أكد الرئيس المصري حسني مبارك مرشح الحزب الوطني الحاكم لانتخابات الرئاسة المصرية التي تجرى في السابع من سبتمبر المقبل أن الحراك السياسي الذي واكب تعديل المادة 76 من الدستور والتعديلات على القوانين السياسية المكملة يعد خير دليل على أننا نسير في الاتجاه الصحيح كما يفتح الباب أمام المزيد من خطوات الاصلاح السياسي ولن يكون نهاية المطاف . وتعهد مبارك - في كلمة القاها خلال لقاء جماهيري بمزارع المغربي بمحافظة البحيرة «شمال مصر» في اطار حملته الانتخابية الرئاسية في يومها السادس - بالحفاظ على مكتسبات الفلاح المصري وحقوقه قائلا إن فلاحي مصر هم القاعدة الصلبة التي يقوم عليها المجتمع والدعامة التي تصون قيمه ومبادئه ووحدته الوطنية وأنهم سيظلون في صدارة اهتماماته خلال المرحلة المقبلة . وأشار إلى أن قطاع الزراعة واعد ويسهم بنحو 20 في المائة من الناتج المحلي الاجمالي ويمثل 20 في المائة من صادرات مصر ويحتضن 55 في المائة من أبناء الشعب المصري علاوة على ذلك فإنه يعد المصدرالرئيسي الذي يمدنا بالطعام اليومي . واستعرض مبارك النجاحات الملموسة التي حققها قطاع الزراعة خلال المرحلة الماضية..موضحا أن قيمة الصادرات الزراعية زادت إلى مايقرب من 7 مليارات جنيه، وتم استصلاح أكثر من مليوني فدان لتزيد رقعة الاراضي الزراعية إلى 3ر8 ملايين فدان. وأوضح الرئيس محمد حسني مبارك أن برنامجه الانتخابي يستهدف اصلاح مليون فدان خلال السنوات الست القادمة وتحويلها إلى مجتمعات عمرانية حقيقة من خلال انشاء 400 قرية جديدة في الظهير الصحراوي. وقال مبارك إننا سوف نمنح 70 ألف حيازة جديدة بمتوسط 10 أفدنة لكل أسرة علاوة على توفير قرض لكل أسرة مقداره 100 ألف جنيه بشروط ميسرة من بنك التنمية والائتمان الزراعي لمساعدتهم على زراعة هذه الحيازات الجديدة . جمعة.. والدستور الجديد من جانبه يعقد الدكتور نعمان جمعة رئيس حزب الوفد والمرشح للرئاسة مؤتمره الجماهيري الثاني اليوم «الثلاثاء» بمنطقة روض الفرج شمال القاهرة كما يعقد مؤتمره الثالث الخميس بمحافظة قنا والمؤتمر الرابع في أول سبتمبر بمحافظة الغربية . ومن المقرر أن يستكمل رئيس حزب الوفد خلال مؤتمره الجماهيري الثاني اليوم عرض ملامح برنامجه الانتخابي ورؤيته للاصلاح السياسي والاقتصادي والاجتماعي كعقد جديد مع المواطنين وفي مقدمتها وضع دستور جديد للبلاد يؤكد سيادة وارادة الشعب وحقه في مراقبة ومساءلة السلطة التنفيذية كما يطرح رؤيته لحل مشاكل البطالة والفقر وتوفير الخدمات الصحية والتعليمية والتأمينية لجميع فئات الشعب ورؤيته لبناء نظام اقتصادي قوي يحقق العدالة الاقتصادية ويؤكد حق المواطن في العيش الكريم ووصول الدعم إلى مستحقيه . إلى ذلك عبر ممدوح قناوي رئيس الحزب الدستوري الاجتماعي الحر المرشح للرئاسة عن تفاؤله بالاشراف القضائي على الانتخابات، مؤكدا حيدة رجال القضاء ونزاهتهم وقال في مؤتمر جماهيري عقده أمس بمدينة سمالوط بالمنيا «صعيد مصر»، انه سيتناول الوضع الاقتصادي ومشكلة البطالة وايجاد الحلول العملية لها والمشاكل التي تواجه المواطن المصري بشكل عام واتهم بعض مرشحي الرئاسة باستخدام سلاح المال إلى جانب الحملة الاعلامية الضخمة، مشيرا إلى أن الأحزاب التي يفعل مرشحوها ذلك تدعي الليبرالية وهي أبعد ما تكون عن ذلك وطالب المواطنين بالمشاركة الايجابية في الانتخابات لبيان المظهر الحضاري لمصر، مشيرا إلى ان هذا التجربة فتحت بابا جديدا للديمقراطية . انتقادات لموقف الإخوان إلى ذلك ساد الارتباك على الساحة السياسية في مصر على خلفية اعلان جماعة الاخوان المسلمين المحظورة موقفها من الانتخابات الرئاسية التي تجرى في السابع من سبتمبر المقبل ودعوة أعضائها للتصويت في الانتخابات دون تأييد مرشح بعينه ومطالبتها الجماهير بعدم كتمان الشهادة . واعتبر حزبا المقاطعة الرئيسيان العربي الناصري والتجمع أن بيان الإخوان الذي صدر «الأحد» جاء ملتبسا ولا يكشف النقاب عن البديل الذي ستصوت له الجماعة ضد مبارك فيما نفى الدكتور محمد حبيب النائب الأول لمرشد الجماعة ان يكون بيان الجماعة غامضا مشيرا إلى أن البيان أشار بدون لبس إلى فتح الباب