سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الأميركيون أتوا بتجربة لبنان ووضعوها في "مجلس الحكم" ... والفساد عند المواطن العراقي قبل المراجع الإدارية . حازم الشعلان لپ"الحياة" : الحكومة الحالية تعبت ... وإيران ليست الجارة الوحيدة "المتدخلة"
استلم وزير الدفاع العراقي السابق حازم الشعلان حقيبة وزارته في مرحلة تعد قاسية جداً. عمليات التفجير في كل أنحاء العراق، في البصرة والناصرية والعمارة والموصل والفلوجة... كانت هناك أزمات سياسية في وقت كان العراق فيه خارجاً من نظام ديكتاتوري، ومتلهف لديموقراطية طال انتظارها. إلا ان الشعلان كان من نجوم مرحلة الحكم الانتقالي، يصرح بما يشاهد من دون تردد. كان الشعلان في تلك الفترة طرفاً في الحوار دائماً، مع المقاومة في النجف، وفي الفلوجة. وربما كان الحوار الأهم بالنسبة إليه وبالنسبة الى العراقيين مع الأميركيين أيضاً. حاول أن يقنع الأخيرين بأن تشكيلات مجلس الحكم التي يريدونها"خطأ، فالواقع العراقي يختلف عن اللبناني". كان يطمح إلى تشكيل حكومة تغطي كل العراق"وزير من البصرة، وزيران من الناصرية وتكريت والرمادي والموصل...". اليوم هو طرف في الحوار مع قراء"الحياة"، يتحدث عن وضع العراق المأسوي، ويصف الوضع الحالي بالسيئ جداً، ويقول ان الحكومة تعبت، وان ايران ليست الجارة الوحيدة المتدخلة في الشؤون العراقية، الا انه يتفاءل بملتقى الوفاق الوطني، ويقول ان العراق تحرر لكن هناك مكملات للتحرير... يقف اليوم حازم الشعلان بعد نحو سنة تقريباً خارج الوزارة، لكن اسمه ظل حاضراً بين العراقيين، على رغم انه لا يريد الخوض في تجربته السابقة، ويطمح إلى الحضور مجدداً على خشبة المسرح السياسي العراقي، عبر قائمة 511 التي سمّاها بپ"قائمة"الضعفاء والمظلومين والعاطلين". ورأى ان الفساد الإداري في العراق ليس عند المراجع الإدارية فقط، بل في المجتمع أيضاً، وهو ما يعطي صورة واضحة عن الحال التي يعاني منها المواطن العراقي. ماذا يعني لكم موقف قوى الجمعية الوطنية البرلمان العراقي الرافض لرفع الحصانة عنكم؟ - في الحقيقة هذا تحول جيد. نحن كان هدفنا الشفافية والتعاطف السياسي الهادئ، غير المتشنج، الذي ينم عن مصلحة البلد وليس المنفعة الشخصية، سواء الانتخابية او تحطيم شخص آخر أو سياسي آخر بالضد من هذا التوجه. برزت حال الشفافية والتعاطي مع الواقع بشكل أدق. أنا في الحقيقة لو كنت موجوداً داخل العراق كل هذه الفترة، لكان الموضوع اختلف، اختلف تحت أي إطار؟ لكانت النتيجة أكون او لا أكون، لأن هناك تحاملاً عليّ بشكل لا يصدق، سواء من زملاء داخل الجمعية العمومية أو من آخرين خارجها. وهذا طبعاً نتيجة للتصريحات التي أدليت بها. لم يكن قصدي ان اشهّر بإيران، أو ان أدق طبول الحرب مثلما أعلن البعض، لكن هناك مؤشرات وعلامات، وأصبح هناك استيعاب، لكن ان يكون الطرف الآخر حاقداً الى هذا المستوى، وأنت عراقي يجب ان تتعاطف مع شعبك... هل ترى المطالبة برفع الحصانة عنكم جاءت بهدف قطع الطريق على مشاركتكم في الانتخابات المقبلة؟ - بكل تأكيد. هذا جزء من العملية، لأنه عندما ترفع الحصانة، تسهل عملية إبعادي وزجي في متاهات المحاكم غير الدقيقة في التحقيق، وهذا انتهى. أيمكن اعتبار هذا الموقف المعاضد لكم من القوى العراقية رداً وطنياً على تدخلات إيران في الشأن المحلي، بوصفكم"النذير السياسي"من خطر نفوذ طهران على القرار العراقي ومصالحه؟ - الجميع فهم الواقع في الحقيقة. وعليه، فإن عملية المهاترات ليست في مصلحتنا جميعاً، والدخول في عمليات تسقيط للآخرين أيضاً ليست من مصلحتنا، جهة او جهتان تقومان بعمليات التسقيط. ماذا تقصد بالتسقيط؟ - تسقيط الشخصية سياسياً. اغتيالها سياسياً. وهي جهة أو جهتان فقط. هل يمكن أن تذكرها؟ - لا، لا داعي لذكرها. نحن في حملة انتخابية ولا يجوز أن نتناول هذا الموضوع. لكن أقول لك بصراحة هذه الجهة او الجهتان، ليس لهما رصيد شعبي، وتحاولان جهد الإمكان ان تلقيا بأوساخهما على الآخرين، من الذين عملوا بجد. لك سنة تقريباً، أنت وإياد علاوي، خارج الوزارة، لكن ظل اسماكما قويين في الشارع العراقي، ما السبب؟ - في الحقيقة نحن دخلنا في مرحلة كانت قاسية جداً، وخسارتها كانت موجودة على الساحة العراقية والشارع العراقي. عمليات التفجير في كل أنحاء العراق، في البصرة والناصرية والعمارة والموصل والفلوجة، وكانت هناك أزمات سياسية، أقوى هذه الأزمات هي قضية الفلوجة وقضية النجف. الحمد لله خرجنا منها بأقل الخسائر، وبسمعة عالية، بسمعة عالية كيف؟ نحن تحاورنا مع المقاومة التي كانت في النجف مدة ثلاثة أشهر، ولكن مع الأسف كان الوسيط بين رئيس الوزراء وجماعة التيار الصدري غير موفق، وفشلت المقاومة. والأمر نفسه في الفلوجة، تحاورنا مع أهلنا هناك لمدة ثلاثة اشهر ايضاً، ولكن مع الآسف، كان بعض العناصر الموجودة في هيئة التحاور غير رزين، واكتُشف بالتالي. نحن في الحقيقة كنا في أزمة، كنا نبني من جهة بيد، وندافع عن المواطن بيد أخرى، وكنا لا نألو جهداً في أي شيء نقوم به. أنت ستعود إلى العراق في الانتخابات المقبلة. ألا تخشى على نفسك، لا سيما أنك بحسب القائمة مصنف باعتبارك الخصم الأول، ولأنك اكتشفت الكثير من الأمور؟ - أنا في الحقيقة معك في هذا الجانب، أنا عندما ارتضيت لنفسي ان أدخل الى العراق أثناء التحرير، لم أكن أخشى على نفسي، تعرضت لمحاولات اغتيال عدة. من قبل أي الجماعات؟ هل من جماعات موالية لإيران مثلاً؟ - لا أريد ان أتحدث في الحقيقة عن ايران، لكن هناك جماعات كثيرة حاولت اغتيالي، وآخر محاولة كانت في المنطقة الخضراء، حينما تم اكتشاف قنبلة في الطريق المؤدي الى وزارة الدفاع وفجرها الأميركان، كانت هذه مخصصة لي بالذات، لأن السيارات الأميركية كانت تمر باستمرار ولم تُفجر، كانت تنتظر اللحظة التي أمر فيها حتى تُفجر. ومتى حصل هذا؟ - كان هذا بعد الانتخابات. بكل تأكيد لن أخشى على نفسي، وإلا فسأجلس في بيتي وأنزوي، حالي حال الآخرين، لا أنا سأستمر. أهذا يعني أنك لن تسقط السياسة من حساباتك؟ - لن أزيح خدمة العراق عن بالي. إطلاقاً لا تعنيني السياسة، بقدر ما يعنيني بناء مستقبل العراق. وكيف ترى الحكومة الحالية؟ - في الحقيقة تعبت. هناك مقارنة بأن الفترة التي كنت فيها وزيراً في حكومة إياد علاوي حققتكم أكثر بكثير مما حققته الحكومة الحالية. كيف تنظر لذلك؟ - كنا فريقاً واحداً. كنا نعمل وكأننا نقرأ ما يجول في عقل رئيس الوزراء، وكل قراءاتنا لعقل رئيس الوزراء تأتي متطابقة مع عقل رئيس الوزراء. ولهذا هو حريص ونحن أيضاً حريصون، والكل يعمل ضمن وزارته، بالموضوع نفسه والإخلاص نفسه، وبالدقة والقابلية نفسهما. هل معنى هذا أن الجعفري وحكومته الحالية متفاوتان في الرؤى؟ - هناك خلاف حصل داخل الحكومة، وهذا ينعكس بالنتيجة على المواطن، وينعكس على امن البلد واقتصاده. نعم هناك خلافات، وهذه أدت بالنتيجة الى تدهور الأوضاع الأمنية. أتشعر أن التدخلات الإيرانية في الشأن العراقي التي طالما حذرت منها بصوت مرتفع، باتت ضيقة نتيجة تحذيراتك أم انها في اتساع؟ - في الحقيقة، ليست عندي أي صورة الآن عن التدخل الإيراني في الشأن العراقي، وليست عندي أي معلومة بحكم بعدي عن العراق. لكن صوتك كان الأكثر ارتفاعاً، حتى أنك فجرت شيئاً كان مخبأًً تحت الطاولة، بمعنى أن زعماء العالم أصبحوا يتحدثون الآن بلغة كنت تتكلم بها قبل سنة. فهل ضاقت الفجوة أم اتسعت؟ - أنا أقول لك بصراحة، بغضّ النظر عن التدخل الإيراني من عدمه، ليست إيران هي الجارة الوحيدة المتدخلة في الشأن العراقي، هناك دول أخرى كثيرة. الآن أنا لا أعرف حجم هذا التدخل وقوته. ليست عندي أي صورة عنه الآن. صنفت التقارير الدولية الأخيرة العراق كأحد أكثر البلدان فساداً مالياً. ما تقديرك لصوابية هذه التقارير؟ - العراق لم يكن في يوم من الأيام ذا نزعة فساد مالي أو إداري، بغض النظر عن الحكومات التي تعاقبت سابقاً. لكن اقول لك بأن حقبة زمنية مرت في العراق، من عام 1990 الى عام 2003، في هذه الحقبة كان الفساد مستشرياً الى أعلى المستويات، وعليه، أصبحت طبيعة التعاطي مع الرشوة، او التعاطي مع العمل الفاسد كأنه طبيعي. أعطيك مثلاً على هذا، أنا كنت محافظاً للديوانية، يأتيني مواطنون عاديون يريدون المساعدة، في إحدى المرات جاءتني امرأة حاملة صورة تدعي انها صورة ابنها، وان النظام قتله، وطلبت المساعدة، أعطيتها 50 ألف دينار. ترجع الصورة نفسها ويحملها شخص آخر في اليوم الثاني، ويدعي ان هذا ابنه. ترجع الصورة بعد يومين تحملها امرأة أخرى تدعي انه أخوها، إلى أن جاءت امرأة لا يتجاوز عمرها ال20 عاماً، فقلت لها احكي لي قصة هذه الصورة، إذا حكيتها بالضبط سأعطيك 50 ألفاً، وإذا كذبت سأحضر كل الناس الذين حضروا قبلك وأضعهم في السجن. قالت: هذه الصورة أخذناها من الصور الملصقة على الجدران لذوي الشهداء، وتاجرنا بها حتى نكسب مبلغاً من