أكد مصدر رفيع في الفصائل الفلسطينية المنضوية تحت لواء منظمة التحرير، ان الحوار اللبناني - الفلسطيني لم يتوقف"لكنه يسير ببطء وبهدوء بعيداً من الاعلام ويحاول التوصل الى نقاط مشتركة من شأنها تحييد العامل الفلسطيني كطرف في الصراعات الداخلية اللبنانية أو في التأزم الحاصل على صعيد العلاقات اللبنانية - السورية". وعزا المصدر سبب البطء في الحوار الى وجود رغبة لدى فصائل منظمة التحرير كما لدى تحالف القوى الفلسطينية الحليفة لسورية، بالتريث الى حين قيام وزير شؤون اللاجئين الفلسطينيين عباس زكي بزيارة قريبة الى دمشق بعد أن غادر بيروت أمس متوجهاً الى ألمانيا وعدد من الدول الأوروبية للاشتراك في لقاءات وتتصل بالحوار الأوروبي - الفلسطيني. وتوقع المصدر وصول زكي الى دمشق خلال اسبوع للقاء كبار المسؤولين السوريين اضافة الى قادة قوى التحالف. وأبدى المصدر رغبته في ان ينجح الوزير الفلسطيني في توفير الأجواء التي تساعد على مواصلة الحوار بين السلطة اللبنانية ووفد موحد يمثل كل الفصائل، ووضع الحوار على نار حامية بعد التغلب على بعض الاشكالات التي وصفها بأنها"تنظيمية ولن تعوق الحوار". وفيما رفض المصدر الدخول في التفاصيل التي حالت دون توافق الفصائل الفلسطينية في اجتماعها الأخير الذي عقدته بدعوة من حركة الجهاد الاسلامي على تشكيل وفد فلسطيني موحد يتولى متابعة الحوار مع الحكومة اللبنانية، قالت أوساط فلسطينية لپ"الحياة"ان لا اعتراض لقوى التحالف على تشكيل وفد موحد لكنها فضلت ان يتخذ القرار النهائي في هذا الخصوص من قبل قيادتها المركزية الموجودة في دمشق. ولفت المصدر الرفيع الى ان زكي الذي لم يشارك في الاجتماع المشترك للفصائل الفلسطينية على رغم انه كان موجوداً في بيروت، حاول التدخل ايجاباً لدفع الأمور باتجاه التوافق على تشكيل وفد موحد، لكنه رأى ان القرار لا يتخذ إلا في دمشق من خلال قيادة قوى التحالف. ورداً على سؤال أكد المصدر ان لا مشكلة مع السلطة اللبنانية حول إعادة النظر في موقفها من المطالب الحياتية للفلسطينيين المقيمين في لبنان أو من إعادة فتح مكتب تمثيل سياسي فلسطيني في بيروت، لكنه أشار الى ان الجبهة الشعبية - القيادة العامة - بزعامة أحمد جبريل تتريث في تحديد موقفها من مطالبة الحكومة بإنهاء أي وجود عسكري مسلح خارج المخيمات بذريعة ان لا طابع أمنياً أو عسكرياً للمواقع التي تشغلها في الناعمة القريبة من مطار بيروت أو في عدد من البلدات في البقاعين الأوسط والغربي وان وجودها هدفه تقديم المساعدات الاجتماعية والصحية للمعوزين من اللبنانيين والفلسطينيين. واعتبر المصدر ذاته ان جبريل أراد ان يوحي لمن يعنيهم الأمر بأن القرار في خصوص السلاح الفلسطيني خارج المخيمات لا يتخذ إلا في دمشق بالتعاون بين قيادة قوى التحالف والسلطات السورية، لافتاً الى أن موقف الفصائل التابعة للمنظمة واضح من هذه المسألة وان اطرافاً في قوى التحالف ترغب في تمييز موقفها عن القيادة العامة لكنها تحبذ عدم الدخول كطرف معها في السجال الدائر على هذا الصعيد. وأوضح ان لدى الفصائل أو أكثريتها على الأقل رغبة في الانفتاح على الحوار على قاعدة رفض أي سلاح فلسطيني خارج المخيمات والاصرار على تنظيم السلاح في داخلها، مؤكداً وجود إجماع شعبي فلسطيني على الالتزام بالقوانين والسيادة اللبنانية. وكشف المصدر ان القيادة العامة ومنظمة الصاعقة الموالية لسورية كانتا اثارتا في اللقاءات المشتركة قضية توقيف مسؤول الجبهة في مخيم نهر البارد سعيد اللوباني واعتقال مسؤول الصاعقة في بيروت غازي حسن الملقب بأبو حسن، مشيراً الى ان مسؤولين في الفصائل أجروا اتصالات بالسلطات اللبنانية المعنية في محاولة للوقوف على أسباب توقيفهما، ومؤكداً انه ضد أي توقيف له طابع سياسي وبالتالي لا بد من الكشف عن الاسباب وأن لا مانع لتقديمهما الى المحاكمة اذا ما ثبت ارتكابهما لأي جرم،"أما إذا تبين ان احتجازهما يعود الى انتمائهما السياسي، فإننا سنكون أول المطالبين بالافراج عنهما لأننا لسنا في وارد تعكير المناخ الذي يساعد على مواصلة الحوار واعطاء الذرائع للبعض للتهرب من مسؤوليته حيال تطبيع العلاقات اللبنانية - الفلسطينية". وكانت الفصائل الفلسطينية في منطقة صور اعتصمت امام مكتب حزب البعث العربي الاشتراكي في مخيم البص بمشاركة احزاب وقوى وطنية واسلامية تحت عنوان"نعم للحوار الجدي مع الدولة اللبنانية ولا للاعتقالات السياسية". واعتبر معاون مسؤول منطقة الجنوب في"حزب الله"خليل حسين في كلمة له"ان الاعتقالات التي تجرى من قبل السلطات اللبنانية في حق قياديين فلسطينيين ذات خلفية سياسية واضحة، يدفع بالامور في اتجاه اقفال الحوار"، داعياً"الحكومة"الى درس الامور بحكمة ومسؤولية". وقال المسؤول الاعلامي لاقليم جبل عامل في"حركة امل"عباس عيسى"ان الحوار هو الطريق المجدي والصحيح الذي يوصلنا الى الهدف المشترك". وتحدث باسم تحالف القوى الفلسطينية، عضو اللجنة المركزية للجبهة الشعبية - القيادة العامة ابو وائل عصام الذي انتقد"طريقة الاعتقال والتوقيف السياسي التي طاولت قياديين فلسطينيين". ونفى امين السر المساعد للجنة المركزية لحركة"فتح"- الانتفاضة ابو خالد العملة انباء عن تغيير او تبديل الحركة مواقعها، واكد التزام الحركة ب"الحوار مع السلطة اللبنانية.