صرح وزير الدفاع الأمريكي بيت هيجسيث اليوم الأحد بأن الولاياتالمتحدة ستواصل استهداف الحوثيين في اليمن حتى يتوقفوا عن استهداف السفن التجارية في البحر الأحمر، في حين أشار الحوثيون إلى إمكانية تصعيد عملياتها رداً على الضربات الأمريكية الأخيرة. وأعلنت وزارة الصحة التي يديرها الحوثيون أن 31 شخصاً على الأقل لقوا مصرعهم في الغارات الجوية التي نفذتها القوات الأمريكية، ووصفتها الجماعة بأنها "جريمة حرب مكتملة الأركان"، وذكر مسؤول أمريكي أن الحملة العسكرية ضد الحوثيين قد تستمر لعدة أسابيع. وفي خطاب متلفز، صرح زعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي بأن الجماعة ستستهدف السفن الأمريكية في البحر الأحمر طالما استمرت الضربات الأمريكية على اليمن، كما أكد المتحدث العسكري باسم الحوثيين أن الجماعة أطلقت صواريخ باليستية وطائرات مسيرة تجاه حاملة الطائرات الأمريكية (هاري إس. ترومان) وسفنها الحربية، وهو ما نفاه مسؤول دفاعي أمريكي، مؤكداً عدم توفر أي معلومات حول وقوع مثل هذا الهجوم. ردود فعل دولية ودعت روسيا إلى وقف العمليات العسكرية واللجوء إلى الحوار السياسي، حيث أجرى وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف اتصالاً بنظيره الأمريكي ماركو روبيو لحثه على "وقف فوري لاستخدام القوة والانخراط في محادثات سياسية". من جانبها، أصدرت إيران تحذيراً ضد التصعيد، حيث أكد القائد الأعلى للحرس الثوري الإيراني حسين سلامي أن الحوثيين يتخذون قراراتهم بشكل مستقل، لكنه شدد على أن إيران "ستتصدى لأي تهديد بحزم" إذا تعرضت لأي استهداف مباشر. الموقف الأمريكي من جهته أكد وزير الدفاع الأمريكي أن الولاياتالمتحدة ستواصل ضرباتها "حتى يوقف الحوثيون استهداف السفن والطائرات المسيرة"، مشيراً إلى أن الهجمات تهدف إلى حماية حركة الملاحة في البحر الأحمر باعتبارها "مصلحة وطنية أمريكية"، كما وجه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تحذيراً لإيران، محملاً إياها مسؤولية دعم الحوثيين، ومؤكداً أن واشنطن "لن تتهاون مع أي تهديدات". تداعيات الضربات ووفقاً لمسؤولين حوثيين، فإن الغارات استهدفت مواقع عسكرية في صنعاء وتعز، بالإضافة إلى محطة كهرباء في بلدة ضحيان بمحافظة صعدة، مما تسبب في انقطاع التيار الكهربائي، فيما أفاد شهود عيان في صنعاء بأن الانفجارات كانت قوية وأدت إلى تدمير مبانٍ عدة. تصاعد التوتر في البحر الأحمر ومنذ نوفمبر 2023، نفذ الحوثيون عشرات الهجمات على السفن التجارية في البحر الأحمر، قائلين إنها تأتي تضامناً مع الفلسطينيين في ظل الحرب بين إسرائيل وحركة حماس في غزة، وأعلن الحوثيون الأسبوع الماضي أنهم قد يستأنفون استهداف السفن الإسرائيلية إذا لم ترفع إسرائيل القيود المفروضة على المساعدات الإنسانية المتجهة إلى غزة. وأعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش عن قلقه إزاء التصعيد، داعياً إلى "أقصى درجات ضبط النفس ووقف جميع الأنشطة العسكرية" في اليمن، محذراً من أن استمرار التوترات قد يزيد من عدم الاستقرار في المنطقة ويعمق الأزمة الإنسانية في البلاد.