تقول وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس ان تركيا من الدول المهمة في نظر الولاياتالمتحدة الأميركية. ويعزز قولها هذا ان معظم الديبلوماسيين الأميركيين الذين خدموا في تركيا يتم تعيينهم في مواقع رفيعة في الادارة الأميركية. وهذه المواقع كلها تتصل بالملف العراقي. ولا شك في أن عام 2006 يقدَّر له أن يكون حاسماً ومهماً بالنسبة الى العراق. ولذا نجد ان الادارة الأميركية تعد طاقمها ليكون خبراء العراق، والتعامل مع الأكراد، هم من يديرون الملف العام المقبل هذا. وكما الولاياتالمتحدة، فإن تركيا أيضاً تستعد لمرحلة جديدة في العراق. والقيادات التركية كلها، سواء في الجيش أو المخابرات أو الحكومة، تجمع في لقاءاتها الثنائية، أو اجتماعاتها التي تبحث فيها الوضع الكردي عقب تصاعد هجمات حزب العمال الكردستاني في الصيف الماضي، على ان المستقبل القريب قد يدفع تركيا الى اعادة تعريف بعض مفاهيمها وفق توازنات جديدة تظهر على الساحة. وقد تناول اجتماع مجلس الأمن القومي، في جلسته في آب أغسطس الماضي، كما يتناول في جلسة 29 كانون الأول ديسمبر المقبل، المسيرة السياسية في العراق، والاستفتاء على الدستور، وانتخابات المجلس الوطني في 15 الشهر الجاري. ووفق الدستور الجديد والانتخابات المنتظرة، فإن العراق الجديد سيكون فيديرالياً، وستتوثق قانونية ودستورية قيام فيديرالية كردية في شمال العراق، نتيجة اتحاد ثلاث محافظات هناك لتشكل اقليماً، وفق ما جاء في الدستور. وعليه فإن مسؤولاً تركياً رفيع المستوى يقول: ان علينا منذ اليوم الاعتياد على ان جارنا في العراق هو فيدرالية كردية. ولا يعني هذا استسلامنا لفكرة تقسيم العراق. ولكن اذا كانت وحدة العراق واستقراره من خلال نظام فيديرالي فعلى تركيا التأقلم مع الوضع الجديد. ويضيف ان علينا ان نتصرف بحكمة، حتى لا يتكرر ما يحصل الآن في العراق، بعد عشر سنوات، في تركيا، وأن ندرك ان مستوى دخل الفرد، على الطرف الآخر من حدودنا يكاد يصل الى أربع آلاف دولار، فيما هو اربعمئة دولار فقط على جهتنا من الحدود. ولعل هذا ما يدفع شبابنا الى الذهاب والدراسة في جامعات أربيل والسليمانية. ولا يحق لنا أن نلومهم، وعلينا أن نجد طريقة هادئة لإنزال المقاتلين الأكراد من الجبل، وإشاعة الأمن والاستقرار في مناطقهم. ومن أجل تحقيق ذلك تلزمنا الجرأة، والتعامل مع هذه المتغيرات بنظرة شاملة. مراد يتكن، راديكال التركية 4/12/2005