حذرت دمشق من ان تؤدي الاتهامات العراقية لسورية بتسهيل عبور المقاتلين عبر الحدود المشتركة الى"اثارة فتنة داخلية". وقال مصدر سوري ل"الحياة"ان اتهامات وزير الدفاع العراقي سعدون الدليمي تستهدف"تهييج الناس ضدنا". وكان الدليمي حمل سورية في مؤتمر صحافي عقده اول امس في بغداد مسؤولية تسلل مئات المقاتلين. وقال:"اقول لجيراننا الاعزاء ان يتقوا الله في انفسهم ويكفيهم ارسال اسلحة الدمار"الى العراق. واستغرب مصدر رسمي سوري تصريحات الدليمي، قائلاً ان"المسؤولين العراقيين يعرفون جيداً ان سورية تبذل كل ما يمكن لضبط الحدود من جانبها، وهي ليست مسؤولة عن جانبي الحدود معاً. ومسؤولية الامن على الجانب العراقي تقع كلياً على عاتق قوات الاحتلال والسلطات العراقية المعنية". واستغرب مصدر سوري آخر ان يأتي هذا التصريح من الدليمي الذي كان"بعثياً"وعضو فرقة حزبية خلال نظام الرئيس صدام حسين، قبل ان يشير الى ان كلام الدليمي"يستهدف تهييج الناس ضدنا لان العبارات المستخدمة تخاطب الغوغاء من الناس". لكن المصدر الرسمي وضع كلام الدليمي"في اطار حملة الضغوط السياسية والاعلامية على سورية"قبل ان يعرب عن"الاسف من مشاركة بعض العراقيين فيها، بما لا يتفق ومصالح الشعبين الشقيقين". وقال المصدر ان هذه التصريحات التي تصدر عن مسؤولين عراقيين"تستهدف تغطية الفشل في توطيد الامن في العراق وهي تؤدي الى اثارة الفتن الداخلية فيه". الى ذلك، أفاد اللواء حسين علي كمال، رئيس شعبة استخبارات وزارة الداخلية العراقية ل"الحياة"ان بغداد ما زالت تنتظر الرد السوري على طلبات أمنية منها تسليم مطلوبين في مقدمهم محمد يونس الاحمد، الموجود في حلب، وهو من ابرز قيادات النظام السابق. واضاف:"قلنا للسوريين ان اي تقدم أمني مع العراق مرهون برد ايجابي بشأن ضرب قيادات الارهاب او تسليمهم الينا". من جهة أخرى لفت ابو اكبر الساعدي، القيادي في"المجلس الأعلى للثورة الاسلامية"بزعامة عبد العزيز الحكيم الى ان"مشكلة السوريين هي انهم ما زالوا يؤمنون بأن مستنقعاً دموياً للأميركيين في العراق فيه مصلحة استراتيجية سورية". وأضاف:"قلنا لدمشق ان هذه النظرية يجب ان تستبدل بنظرية اخرى وهي ان استقرار العراق هو خير كثير لسورية وللمنطقة".