تجري في الفلوجة، التي تعرضت العام الماضي لهجوم اميركي واسع، الاستعدادات من أجل الاشتراك في الاستفتاء الشعبي على مسودة الدستور العراقي التي من المفترض عرضها على الجمعية الوطنية اليوم الاثنين. وكان سكان الفلوجة، السنية، قاطعوا الانتخابات العامة التي جرت في الثلاثين من كانون الاول ديسمبر الماضي احتجاجاً على الهجوم الذي شنه الجيش الاميركي في الثامن من تشرين الثاني نوفمبر الماضي وأدى الى تدمير معظم مباني المدينة. وأصدر مجلس علماء الفلوجة، الذي يحظى بنفوذ واسع بين الاهالي ويتزعمه الشيخ حمزة العيساوي امام وخطيب مسجد الوحدة في حي الاندلس، بياناً حض فيه اهالي المدينة على الاشتراك في الاستفتاء الشعبي حول الدستور المنتظر في منتصف تشرين الاول اكتوبر المقبل. ويعتبر مجلس علماء الفلوجة أعلى سلطة دينية تشريعية في المدينة، وتضم رجال دين من"هيئة علماء المسلمين"و"الحزب الاسلامي العراقي"ومن هذا المجلس انبثق المجلس البلدي في المدينة. وجاء في البيان، الذي تُلي على المصلين في مساجد المدينة، ان"الاشتراك في هذه العملية الاستفتاء فرض وأمانة تحتم علينا توجيه الجميع اليها". وأوضح ان"فتوى ستصدر في كل جوامع المدينة لتوجيه الناس إلى الاشتراك وتم تحديد أربعة مراكز للتسجيل للاستفتاء". وأشار البيان، الذي وزع عشية اصدار تنظيم الزرقاوي تحذيراً الى المروجين للاستفتاء والمشاركين فيه، الى ان"هذه المراكز الاربعة ستتم حمايتها من قبل اهالي المدينة عبر تخصيص عدد من شباب المدينة لهذا الغرض من دون تدخل القوات الاميركية". ومن أجل حض الاهالي على الاشتراك في الاستفتاء المقبل نظمت الندوات من قبل مجلس علماء المدينة، وألقى عدد من المثقفين والقياديين غالبيتهم من"الحزب الاسلامي العراقي"محاضرات عن أهمية المشاركة في عملية الاستفتاء والادلاء بالآراء حول مسودة الدستور. وقال رافع حياد العيساوي في كلمة له في احدى الندوات الاسبوع الماضي ان"من لن يشارك في هذا الاستفتاء ليجد له وطناً بديلاً غير العراق لانه ستسلب منه جميع حقوقه". وفي خطبة الجمعة حض الشيخ عبدالحميد الجدوع، امام وخطيب مسجد الفرقان الواقع في حي 7 نيسان وسط المدينة، الاهالي على تسجيل اسمائهم في المراكز كي يدلوا بأصواتهم في الاستفتاء. وقال ان"الدستور سيحدد هويتنا كعراقيين". وأجمع عدد كبير من سكان المدينة على أهمية المشاركة في الاستفتاء. وقال عباس كريم، الضابط السابق في القوة البحرية العراقية:"يجب ان نشارك... إذا رأينا ان مسودة الدستور عادلة وغير منحازة إلى طائفة معينة فأنها ستكون مقنعة وتحظى بقبول الجميع". وأضاف:"يجب ان يذكر الدستور حقوق العرب السنة، صحيح هم اقل عدداً الا انهم ذو ثقل شعبي مؤثر في الساحة العراقية". من جانبه، رأى الطبيب صهيب محمود الذي يعمل في مستشفى الفلوجة انه"إذا ضمنت مسودة الدستور حقوق المواطن العراقي بعيداً عن التميز الطائفي ستكون مقنعة ومرضية". وأوضح ان"التصويت في هذه المرحلة بات امراً ضرورياً وحاجة ملحة وهو منعطف مصيري لنا وفيه تحدد هويتنا كعراقيين". وقال المحامي صباح ناجي"كخطوة أولية يجب الاشتراك في الاستفتاء وان لم تكن مسودة الدستور مقنعة فهذا الحق سيضمن لنا امكان الرفض أو القبول لهذه المسودة". وأضاف:"لن يكون بامكان احد ان يُبعد السنة هذه المرة من المشاركة في العملية السياسية". ورأى احمد حميد المهندس في بلدية الفلوجة ان"المدينة مقبلة على تحول سياسي جديد سيكون له اثر كبير في تشكيلة الحكومة المقبلة ونظام الحكم في الدولة الجديدة"، وقال:"سيشارك الجميع باذن الله في الاستفتاء ولن يفوت احد هذه الفرصة". وكان الشيخ مهدي الصميدعي امام وخطيب مسجد ام القرى سني أكد في خطبة الجمعة في بغداد، امام عشرات المصلين، ان"هيئة علماء المسلمين والحزب الاسلامي والوقف السني والمؤتمر العام لأهل السنة اتفقوا على المشاركة في العملية السياسية". وحض جميع العراقيين على"المشاركة في الانتخابات المقبلة والعملية السياسية لأن المسألة مسألة وجود او عدمه والذين يخرجون من الساحة لن يغيروا شيئاً".