من حق الجميع اعلاميين وجماهير ان يتساءلوا لماذا لم يستدع كالديرون الثلاثي محمد نور واحمد الدوخي وحسين عبد الغني حتى الآن لتشكيلة المنتخب التي تستعد لخوض المونديال المقبل، ومن حق كالديرون بل من واجبه ان يجيب؛ لكن ما ليس من حق احد منهم هو مصادرة راي الآخر أو تسفيهه. ٭٭ ما حدث يوم المؤتمر الصحفي الذي عقده كالديرون قبل مباراة غانا الودية يكشف ان ثمة (لوبياً) خفياً بدا يتشكل في سبيل الضغط على المدرب الارجنتني في سبيل اعادة نور والدوخي ومعهم عبد الغني لتشكيلة المنتخب. ٭٭ لقد اظهر ذلك المؤتمر تحالفاً من نوع خاص من اجل اخضاع كالديرون واجباره على التنازل عن قناعاته بتصوير مسألة ابعاد الثلاثي وكأنها قضية رأي عام لاسيما والشارع الرياضي في جدة بالتحديد كان يحتفل يومها بحصول الاتحاد على كأس آسيا وتأهله لمونديال الاندية!. ٭٭ لقد كان واضحاً ان الطرف الآخر قد حضر للمؤتمر وهو مستعد ومتسلح من اجل وضع كالديرون في خانة اليك غير ان المدرب الارجنتني كان شجاعاً إلى حد انه فوت عليهم اطالة امد الحديث في كلام يرى انه لا طائل منه وهو ما احدث ردود فعل غاضبة منهم ظهرت في اليوم التالي من المؤتمر حيث خرج من يريد قلب الطاولة على كالديرون من خلال السعي نحو الاحتكام للشارع. ٭٭ ملامح مؤتمر جدة اعادت لي الذاكرة لما تناقلته وكالات الانباء عن مؤتمر ريو دي جانيرو قبل اربع سنوات حينما اعلن المدرب البرازيلي لويس فليب سكولاري استبعاد روماريو عن تشكيلة منتخب البرازيل الذي كان يتأهب للمشاركة في مونديال كوريا واليابان غير آبه بالمطالبة الشعبية والاعلامية وحتى الرئاسية بعد ان دخل رئيس البرازيل انذاك فيرناندو كاردوسو على الخط إلا أن شعرة في راس سكولاري لم تتحرك ويومها بكى روماريو وابكى العالم معه الا ان منتخب السامبا غادر إلى كوريا واليابان بدونه غير انه عاد ومعه الكأس!. ٭٭ هذا مع ان الفارق كبير بين روماريو وبين نور والدوخي وعبد الغني، ليس فنيا وحسب بل حتى على مستوى الحدث، ففي حين قاد روماريو منتخب بلاده يومها لخطف بطاقة التاهل بعد ان كان قاب قوسين من الغياب عن المونديال لاول مرة في تاريخه قبل ان يستدعيه لوكسومبورغو لانقاذ سمعة الكرة البرازيلية ويسهم باهدافه السبعة في الاخذ بمنتخب السامبا للمونديال، في المقابل فان (ثلاثينا) المذكور استبعد من قائمة التصفيات إما لاسباب (مجهولة) كما في امر الدوخي ونور(!!) او لاعذار واهية كما في مسألة عبدالغني !. ٭٭ شخصيا، لست ضد عودة اللاعبين الثلاثة طالما ان عودتهم ستكون ذات مردود ايجابي للمنتخب لكنني ضد فرض الرأي عنوة من خلال الترهيب او الاستعداء كما يفعل البعض من اجل اعادتهم، او من خلال تصوير عدم استدعائهم وكأن كارثة ستحل بالمنتخب. ٭٭ الشواهد تؤكد على ان مزاجية اللاعبين ومشاكلهم تجعل ابتعادهم عن الاخضر غنيمة له ولا ادل على ذلك من ان التأهل للمونديال تحقق دون مشاركتهم في مباراة واحدة في حين اننا كنا قاب قوسين من عدم التأهل لمونديال كوريا واليابان بوجود الثلاثي طيب الذكر. [email protected]