أمام الجماهير كي تصوت للمرشح الذي تراه باستثناء حسني مبارك الذي لم يقم بأي عمل يجعل الشعب يحزن عليه إذا ما ترك موقعه وأنه ليس صحيحا وجود صفقة مع الحزب الوطني الحاكم مؤكدا أننا نتعرض للأذى علي يد النظام كما ندرك حجم الكراهية التي يتعرض لها في الشارع لذا فمن غير الحكمة دعمه أو دعوة الناس لمؤازرته. ووصف البيان بأنه قوي ولا يحمل شبهة صفقة مع أحد مشيرا إلي وجود حرج بسبب طواف المرشحين المعارضين حول مكتب الإرشاد طالبين الدعم . يذكر ان أيمن نور رئيس حزب الغد ذهب إلى الاخوان بنفسه طالبا العون كما أن الوفد يقوم بمفاوضات سرية عن طريق محمد علوان عضو الهيئة العليا المقرب للجماعة وذلك لمايتمتع به الاخوان من شعبية في الشارع المصري . من جانبها انتقدت الحركة المصرية من أجل التغيير «كفاية» بيان الجماعة وأشار أمين إسكندر أحد قياديي الحركة الى ضعف البيان معتبرا أنه لم يشر للحاكم الفاسد بالاسم وكأنه غير معروف للجميع وعبر عن اعتقاده باحتمال تغيير الموقف في اللحظات الأخيرة بحيث تعقد صفقة بين النظام والجماعة وشدد على أن الشارع كان ينتظر أن يقاطع الإخوان الانتخابات وينضمون للحركات الرافضة لتجميل وجه النظام لأن مجرد المشاركة هو نوع من التواؤم مع مرشح الحزب الوطني . وندد جورج إسحق منسق الحركة بموقف الجماعة بالرغم من أنها قررت عدم دعم مبارك إلا أن إسحق يرى أن الموقف الأهم والمؤثر كان الانضمام لخندق المعارضين وقال:«لا نعول على الجماعة كثيرا بالرغم من قوتها في الشارع فقد طلبنا أن تنزل مع مختلف القوى بمظاهرة يتجاوز عددها مائة ألف شخص لكن المفاوضات لم تسفر بعد عن تحقيق تلك الفكرة». في الوقت نفسه قلل الحزب الوطني الحاكم من أهمية بيان الجماعة معتبرا ان نفوذها في الشارع لا يتناسب مع حجم الدعاية المكثفة التي تتمتع به وأنها حسب توصيف القانون جماعة محظورة ولايمكنها ان توجه الشارع لأن هناك قوى كثيرة على رأسها الحزب الوطني الحاكم تسيطر على الشارع المصري . من جانبهم اعتبر مراقبون أن بيان الاخوان أراد أن يحافظ على التوازن الذي يشكل أحد التكتيكات الثابتة للجماعة التي لاتريد أن تصعد من الصدام مع نظام الحكم تجنبا لضربات جديدة، كما لاتريد أن تفقد علاقاتها الودية مع حزب الوفد الذي تربطها به علاقات متميزة، ولذك تركت الحرية لأعضائها للتصويت مع اجماع داخلي على عدم التصويت لمبارك، وهو ما اعتبره المراقبون أنفسهم انتصارا لتيار الشباب البرجماتي في الجماعة التي يسيطرعلى قمتها الكبار . الصباحي والمفارقات من جانب آخر وتحت شعار التأييد للرئيس حسني مبارك، وفي واحدة من أطرف مفارقات الانتخابات الرئاسية في مصر، يبدأ أحمد الصباحي رئيس حزب الأمة اليوم «الثلاثاء» حملته لانتخابات الرئاسة بصورة رسمية بعد تلقي تكاليف الدعاية الانتخابية وقدرها نصف مليون جنيه وفقا لما صرح به مسؤول بالحزب . الصباحي، 90 عاما، استبق حملته الجماهيرية بلقاء تليفزيوني بثته قناة «دريم» مساء الأحد أعلن فيه تأييده للرئيس حسني مبارك، ودعا له بالصحة وطول العمر والاستمرار في قيادة البلاد . وقال الصباحي انه أرسل إلى الرئيس مبارك برقية تأييد بعد اتخاذه القرار بتعديل المادة 76 من الدستور وأنه لم يدخل الانتخابات منافسا للرئيس وانما ليعطي للشعب رسالة مفادها ضرورة ممارسة الحق الديمقراطي واستغلال الفرصة الديمقراطية التي أتاحها الرئيس للأحزاب. وزاد الصباحي، الذي يطالب دائما بعودة الشعب المصري لارتداء «الطربوش» لتكون له سمة مميزة نظرا لافتقاد الشعب المصري إلى زي وطني، أنه يختلف مع من ينتقدون بقاء الرئيس مبارك في السلطة 24 عاما قائلا ان البلاد المتقدمة لاتعترف بسن المعاش فلماذا نريد أن نحكم على الرئيس بترك منصبه طالما أنه قادر على العطاء ؟! الصباحي، صاحب المؤلفات الشهيرة في قراءة الكف والوحيد في مصر الذى يضع الطربوش على رأسه حتى اليوم، سيطلق حملته الانتخابية بمؤتمر شعبي يعقده بمسقط رأسه بمحافظة الشرقية اليوم، ثم يعقد مؤتمرات في عدد من المحافظات منها مؤتمر بالقاهرة بحي السيدة زينب يوم 30 أغسطس ويختتم حملته بمؤتمر في محافظة الجيزة يوم 4 سبتمبر القادم آخر أيام الحملة الانتخابية.