المال. إذاً، الفساد الإداري ليس فقط عند المراجع الإدارية، بل في المجتمع أيضاً. وهذا يعطي صورة واضحة وكبيرة عن الحال التي يعاني منها المواطن العراقي. وسط هذا الخلط الشديد من الاتهامات بالفساد لرجال الحكم الانتقالي في العراق، ما الوسائل الممكنة لطمأنة شعبكم حول ما تم ترويجه، خصوصاً أنكم أحد الذين طالما نفوا مثل هذه الاتهامات، ومع ذلك لا تزال التهم تروج لوضعك في هذا القفص؟ - أنا مصرّ على ان هذا الموضوع كله سياسي، وليس له أي أساس من الصحة. وأصر إصراراً كبيراً جداً. أيضاً أعيد وأقول إن الذين قالوا هذا القول عليهم ان يأتوا بالدليل. يعني أنت مقتنع بما تقول لكنك تبحث عن الدليل؟ - قناعة تامة. ولكن إذا كان هناك دليل فأنا أريده. رأيت في مطلع العام الحالي أثناء توليك وزارة الدفاع أن خروج القوات الأميركية من العراق خطأ كبير... ما رؤيتك الآن حيال هذا الأمر الوارد بقوة حالياً؟ - أصرّ على هذا الآن. لكن الذي يحدث الآن ضمن السياسة الأميركية، أن هناك ضغوطاً على الحكومة الأميركية من أجل ترحيل قواتها من العراق. لكن هناك إصراراً من الرئيس بوش. - إذا صار هذا فهو شيء جيد. القياس الذي اعتُمد، والصيحة التي اعتُمدت أخيراً للضغط على بوش، كان محورها عن عدد القتلى الأميركيين الذين سقطوا في فترة الحكم الحالي. منذ مجلس الحكم الى استلامنا السلطة، كان عدد القتلى الأميركيين بما يعادل 650 الى 700 جندي، هذا كل الذي قتل في الفترة التي أمضيناها كان عدد القتلى بحدود 250 شخصاً، الآن عدد القتلى الأميركان 1228 جندياً، ومن حق الشعب الأميركي أن يقلق على هذه النسبة العالية. هذا يدلل على أن حكومتنا فعلاً كانت من أهدأ الحكومات، على رغم انها كانت في وضع صعب للغاية. هل بحثت الإدارة الأميركية معكم كوزير سابق للدفاع وأحد وجوه المسرح العراقي خطة خفض قواتها، وما الذي اقترحتموه في هذا الشأن؟ - كانوا بين فترة وأخرى يطرحون بعض الأسئلة، لكن الشيء المؤسف، أنهم لا يسمعون. لو انهم يسمعون صوت المنطق وصوت الحق لما كانت حدثت المأساة. وأنا كنت أحاججهم بهذا الجانب. على سبيل المثال، عندما تولى مجلس الحكم، انا كنت محافظاً في الديوانية، قالوا سنقيم مجلس حكم يتكون من تشكيلات كذا وكذا، فقلت لهم: هذا خطأ. الواقع العراقي يختلف عن الواقع اللبناني، وهم أتوا بتجربة لبنان ووضعوها في"مجلس الحكم"، وهذا خطأ. سألوني ما البديل؟ قلت لهم: البديل بسيط. المحافظون الذين تم اختيارهم من الناس، ولو عبر انتخابات محلية، هؤلاء المحافظون كان بإمكانهم ان يكونوا هم مجلس الحكم، لأن كل محافظ أدرى بمشكلات محافظته، وأدرى بحاجاتها، ويمكن من خلالهم ان تتشكل حكومة تغطي كل العراق، يعني وزير من البصرة وزيران من الناصرية، من تكريت، من الرمادي، من الموصل، قالوا هذا قرار اتخذناه سابقاً. فقلت لهم إذاً لماذا تسألون عن رأيي الآن. ما تقويمك الحقيقي للوضع في العراق بعد مضي ثلاثة أعوام على سقوط النظام السابق؟ - سيئ جداً. هل يمكن تحقيق نتائج ملموسة بعد قبول الرئيس جلال طالباني بفتح حوار مع الجماعات المسلحة قبل الانتخابات المقبلة؟ - التحاور الآن مع المقاومة لا يجدي نفعاً. هل هي مقاومة أم جماعات مسلحة؟ - هي مقاومة. هناك تصريح واضح من الرئيس بوش عندما وصف المقاومة، وقال أنا مع المقاومة، لو كان هناك احتلال لأميركا أنا سأكون أحد المقاومين. هم - الأميركيون - وضعوا أنفسهم في الزاوية عندما وافقوا على تسمية الوجود الأميركي بالاحتلال. هذا كان خطأ كبيراً. كان يمكن ان يطلقوا على أنفسهم المنقذين او المحررين، أو تسميات أخرى، لكنهم وضعوا أنفسهم في الزاوية، ووافقوا على تسمية الأممالمتحدة لهم بالمحتل، ولا بد من ان تكون هناك مقاومة للمحتل. دائماً ما يلصق العمل الإرهابي في العراق بالفئات السنية، ما تقديرك لهذا الأمر وما يحمله من حساسيات؟ - السنة العراقيون ظلوا لثلاثة أشهر يتعاطون ودياً مع الأميركيين بعد الاحتلال. وكانت المنطقة السنية هادئة جداً. لكن المشكلة التي حدثت هي ان بعض الوشايات التي تأتي الى الأميركان، من خلال بعض المترجمين اللئيمين، لتقول ان صدام حسين في هذا البيت، يدخل الأميركيون الى ذلك البيت، فيؤذون العوائل ويرعبونهم، وبالنتيجة لا يعثرون على صدام حسين عند هذا الشيخ، ينتقلون الى شيخ عشيرة آخر، والى وجيه في مدينة أخرى، في الموصل على سبيل المثال، أو الى مكان آخر. أصبح التفتيش عن صدام وعن جماعته محوراً أساء الى الأميركان. كان من المفروض ان يعتمدوا المعلومات الدقيقة ويشخصوا الأمر، وبالنتيجة، كانوا سيصلون الى مبتغاهم. هذا ما أثار السنة. والجماعات التي دخلت العراق من دول الجوار؟ - الانتحاريون يمثلهم الزرقاوي. ما الذي تريده لحركة"برلمان القوى الوطنية"التي تترأسها من دور على خريطة الفعل السياسي التنفيذي في العراق بعد الانتخابات المقبلة؟ - برلمان القوى الوطنية لديه برنامج انتخابي مرحلي، وهو الأمن والاستقرار في الأساس. أيضاً يلازم الأمن عمل اقتصادي ترفيهي للمواطن للقضاء على البطالة، ويلزم للأمن عمل اقتصادي نافع يخدم المواطن. والشيء الثالث هو الحوار، طبعاً من خصوصيات الأمن، يجب أن يتحاور مع المقاومة. لكنك قلت سابقاً إن الحوار مع المقاومة لا يجدي نفعاً؟ - لا إطلاقاً. أنا تحدثت عن مرحلة معينة. نحن تحاورنا واستفدنا من الحوار. أنا مع الحوار. حاورنا قبل الانتخابات الماضية واستفدنا من الحوار، بحيث ان هناك جماعات من المقاومة ألقت السلاح أرضاً، وأجريت انتخابات رائعة. تعهدت الحركة بإعادة النظر في القرارات والتعليمات التي صدرت وأضرت بمصالح شرائح واسعة من أبناء الشعب العراقي، ما هذه القرارات والتعليمات وما الذي أحدثته من ضرر ومن هي الشرائح الواسعة من الشعب العراقي التي تضررت بها؟ - بصراحة، كل الشعب العراقي الآن متضرر، شهداء المقابر الجماعية الى الآن لم ينظر أحد اليهم، ولا أحد حاول ان يدغدغ عواطف ذويهم إطلاقاً. أيضاً الذين أعدمهم النظام السابق من 1968 الى وقت التغيير. كل الذين أعدمهم صدام حسين من عام 1968 منذ تسلم السلطة الى يوم التغيير يجب أن تؤخد قضيتهم في الاعتبار، عمليات التهجير غير المدروسة أبرياء كثيرون راحوا ضحيتها. تريد دفع تعويضات لهم؟ - نعم. هذا واقع في برنامج الحركة. فهؤلاء عراقيون، ويحملون الجنسية العراقية، وليس ادعاء باطل. قلتم في البيان الأول للحركة إنكم ستعملون على تحرير العراق للحصول على الاستقلال الكامل، هل ترى أن بلادكم واقعة حقاً تحت الاحتلال؟ - التحرير ليس تسمية دقيقة. العراق تحرر، لكن هناك مكملات للتحرير. تتبنى من خلال حركتكم السياسية أدبيات العمل على تكريس مفهوم الخطاب الوطني كسبيل لإدارة البلاد بدلاً من المحاصصة الطائفية، فيما يعتبر المراقبون أن رفع مثل هذا الشعار تلجأ إليه الأقليات المهددة... بماذا ترد أنت؟ - مستحيل. أنا رجل مبدئي وصريح. هل هذه الصراحة سببت لك مشكلات؟ - نعم سببت لي مشكلات. ولكنها لوت بعض الأعناق في النظر إليك، والسبب أنك كنت تخرج من أي مؤتمر فتقول كل شيء على عكس الحكومة الحالية التي تستخدم في بعض الأحيان لغة غير واضحة، ألا ترى ان العراق في حاجة إلى هذا الآن؟ - بحاجة طبعاً. أنت في حال تغيير، الوجه العراقي السياسي تغير، هل من المعقول ان تنزع القناع عن صدام حسين وتلبسه مرة ثانية؟ قناع صدام حسين انتهى. قناع العسكر منذ عام 1958 الى نهاية صدام حسين انتهى. إذاً، انت بماذا ستجابه شعبك؟ ما الأجندة الجديدة التي ستأتي بها؟ على النمط نفسه، ديبلوماسية وتكتم. كيف ترى الدستور العراقي الحالي؟ - يوجد فيه الكثير من النواقص. مثل ماذا؟ - الحرية في الدستور العراقي مفقودة. وهذه النقطة مهمة جداً. كنت أحد أركان حكومة إياد علاوي وتملك صلات طيبة معه بحسب مواقفك المعلنة، هل سنشهد بناء تحالف سياسي وشيك ونحن في عشية إجراء الانتخابات العراقية؟ - إن شاء الله، أنا آمل هذا وأعتقد أنه يجب أن يُسأل الأخ إياد عن هذا الجانب. لكن يبقى العمل السياسي المستقبلي مرهوناً بنقاش وحوار. أين يمكن لسقفك السياسي أن يتوقف عن الانخفاض، وزارة سيادية لك ووزارات أخرى لأعضاء حركتك، أم سنراك في منصب أعلى؟ - صدقني لو تهيأت حكومة قوية مثلما يريدها المواطن، وأنا بعيد عنها، سأكون فخوراً بها. أي أنك تكرر مقولتك بأنك تبحث عن خدمة العراق؟ - بالضبط. هذا الجانب المهم بالنسبة إليّ. أيمكن للوضع السياسي الجديد في العراق أن يخرج عن إطار"ترويكا"الحكم، أم أن الأمر انقضى وسنشهد كردياً لرئاسة العراق وشيعياً يترأس الحكومة وسنياً للبرلمان، ويتقاسم الجميع الحقائب الوزارية والمناصب الرئيسة في البلاد؟ - أنا أريد الكردي عندما يكون رئيساً للجمهورية أن يناصر القوميات الأخرى قبل ان يناصر قوميته. الشيعي عندما يكون رئيساً للوزراء عليه ان يناصر الكردي والآخر، وأن يناصر السني أكثر مما يناصر طائفته، حتى تكون المعادلة فيها عدل. هل كنتم تعملون بهذا الشكل إبان حكومة إياد علاوي؟ - نعم. كنا نتعامل مع الجميع سواسية. تم الحديث عن علاقة عائلية تربط مقتدى الصدر من جهة والدته بالزعيم الإيراني آية الله الخميني. هل تطلعنا على ما تحوزه من معلومات؟ - انا صراحة هذه قضايا عائلية ولا أريد التدخل بها. هناك حالة قربى، لكن لا أريد ان أدخل فيها. كيف تقوّم علاقاتك مع المسؤولين في المملكة العربية السعودية؟ - المملكة بلدي وأهلي وناسي، وهذا شيء طبيعي بالنسبة إليّ، وقد زرت المملكة عندما كنت محافظاً، وعندما كنت وزيراً، وقبل عام 1990 عندما دخل صدام حسين الكويت كنا فيها. كيف ترى مستقبل ملتقى الوفاق الوطني العراقي الذي بدأ جولته الأولى في القاهرة، وهل أنت مع انعقاد الدورة المقبلة له في الربع الأول من العام المقبل؟ - إن شاء الله تكون بداية حسنة وجيدة، وإن شاء الله أيضاً تكلل بنهاية جيدة وحسنة. هذا يعتمد على الأنفس ومدى قناعتها بالواقع. مللنا السلام والقُبل، نريد واقعاً. يعني انا أطلع الى المنصة وأهدد هذه الجهة أو تلك، بالنتيجة لن نصل الى حل. يُلاحظ ان خريطة التحالفات التي تعقدها مع التيارات العراقية غير مستقرة، إلام يرجع هذا الأمر؟ - الواقع نفسه مهزوز، الواقع الاجتماعي مهزوز، الواقع الاقتصادي مهزوز، وهذا كله يؤثر في الواقع السياسي الذي هو أصلاً مهزوز. سبب كل هذا هو تراكمات مجلس الحكم وقانون إدارة الدولة، بحيث ان بعض السياسيين، مع الأسف، لم يدرك حجم وضعه السياسي حينما يتقدم ويرشح نفسه ويكون على رأس القائمة، لا يقدر وضعه الاجتماعي، هل هو قادر؟ هناك الكثير من الشخصيات التي نزلت الى الساحة وحاولت ان تدخل معترك اللعبة السياسية في الانتخابات وفشلت. هذا الكم الهائل، يجب ان يكون ضمن وحدة واحدة، وأن يبتعد عن التبعثرات، هذا التبعثر لا يجدي نفعاً ولا يفيد البلد. إبان استلامكم وزارة الدفاع تحدثتم عن وثائق وأشرطة تبين مدى التدخل الإيراني في العراق، وإلى الآن لم نر تلك الأدلة، ما السبب؟ - لا. لنتركها لواقعها. الواقع انتفى في الحقيقة، بحيث إن كل الذين لهم علاقة بالشأن العراقي أدركوا أن هذا الموضوع قد تم، فلا داعي. يلاحظ ان معظم الساسة العراقيين الجدد، خصوصاً الذين كانوا يقيمون في سورية أو كانوا يمرون بها أثناء حكم صدام حسين هم الذين يطلقون تصريحات نارية ضد دمشق، هل يعود هذا لمعرفتهم بالوضع السوري أم لأنهم متأكدون من خروقات سورية؟ - انا اعتبر هذا تجاوزاً على القيم العربية، لأن سورية احتضنت الآلاف من العراقيين، ومن ضمنهم المعارضة الحالية. انا لم أسكن سورية، ولم أتعاط العمل مع سورية، لكن عندما سُئلت هل هناك تدخل من قبل سورية بالشأن العراقي، أجبت بأن هناك تدخلات لكن ليست بالضرورة ان تكون تدخلات رسمية، استخدمت كممر، لكن أدخل عليها في هجوم قاس، وهي آوتني وآوت حزبي وتنظيمي؟ هل لأن السلطة الآن في العراق بيدي أهجم على سورية هجوماً لا يصدق؟ قبل الهجوم عليها أذهب الى سورية وأعرف الواقع، إن أوصدت سورية الباب عندها أُعلن بأن سورية تدخلت. انا مع سورية في محنتها، هناك مؤامرة كبيرة على سورية. يعني نعتبر من هذه التصريحات أن القومية العربية داخلك مشتعلة؟ - أكيد. لوحظ وجود انسجام أثناء الحكومة التي تسلمت فيها حقيبة الدفاع بينك وبين علاوي والياور، كما لوحظ عدم وجود توافق بينكم وبين موفق الربيعي، ما دعا الأخير إلى ترك منصبه لفترة وجيزة والسفر إلى لندن ليحل محله قاسم داود، ما سبب ذلك وهل لنا أن نعرف أكثر حول هذا الموضوع؟ - أنا أعتقد أن رئيس الوزراء السابق إياد علاوي يعرف... طبعاً هناك موضوع ولا أريد الخوض فيه. أنت ابن عشيرة عراقية شيعية، ومع ذلك لم تتحالف أو تحاول الدخول في قائمة الائتلاف الشيعي الموحد مع إظهار تعاطف واضح منكم مع التيارات السنية، ما السبب؟ - أنا عراقي عربي مسلم، والعربي لا يفرق بين السني والشيعي والمسيحي. ألا ترى أن هذا سيسهل مهمتك مع الفصائل السنية في الحكومة المقبلة؟ - أنا احترم كل الفصائل السنية وهي تحترمني، وبيني وبينهم وشائج من الاحترام. في النهاية هذا تقديرهم. يعني على سبيل المثال، احد الاخوان كان يزور السفير الأميركي أو البريطاني، لم أعد أذكر بالضبط، وهو من مجلس الحوار السني، سأله السفير من تعتقد انه سيكون وزيراً للدفاع في العراق، هل من احد من بينكم لتولي وزارة الدفاع، فأجاب هذا الرجل بالفطرة بأن حازم الشعلان هو الذي سيكون وزيراً للدفاع. هذا لا يعني أنني ناصرت هذا السني، بالعكس لمبدئي الوطني، انا عراقي. هذه المرحلة أنت ظهرت فيها بشكل لافت. - انا كنت لكل العراقيين، ولا أزال. عندما كنت وزيراً للدفاع ظهرت تقارير إعلامية تحدثت عن لقاء بين رامسفيلد وصدام حسين، ما مدى صحة هذه التقارير؟ - صراحة لم يردني أي شيء، صحيح ام كذب، انا صراحة أقول لك لم يردني أي شيء. ولم يتم التنسيق عبرك؟ - أبداً. صدام تابع لسجونهم. أنت عضو سابق في حزب البعث وكنت أحد قيادييه في المنطقة الجنوبية، كما كنت ضابطاً كبيراً في الجيش العراقي السابق، ترى إلى أين وصلت المحادثات بين الحكومة العراقية والمقاومة من جهة، وبين الحكومة والقياديين البعثيين من جهة أخرى؟ - لم نتوصل الى شيء. وهذا ليس سببه المقاومة، سببه الجانب الأميركي، وقناعات الأميركان. من خلال عملكم كوزير للدفاع، هل لكم أن تعطونا فكرة عن كيفية تمويل المقاومة العراقية والجماعات الإسلامية؟ - ما قلته في السابق يكفي... ولا أريد ان أقول أكثر مما قلته. ماذا تعني قائمة 511؟ - قائمة 511، لو فتحت القرآن على صفحة 511، تأتيك سورة"إنا فتحنا لك فتحاً مبيناً". أرجو من أهلي وناسي، الشعب العراقي ان يتبنوا هذه القائمة، لأنها قائمتهم وقائمة الضعفاء والمظلومين، وقائمة المحرومين من الأمن والأمان، وقائمة العاطلين عن العمل، وقائمة المرأة والطفل، وقائمة الشاب الطموح والمستقبل. لن نبخل على العراقيين، ولن نكون مشاركين مع من لا ينطق الحق للشعب العراقي. صراحة سنستمر الى الأبد عبر"برلمان القوى الوطنية".