لماذا يخص مهرجان سينمائي لبناني، واحداً من شهداء الانتفاضة الأخيرة في لبنان، بإهدائه دورته الجديدة، أي إهداء مهرجان"ولد في بيروت""نما في بيروت"كما تترجم خطأ كلمة ne a beyrouth عن الفرنسية"لذاكرة الصحافي ورجل الثقافة والشهيد سمير قصير"؟ سؤال قد يطرحه المرء على نفسه وهو يتفحص برنامج الدورة الخامسة لهذا المهرجان الذي تبدأ فاعلياته بعد اسبوع وتمتد طوال خمسة ايام، في سينما أمبير صوفيل في بيروت، بعرض مجموعة أعمال سينمائية تحمل تواقيع مخرجين لبنانيين. لعل الإجابة بسيطة. وربما تنبع من تلك العلاقة العضوية بين السينما والصحافة والثقافة، وبالتالي التشديد على الهوية الثقافية للمهرجان، من دون الضياع في متاهات السياسة الضيقة. مهما يكن من أمر، فإن هذا المهرجان الذي يفتتح دورته يوم الجمعة المقبل بشريط"تحية الى سمير قصير"وثائقي من 14 دقيقة، يقدم الى"عشاق السينما"عروضاً من 19 الجاري الى 23 منه في رحاب السينما اللبنانية، الجديد منها والقديم... هو الذي أُنشئ في العام 2001 و"تحول تدريجاً من لقاء لا يزيد على يوم واحد بين هواة السينما في المركز الثقافي الفرنسي، الى مهرجان تعرض فيه أعمال مخرجين لبنانيين يتوافدون من كل أقطار العالم الى جانب مخرج وصحافيين أجانب"، كما يؤكد القيمون على هذا الحدث الثقافي، الذي يرمي في المقام الأول الى"الترويج لأفلام الأمس واليوم اللبنانية، أياً كان شكلها أو مصدرها"، من دون ان يغيب عن أهدافه"تثبيت موقعه كمهرجان حتمي للسينما اللبنانية والعربية، والعمل على ان يحظى باهتمام جميع المخرجين والصحافيين، كل هذا من خلال تدعيم التقارب مع"بيروت دي سي"بصورة تدريجية وهي تعاونية سينمائية لبنانية تعقد مهرجانها كل سنتين مرة، وصولاً الى عقد مهرجان سنوي موحد للسينما اللبنانية والعربية، إضافة الى الشراكات مع مهرجانات أخرى في الدول المجاورة كسورية والاردن، ومع المحطات التلفزيونية ومكتبات الأفلام والمهرجانات الدولية، وصولاً الى العالمية على المدى البعيد". أهداف وإذا كانت"لبنانية"هذا المهرجان تميزه عن سواه من المهرجانات التي تقام في بيروت وتعرض نتاجات السينما العالمية، ما يجعل"ولد في لبنان"قبلة انظار السينمائيين الشبان الذين لا يجدون صالة تجارية واحدة تعرض افلامهم، فإن تحقيق الأهداف المعلن عنها في وثائق المهرجان يتطلب جهداً مضاعفاً وموازانات ضخمة، والأهم إنتاجات سينمائية لبنانية، تخرج من إطار التجريب الى حيز ايجاد سينما جادة، وضع حجر الأساس لها جيل مارون بغدادي وبرهان علوية وجان شمعون، وتابع المسار شبان جدد، أمثال دانيال عربيد وزياد الدويري وأكرم الزعتري وإيلي خليفة وغيرهم، من دون ان يتمكنوا من إيجد ما يسمى سينما لبنانية حقيقية، فبقيت اعمالهم فيلماً من هنا، وآخر من هناك... لعل في تراكمها نقطة التحول الحقيقية. وكعادته، يستضيف"ولد في بيروت"سينمائياً اجنبياً تعرض أفلامه وتناقش من الجمهور اللبناني. وفي هذه الدورة يحل السينمائي الفرنسي فنسنت ديوتر ضيفاً على المهرجان، وتعرض له ثلاثة افلام أنجزها في العام 2003، هي:"سفري الشتوي"وپ"بولونيا المركزية"وپ"اتفاقات آلبا". أما الافلام الباقية فتتوزع بين تظاهرات عدة هي"الأفلام اللبنانية للعام 2004/2005"،"فيلم التراث"، وپ"فيلم الهواة سوبر 8 ملم". ومن بين ما يعرض:"هز يا وز"26 دقيقة، روائي قصير لوسام شرف، وپ"ربيع بيروت أسطورة ام حقيقة؟"لروبير عيد، وپ"نحن"لدانيال عربيد، وپ"لماذا لا تتوقف عن الموت"لزياد أبي اللمع، وپ"دوار شاتيلا"لماهر أبي سمرا، وپ"بيروت بعد الحلاقة"لهاني طمبا، و"فان اكسبرس"لإيلي خليفة...