه «تم تفكيك إحدى السيارات المعدة للتفجير بالقرب من أحد الجوامع صباح السبت». وكشف أن «عمليات نينوى ضبطت أكثر من خمس سيارات مفخخة خلال اليومين السابقين في المناطق التي تقطنها غالبية من الشبك». وتشهد بغداد وعدد من المدن العراقية تراجعاً أمنياً ملحوظاً على رغم الخطط الأمنية الموضوعة لمناسبة العيد. واعتبر الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في العراق مارتن كوبلر، سلسلة الهجمات التي ضربت مناطق مختلفة من البلاد «جريمة مروعة»، وقال في بيان إن «ما زاد من بشاعة هذه الهجمات أنها استهدفت حجاجاً أثناء تأديتهم واجباتهم الدينية إما بزيارة الأقارب ومقابر المتوفين من أفراد الأسرة، أو زيارة الأضرحة المقدسة خلال عيد الأضحى المبارك».