كان أنصار الكرة السعودية يأملون خيراً أكثر مما حدث في مواجهتهم الودية الدولية، أثناء سيناريو المباراة أمام خصمهم الميداني وصديقهم في المونديال العالمي في ألمانيا 2006 منتخب غانا أو برازيل أفريقيا - كما يحلو لمحبيه وعشاق الكرة الأفريقية مناداته - وتضجر كثير منهم نظير خسارة الأخضر بثلاثة أهداف في مقابل هدف. ويؤكد فئة من النقاد أن اللقاء جاء مفيداً للأخضر، وكشف انخفاض الإمكانات الفنية لمعظم اللاعبين، وضعف المعدل اللياقي لديهم إضافة إلى افتقادهم الانسجام وعدم التركيز خصوصاً خط الدفاع الذي ما زال يعاني من عدم الثبات. علماً أن المنتخب الغاني يعد أكثر جاهزية كونه يمتلك عناصر فعالة لها تأثيرها الإيجابي داخل الملعب وهذا ليس مستغرباً عليه، إذ معظم لاعبيه محترفون في أندية خارج الدوري الغاني وبالتالي فإنهم جاهزون لياقياً وتكتيكياً. وذهبت فئة من النقاد إلى وصف كالديرون بالمغامر عندما تجاهل ضم بعض العناصر التي ارتفع مستواها الفني مع أنديتها في مواجهات الاستحقاقات المحلية والخارجية، أمثال لاعب الأهلي الدولي السابق حسين عبدالغني ولاعب الاتحاد أحمد الدوخي وزميله محمد نور وغيرهما. وكان كالديرون واجه انتقاداً لاذعاً من الإعلام السعودي بوسائله كافة، عندما رفض الإدلاء برأيه حول عدم ضمه عبدالغني والدوخي ومحمد نور وعيسى المحياني وتضجره من هذا السؤال، متسائلاً بعربيته الركيكة ليش؟ من جهة، وعدم إفصاحه عن الخطة المستقبلية لبرنامج استعداد المنتخب للمونديال العالمي المقبل من جهة ثانية، وذلك في المؤتمر الصحافي الذي دعا إليه في جدة منذ يومين،خصوصاً أننا في عصر الشفافية وزمن التعتيم ولى بلا رجعة، إذ إن الجميع بات أكثر نضجاً وفكراً وتعقلاً. وكشف مقربون من المنتخب السعودي أن الأسباب الحقيقية لهذا التعتيم بداعي قصور التمويل المادي في الماضي وتم حل هذه الإشكالية أخيراً بعد تعاقد اتحاد القدم مع شركة صلة الرياضية لرعاية حقوق المنتخب وقفز موازنة تحضيرات الأخضر إلى 34 مليون ريال، إضافة إلى أسباب لم تتضح الرؤية حولها بعد. ورحب عقلاء الكرة السعودية بالمبدأ الذي أعلنه ونادى به الارحنتيني كالديرون، عندما أعلن عن أن رحلة برنامج تحضيرات الأخضر يجب أن تكون تصاعدية، مؤكداً أن مواجهة المنتخب الغاني هي أولى الدرجات الحقيقية في السلم التصاعدي الذي نادى به. وانتقد الأرجنتيني اللجنة الفنية في الاتحاد السعودي لكرة القدم، والأندية السعودية، قائلاً:"جدولة مباريات الدوري هذا الموسم مضت في شكل غير ناضج لا يخدم اللاعبين، إذ إن ضغط المباريات في الدوري المحلي سبب الإرهاق لهم، وسنعمل مع المسؤولين في الاتحاد السعودي على إيجاد الحلول المناسبة قدر الإمكان مطلع كانون الثاني يناير المقبل، بينما الأندية لم تكن جادة مع اللاعبين في رفع معدلهم اللياقي"، وأضاف:"توقف استحقاق كأس دوري خادم الحرمين الشريفين خلال الأيام الماضية أثر على اللاعبين، وكان أحد الأسباب الحقيقية التي أدت إلى الخسارة مقارنة بلاعبي منتخب غانا القادمين من الدوري الأوروبي". واستطرد:"ولا نغفل عن بعض الأخطاء التي وقع فيها مدافعو المنتخب السعودي، وسأبذل قصارى جهدي في سبيل تكوين خط دفاع نموذجي قدر الإمكان تتحطم على صخرته هجمات الخصوم"وأردف قائلاً:"من المؤكد أن الفائدة تحققت بالاحتكاك مع منتخب قوي يمتلك عناصر فنية من طراز رفيع تلعب كرة قدم ذات احترافية عالية في الدوريات الأوروبية، وكنا نطمع للفوز، ولكننا ما زلنا في أول سلم الإعداد لنهائيات كأس العالم، وهي بداية الفترة الحقيقية للإعداد، وجاء المستوى الفني للمباراة راقياً، والرائع جداً الروح العالية التي لعب بها اللاعبون" وأدرك كالديرون أن السعوديين باتوا أكثر قلقاً على منتخب بلادهم خشية أن تتكرر مأساتهم في المونديال الماضي في كوريا واليابان عام 2002 وطمأنهم كثيراً بأنه سيكون الأفضل في مونديال ألمانيا"أطالب الجميع بأن يثقوا في منتخبهم الوطني كما هي ثقتي فيهم، وسنعمل جميعاً خلال الفترة المقبلة على مواجهة منتخبات قوية، حتى نصل كأس العالم ولدينا المعرفة الجيدة بقوة المنتخبات التي سنلعب ضدها هناك". وكان المسؤولين السعوديون أكثر حرصاً على متابعة الأخضر خطوة بخطوة، وخلق جو الاطمئنان للسعوديين كافة وهو الدور الفعال الذي يبذله الرئيس العام لرعاية الشباب الأمير سلطان بن فهد، وجسَده نائب الرئيس العام لرعاية الشباب الأمير نواف بن فيصل، عندما قال الأخير:"إن شاء لله سيكون برنامج المنتخب السعودي في مستوى تطلعات الجماهير السعودية، وسيكون هناك مقابلات ودية قوية تفعل تحضيرات المنتخب لكأس العالم، حتى يظهر بالصورة التي تليق بسمعته الكبيرة". وأكد الأمير أن تجربة منتخب غانا كانت مفيدة للاعبين والجهاز التدريبي، وان الخسارة لا تلغي أهمية المباراة. وطالب الأمير نواف جماهير الأخضر ب"دعم المنتخب في مشواره الإعدادي، وأن الأخطاء التي تحدث في اللقاءات الودية العون المساعد للمدرب للتعرف على السلبيات الفنية وتلافيها والتركيز على الايجابيات والاهتمام بها".