يروى أن المدرب الشهير «كارلوس البرتو» مدرب المنتخب البرازيلي حالياً صرح بعد إلغاء عقده من تدريب المنتخب السعودي عقب الخسارة من فرنسا 4/0 في مونديال كأس العالم 98 بأن أكثر مالفت نظره بأن الإعلام الرياضي السعودي لم يسأله - طوال إشرافه على الأخضر - سؤالاً رياضياً فنياً وجيهاً، يقول البرتو «في كل مؤتمر صحفي كانت الأسئلة ترتكز على (لماذا لا تختار فلان، وكيف استبعدت علان»، كانت المؤتمرات تضيع في مثل هذه التساؤلات السطحية. السيناريو الآن يتكرر تماماً مع المدرب الأرجنتيني «جبريال كالديرون»، فقبل مباراة المنتخب الودية مع غانا الاسبوع الماضي، عقدت إدارة المنتخب مؤتمراً صحفياً، كانت الأسئلة لم تتجاوز مفهوم (لماذا لا تختار عبدالغني ونور، ماذا عن الدوخي والحارثي، هل ستختار الجابر للمونديال)، وضاع جل المؤتمر في بحر هذه الأسئلة حتى أن المدرب - وربما للمرة الأولى - فقد أعصابه وانتقد الصحفيين الذين طرحوا هذه الأسئلة بشدة، كانت المصيبة الكبرى أن الصحفيين أنفسهم كتبوا في صباح اليوم التالي بأنهم نجحوا في إخراج كالديرون من طوره، عموماً هذا ليس ما سنناقشه بقدر مانناقش وننتقد سطحية هذه الأسئلة والمنتخب على مشارف المونديال. لقاء مدرب منتخبنا في هذا الوقت تحديداً قد تكون أمنية كل صحفي رياضي، الفترة الحالية هي الأهم في تاريخ منتخبنا لمتابعة آخر ترتيبات الاستعداد للمونديال الكبير وكيفية توجه الجهاز الفني لمعسكرات المنتخب في الفترة ما بعد إعلان القرعة التي ستعقد في مدينة لايبزيج الألمانية في التاسع من ديسمبر المقبل. لنعد خمسة أشهر للوراء، ونتأمل مشاركة المنتخب في التصفيات المونديالية، كان مستوى الأخضر في تلك المباريات هو الأفضل مستوى ونتيجة ربما بشكل لم يظهر به المنتخب طوال عشر سنوات ماضية ويكفي أن التأهل كان بلا خسارة وبهدف يتيم في مرمى زايد ليعطي دلالة واضحة على قوة المستوى، هل تتذكرون تلك المباريات الجميلة، لم يكن محمد نور أو أحمد الدوخي أو حسين عبدالغني مشاركين، هل تأثر مستوى المنتخب أو تراجعت نتائجه.. وهل عجز اللاعبون الآخرون عن فهم خطة مدربهم.. بكل تأكيد الأمر ليس كذلك بعد مارأيناه هو العكس تماماً.. المنتخب أصبح أقوى وأكثر تماسكاً، ليس لأن هؤلاء اللاعبين لم يشاركوا، ولكن لأن المدرب كان يعلم تماماً قدرة الأسماء التي اختارها لتحقيق هذا الإنجاز، وكما أعطي الثقة والحرية في اختيار التشكيل المناسب في ذلك الوقت فحري بأن يكتسب الثقة ذاتها في هذا الوقت تحديداً والذي يسبق الإعلان النهائي للمشاركين في المونديال. لندع كالديرون يعمل ويختار من يشاء، ولا نكرر أخطائنا في بطولات سابقة حين كان (بعض) المدربين يستجيبون للضغوطات بضم فلان وعلان، حينها النتيجة ستكون معروفة سلفاً. مرزوق مجرد احتياط ضحكت كثيراً وأنا أقرأ مقالاً رياضياً في إحدى الصحف المصرية، كان الكاتب سعيداً بالمشاكل التي حصلت لمرزوق العتيبي مع إدارة ناديه وهو ماقد يمنعه من المشاركة في مونديال الأندية القادم ومن مواجهة فريق الأهلي المصري، كان الكاتب سعيداً لاعتقاده بأن مرزوق هو النجم الأول في الفريق خصوصاً وأن المصريين لهم ذكرى سيئة مع هذا اللاعب الذي سجل أربعة أهداف في مرمى منتخب بلادهم خلال بطولة القارات. ياصاحبي.. مرزوق عفا عليه الزمن هو أسير لمقاعد الاحتياط، الآن هناك لاعبون شبان كسعد الحارثي ومحمد العنبر لم يتجاوزا العشرين من عمرهما ولكنهما سرقا الأضواء وشاركا بفعالية في تصفيات كأس العالم، فيما مرزوق يغير مقعده بين حين وآخر في دكة الاحتياط حتى وصل الأمر به إلى الهجوم على مدرب الفريق «يوردانسكو»، وهو مادفع إدارة النادي لمحاولة (تصريفه) لأندية أخرى.. كالنصر! [email protected]