تصدر الموضوع الإيراني أولويات الوفد الأميركي واجتماعات الرئيس جورج بوش مع نظيره الصيني هو جينتاو ورئيس الوزراء الهندي مانموهان سينغ، وتلك المرتقبة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في وقت تسعى فيه الإدارة الأميركية إلى تكثيف الضغوط الديبلوماسية على الجمهورية الإسلامية بواسطة الدول التي تتمتع بحق النقض فيتو في مجلس الامن. وفي تطور في الموقف الأميركي، أكد الرئيس بوش لنظيره الصيني أن إيران تتمتع بالحق في تطوير طاقة نووية لغايات مدنية وسلمية، مشككاً في الوقت نفسه في نيات طهران. كما اكد الرئيس الأميركي لرئيس الوزراء الهندي سعي الإدارة الأميركية للتوصل إلى اتفاق دولي في هذا الشأن. ووعد بوش نظيره الصيني بعد اللقاء الذي دام نحو ساعة في نيويورك، بزيارة الصين في تشرين الثاني نوفمبر المقبل لتعزيز التعاون الاقتصادي بين البلدين، كما اعتبرها حلقة أساسية في الضغط على كوريا الشمالية والتهديد النووي الذي تشكله على الساحة الدولية. الارهاب واسلحة الدمار ويتناسب ذلك مع الكلمة التي ألقاها الرئيس الأميركي أمس أمام زعماء العالم الذين يحضرون القمة العالمية للأمم المتحدة في الدورة الستين للجمعية العامة للمنظمة الدولية، والتي دعا فيها إلى تحرك مكثف وموحد ضد الإرهاب"والأنظمة الخارجة عن القانون"التي ترعى الإرهاب وتسعى إلى الحصول على أسلحة دمار شامل. وألمح بوش الى الشكاوى الأميركية ضد بلدان مثل إيران وسورية وكوريا الشمالية التي تتهمها واشنطن بتبني الإرهاب، على رغم انه لم يسم تلك البلدان بالاسم. وقال:"يجب ان نبعث رسالة واضحة لحكام الأنظمة الخارجة عن القانون التي ترعى الإرهاب وتسعى إلى امتلاك أسلحة القتل الشامل: لن يسمح لكم بتهديد السلام والاستقرار في العالم". من جهة أخرى، دعا بوش إلى بذل الجهود لجعل الأممالمتحدة منظمة خالية من الفساد، بينما طالب الدول الغنية بوقف المساعدات التي تقدمها لمزارعيها مع اقتراب محادثات منظمة التجارة العالمية. موقف طهران من جهتهم، ألمح مسؤولون إيرانيون إلى أن رئيسهم ربما يلتزم التعاون مع أجهزة تشرف عليها الوكالة الدولية للطاقة الذرية وتضمن حظر انتشار السلاح النووي. غير أن العرض هذا يظل بعيداً من المطالبة الأوروبية والأميركية بأن تتخلى طهران عن كل نشاطاتها المتصلة باليورانيوم. ويلقي محمود أحمدي نجاد خطابه في الأممالمتحدة في وقت يسعى فيه الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة إلى إحالة الملف النووي الإيراني إلى مجلس الأمن. وكانت إيران التي تشدد على الغايات السلمية لنشاطاتها، استأنفت تحويل اليورانيوم في آب أغسطس الماضي بعد فشل مفاوضاتها مع بريطانيا وفرنسا وألمانيا. وفيما تسعى واشنطن الى تأمين دعم الصين وروسيا والهند، يحاول احمدي نجاد من جهته العثور على حلفاء جدد. ومن المقرر أن يلتقي في نيويورك نظيره الروسي فلاديمير بوتين. أنان والإصلاح في موازاة ذلك، حض الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان قادة العالم على تطبيق الإصلاحات في الأممالمتحدة واتخاذ"خطوات جماعية"اكثر جرأة لمكافحة الفقر ونشر الأمن في العالم. وقال أنان في كلمة ألقاها أمام أكثر من 170 من قادة العالم"سواء كان التحدي يكمن في الحفاظ على السلام أو تقديم الدعم لدولة أو إعطاء دفع للديموقراطية أو التعامل مع كوارث طبيعية أو من عمل الإنسان، تبين لنا أن حتى الأكثر قوة بيننا لا يمكنهم أن ينجحوا وحدهم". وأضاف الأمين العام:"في الوقت نفسه، لا يمكننا أن ننجح أيضاً من دون حس التوجيه الموجود لدى الكبار والتزام الجميع. لذلك، انه لأمر حيوي أن تكون لنا أمم متحدة في صحة جيدة وفاعلة".