مضى نحو ثلاثة اعوام على إنجاز أسد فولادكار فيلمه الروائي الطويل الاول"لما حكيت مريم"، وهو الفيلم الذي، بضآلة تكاليفه وبساطة اسلوبه وعمق موضوعه، اعطى كثيرين الامل في ان يشكل بداية نهضة سينمائية جديدة في لبنان. ولكن ها هو العام الثالث، بعد مريم، ينقضي وفولادكار لا يزال غائباً عن الشاشة. ولكن هل يعني هذا الغياب، حقاً، أنه لم يفعل شيئاً؟ أبداً... بل هو، وسط ما يشبه التكتم الشديد، حقق فيلماً روائياً طويلاً ثانياً، أنجزه في نسخته الاولى، لكنه يود الآن إعادة النظر فيه قبل عرضه الجماهيري، وحتى قبل إرساله الى المهرجانات. والفيلم عمل، ينتمي ببساطة أسلوبه، وخطورة موضوعه، الى التوجه نفسه الذي خاضه فولادكار في"لما حكيت مريم"، بل انه اكثر خطورة حتى، لأنه يحاول، من جديد، أن يلامس"التابوات"المعهودة. ولن نقول هنا اكثر، في انتظار رضى المخرج عن فيلمه وعرضه له. فقط نقول ان الحكاية تدور في اوساط الطلبة الجامعيين وذهنياتهم بعد عقد ونصف العقد من انتهاء الحرب وپ"ولادة لبنان الجديد". فهل صحيح، يتساءل الفيلم، ان هناك ولادة حقيقية لذهنيات جديدة لدى شبيبة لبنان؟ سؤال اجاب عنه مواربة، قبل اسابيع، برنامج تلفزيوني قدمه مارسيل غانم على شاشة"ال بي سي"وبالنزعة نفسها التي يحملها فيلم اسد فولادكار... إضافة الى ان هذا الأخير حقق وربما لمرة نادرة في لبنان، فيلماً عن السينما: السينما داخل السينما. مهما يكن، إذا كان أسد فولادكار يفضل ألا يقول شيئاً عن فيلمه هذا قبل إعادة تركيبه، التي من المحتمل ان تنجز في هذه الأيام بالذات، فإن مشروعه التالي بات قيد الإعداد أيضاً، لكنه سيكون أعرض موازنة، وربما اقل تجريبية بالتالي، ومن المتوقع الا يكون فولادكار، كما حاله في أفلامه السابقة، منتج الفيلم المقبل، لأن المفهوم حتى الآن هو أن الفيلم سيكون من إنتاج المنتج اللبناني - المصري غابي خوري، ضمن نشاطات شركة أسسها في لبنان تحت اسم"اللبنانية للسينما"، هي شقيقة لشركته المصرية"العالمية للسينما"التي تنتج عادة افلام يوسف شاهين ورفاقه، كما أنتجت سلسلة أفلام عن النساء العربيات تحت إشراف ماريان خوري، تضمنت فيلمين للبنانيين هما سمير حبشي عن السيدة نظيرة جنبلاط وجان شمعون عن المناضلة الفلسطينية الأسيرة السابقة كفاح عفيفي.