قال رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون ان حكومته ستلتئم مطلع حزيران يونيو المقبل لإعادة تقويم الأوضاع السياسية والأمنية قبل الشروع في الاخلاء الفعلي لمستوطنات قطاع غزة وأربع مستوطنات معزولة شمال الضفة الغربية، مهدداً بإرجاء الاخلاء لبضعة اسابيع في حال اتسعت رقعة"الارهاب الفلسطيني". واضاف خلال جلسة الحكومة الاسبوعية امس ان اقرار الحكومة عملية الاخلاء الفعلي سيتم على أربع مراحل وليس دفعة واحدة، وانه سيتم بحث كل مرحلة على حدة بعد تلخيص المرحلة السابقة، موضحاً في الآن ذاته ان الفترة الزمنية بين المراحل لن تدوم اشهراً انما اسابيع ليتم انهاء عملية الانسحاب في غضون 12 اسبوعاً كما هو مقرر. وابلغ شارون وزراءه بنيته تقديم موعد تصديق الحكومة على الاخلاء نهاية الشهر الجاري لتمكين المستوطنين المرشحين للاجلاء من تدبير أمورهم والبحث عن أماكن سكن وعمل جديدة واختيار مدارس جديدة لأطفالهم مع افتتاح السنة الدراسية المقبلة مطلع ايلول سبتمبر، ما أثار ضيق عدد من وزرائه الذين ادعوا ان تقديم التصويت على خطة فك الارتباط يتعارض وقرار رسمي اتخذته الحكومة قضى باجراء التصويت في آذار مارس المقبل. واعتبر وزير الدفاع شاؤول موفاز خطة فك الارتباط"مهمة قومية"، ودعا كبار ضباط الجيش الى اعتبارها كذلك، مضيفاً انه اصدر تعليماته لهم بالتعامل مع المستوطنين"برهافة حس وانسانية، لكن مع ابداء الحزم لتنفيذ الانسحاب والاجلاء". وقال ان جنود الجيش النظامي وأفراد الشرطة سيكلفون مهمة التنفيذ، فيما سيقوم جنود الاحتياط بالمهمات العسكرية العادية التي ينفذها الجنود في الخدمة الإلزامية يومياً. وتابع انه أوعز لقوات جيش الاحتلال بالعمل"بحزم وعزيمة"ضد اطلاق قذائف"القسام"والهاون على المستوطنين في القطاع والبلدات جنوب اسرائيل. وقال ان هذه القوات ستعمل بحرية"على رغم تعقيدات النشاط في مناطق مأهولة"، مضيفاً انه سيتم فوراً صرف 7 ملايين دولار لتوفير وسائل حماية للمستوطنين الذين تهددهم قذائف الفلسطينيين على رغم القرار باجلائهم الصيف المقبل. من جهتها، ذكرت صحيفة"هآرتس"امس ان العشرات من غلاة المستوطنين في الضفة الغربية المعروفين ب"شبيبة التلال"ممن ينفذون اعتداءات يومية على الفلسطينيين انتقلوا أخيراً للإقامة في بعض مستوطنات قطاع غزة بهدف تدريب المستوطنين على مقاومة اجلائهم واخلاء مستوطناتهم. واضافت ان قيادة الجيش لا تخفي قلقها من تصعيد الاجواء بين المستوطنين وجيش الاحتلال في قطاع غزة واحتمال وقوع صدامات عنيفة بينهم عند البدء بتنفيذ الاخلاء. الى ذلك، افادت صحيفة"يديعوت احرونوت"ان المسؤولين عن مستوطنة"ايلي سيناي"شمال القطاع توصلوا سراً الى اتفاق اولي مع"مديرية الاخلاء"يقضي بمغادرة المستوطنين للاقامة في منطقة عسقلان داخل اسرائيل. يذكر ان مستوطني"ايلي سيناي"الذين يشكلون 95 عائلة انتقلوا اليها بعد اخلاء مستوطنة"يميت"في سيناء بعد توقيع اتفاق السلام مع مصر. واملت اوساط قريبة من شارون بأن تشجع هذه الخطوة مستوطنات اخرى على المغادرة الطوعية على نحو يخفف وطأة الحملة التي يقودها قادة المستوطنين واليمين المتطرف الذين يبدأون اليوم تظاهرة قبالة الكنيست تستمر عشرة ايام.