بعد أن حسمت اللجنة العليا لانتخابات الرئاسة في مصر سباق المرشحين في عشرة أسماء تمثل الحزب الوطني الحاكم وأحزاب المعارضة بدأ المرشحون سباقا من نوع آخر هو سباق التصريحات، فيما واصل الرئيس حسنى مبارك مرشح الحزب الوطني حديث الإنجازات، وافتتح أمس التوسعات الجديدة في محطة كهرباء شمال القاهرة. ومن جانبه، وفى عرض أولي لبرنامجه الانتخابي، انتقد الدكتور نعمان جمعة رئيس حزب (الوفد) المعارض المرشح لانتخابات الرئاسة ما أسماه ب«فساد أبناء كبار المسؤولين» ووصفه بأنه على رأس المشكلات التي سيسعى للتصدي لها في حالة فوزه بمنصب الرئيس. وقال جمعة في مؤتمر صحفي عقده بمقر الحزب إن شعار حملته الانتخابية سيكون «الاهتمام بالإنسان المصري ومحاربة الفساد الذي استشرى في أوساط كبار المسؤولين وخاصة بين أبنائهم مشيرا إلى أن حجم الفساد الآن يقدر بالمليارات». ووجه رئيس حزب (الوفد) ،الذي يعد من أبرز الأسماء المرشحة للرئاسة في مواجهة الرئيس حسني مبارك، انتقادا عنيفا إلى المجلس القومي للمرأة ووصف عضواته بأنهن بعيدات تماما عن مشكلات المرأة المصرية العادية. وعن ملامح السياسة الخارجية في برنامجه الانتخابي قال جمعة إنه لا ينكر جهود الولاياتالمتحدة في دعم حرية الشعوب إلا أنه يختلف معها في مواقف كثيرة وعلى رأسها حرب العراق ودعمها المطلق لإسرائيل. وفيما يتعلق بمستقبل العلاقات المصرية مع إيران قال: «إنني مع المصالحة مع إيران، نظرا لأننا مشتركون معها في مواقف كثيرة بوصفها دولة إسلامية وتؤيد القضية الفلسطينية». وعن موقفه من جماعة «الإخوان المسلمين» المحظورة أشار إلى أنه يحترم الإخوان كجماعة دينية، لكنه أكد عدم تأييده لها كحزب سياسي، وأكد أيضا رفضه قيام أي حزب على أساس ديني، سواء أحزاب إسلامية أو مسيحية. وعما قيل من أنه خدع الأحزاب المعارضة الأخرى بقراره الترشح لانتخابات الرئاسة التي ستجرى الشهر المقبل، قال جمعة إنه من حق حزبي التجمع والناصري أن يغضبا من ذلك، لكنه أشار إلى أن القرار خاص بحزب (الوفد)، وهو شأن داخلي، واتخذته الهيئة العليا للحزب بالأغلبية. من جانبها أعلنت جميلة إسماعيل المتحدثة باسم حزب الغد وزوجة رئيسه أيمن نور مرشح الحزب لرئاسة الجمهورية أن قوات الأمن المصرية أطلقت النار على أحد أعضاء الحزب، خالد موسى (19 عاماً)، وأصابته في قدمه أثناء محاولته تعليق ملصقات للحزب في بنها بمحافظة القليوبية «شمال القاهرة» أمس مشيرة إلى أن الشرطة أطلقت النار عليه وأُصيب في قدمه ونقل إلى المستشفى. وأضافت أن موسى ومجموعة صغيرة من الناشطين كانوا يُعلقون ملصقات حزب الغد في وقت مبكر من صباح الأمس في بنها استعداداً لفتح مكتب الحزب هناك وقالت ان دورية أمنية استجوبت المجموعة مرتين أثناء تعليقها الملصقات، وفي المرة الثالثة طاردتهم قوات الأمن وأطلقت الرصاص على الأرض لتصيب موسى في قدمه مؤكدة أن الملصقات لم تكن تخص حملة نور للانتخابات الرئاسية. وكانت اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية في مصر أعلنت مساء الأحد استبعاد عشرين مرشحا حزبيا للانتخابات بعد أن استبعدت في المرحلة الأولى 9 مستقلين ليظل في السباق عشرة مرشحين فقط هم: الرئيس حسنى مبارك عن الحزب (الوطني الديموقراطي)، الدكتور نعمان خليل جمعة عن حزب (الوفد الجديد)، أحمد الصباحى عوض الله عن حزب (الأمة)، ممدوح قناوى عن الحزب (الدستوري)، الدكتور ايمن نور رئيس حزب (الغد)، أسامة شلتوت رئيس حزب (التكافل)، كمال حسين كسبه رئيس حزب (العدالة الاجتماعية)، إبراهيم ترك رئيس الحزب (الاتحادي الديمقراطي)، رفعت العجرودى رئيس حزب (الوفاق القومي)، ووحيد الأقصرى رئيس حزب (مصر العربي الاشتراكي). إلى ذلك وجه محمد فريد زكريا أحد المتنازعين على رئاسة حزب الأحرار إنذارا قضائيا إلى لجنة شؤون الأحزاب لاستبعاده من الترشيحات بسبب تنازعه مع اثنين آخرين، أحدهما طلعت السادات الذي كان رشح نفسه أيضا، على رئاسة الحزب واتهم زكريا اللجنة بمخالفة الدستور والقانون وحرمانه من ممارسة حقوقه الدستورية.