«الاستثمار العالمي»: المستثمرون الدوليون تضاعفوا 10 مرات    قيود الامتياز التجاري تقفز 866 % خلال 3 سنوات    رئيسة (WAIPA): رؤية 2030 نموذج يحتذى لتحقيق التنمية    سعود بن مشعل يشهد حفل "المساحة الجيولوجية" بمناسبة مرور 25 عامًا    السد والهلال.. «تحدي الكبار»    ظهور « تاريخي» لسعود عبدالحميد في الدوري الإيطالي    أمطار على مكة وجدة.. «الأرصاد» ل«عكاظ»: تعليق الدراسة من اختصاص «التعليم»    «التعليم»: حظر استخدام الهواتف المحمولة بمدارس التعليم العام    إسماعيل رشيد: صوت أصيل يودّع الحياة    من أجل خير البشرية    وفد من مقاطعة شينجيانغ الصينية للتواصل الثقافي يزور «الرياض»    محمد بن راشد الخثلان ورسالته الأخيرة    مملكتنا نحو بيئة أكثر استدامة    نيوم يختبر قدراته أمام الباطن.. والعدالة يلاقي الجندل    في الشباك    بايرن وسان جيرمان في مهمة لا تقبل القسمة على اثنين    النصر يتغلب على الغرافة بثلاثية في نخبة آسيا    قمة مرتقبة تجمع الأهلي والهلال .. في الجولة السادسة من ممتاز الطائرة    وزير الخارجية يشارك في الاجتماع الرباعي بشأن السودان    الكرامة الوطنية.. استراتيجيات الرد على الإساءات    نائب أمير الشرقية يكرم الفائزين من القطاع الصحي الخاص بجائزة أميز    ألوان الطيف    ضاحية بيروت.. دمار شامل    «بنان».. جسر بين الماضي والمستقبل    حكايات تُروى لإرث يبقى    جائزة القلم الذهبي تحقق رقماً قياسياً عالمياً بمشاركات من 49 دولة    نقاط شائكة تعصف بهدنة إسرائيل وحزب الله    أهمية قواعد البيانات في البحث الأكاديمي والمعلومات المالية    الأمير محمد بن سلمان يعزّي ولي عهد الكويت في وفاة الشيخ محمد عبدالعزيز الصباح    تطوير الموظفين.. دور من ؟    السجن والغرامة ل 6 مواطنين ارتكبوا جريمة احتيالٍ مالي    قصر بعظام الإبل في حوراء أملج    كلنا يا سيادة الرئيس!    القتال على عدة جبهات    معارك أم درمان تفضح صراع الجنرالات    الدكتور ضاري    التظاهر بإمتلاك العادات    مجرد تجارب.. شخصية..!!    كن مرناً تكسب أكثر    نوافذ للحياة    زاروا المسجد النبوي ووصلوا إلى مكة المكرمة.. ضيوف برنامج خادم الحرمين يشكرون القيادة    الرئيس العام ل"هيئة الأمر بالمعروف" يستقبل المستشار برئاسة أمن الدولة    صورة العام 2024!    ما قلته وما لم أقله لضيفنا    5 حقائق من الضروري أن يعرفها الجميع عن التدخين    «مانشينيل».. أخطر شجرة في العالم    التوصل لعلاج فيروسي للسرطان    محافظ صبيا يرأس اجتماع المجلس المحلي في دورته الثانية للعام ١٤٤٦ه    وزير الخارجية يطالب المجتمع الدولي بالتحرك لوقف النار في غزة ولبنان    استعراض السيرة النبوية أمام ضيوف الملك    أمير الشرقية يستقبل منتسبي «إبصر» ورئيس «ترميم»    الوداد لرعاية الأيتام توقع مذكرة تعاون مع الهيئة العامة للإحصاء    أمير الرياض ونائبه يؤديان صلاة الميت على الأمير ناصر بن سعود بن ناصر وسارة آل الشيخ    أمير منطقة تبوك يستقبل القنصل الكوري    البريد السعودي يصدر طابعاً بريدياً بمناسبة اليوم العالمي للطفل    الدفاع المدني يحذر من الاقتراب من تجمعات السيول وعبور الأودية    الأهل والأقارب أولاً    الإنجاز الأهم وزهو التكريم    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



خادم الحرمين يدعم دوراً عربياً فاعلاً لتحقيق الأمن والاستقرار في العراق
رئيس الوزراء العراقي الأسبق الدكتور إياد علاوي ل "الرياض":
نشر في الرياض يوم 23 - 10 - 2010

تستمر دبلوماسية دولة رئيس الوزراء العراقي الاسبق الدكتور اياد علاوي في الطليعة دائما من حيث اتخاذها لشرف المبادرة والمنبعثة من نهجها الذي يقوم على اساس اعتبار ان القضية العراقية وبرمتها هي المحور الذي تبنى عليه واجبات القيادة السياسية والتي يتحمل الدكتور علاوي جزءا كبيرا منها، وفي نفس الوقت يسجل الرجل وكما يعلم الجميع صفحات مشرقة في التعامل المحلي والاقليمي والدولي تاسيسا على اهمية ذلك المشروع الوطني والذي يشكل حالة انقاذ بالغة الاهمية في المشهد السياسي العراقي والذي طغت على مفصلة الضبابية.. "الرياض" التقت الدبلوماسي والمفكر والسياسي الدكتور اياد علاوي حيث طرحت معه العديد من المحاور من خلال الحوار التالي:
*‏ كيف تسير الأمور بالنسبة لمفاوضات تشكيل الحكومة؟
الأمور لا تتقدم بسرعة‏،‏ "العراقية" مصرة على مسألة وهي تتعلق بمعنى الشراكة الوطنية وطريقة ادارة الدولة واتخاذ القرار وغيرها من الامور‏،‏ واخيرا تحديد المعايير التي تستخدم لاختيار رئيس الوزراء والمواقع الأخرى بالدولة‏،‏ الحقيقة ان الاخوان الآخرين كانوا مصرين فقط على مناقشة مناصب الرئاسات الثلاثة وغيرها‏،‏ في حين نحن طرحنا المسائل الجوهرية أولا قبل الدخول في المناصب من خلال طرح الأمور وتوضيحها سواء بالنسبة لمسألة حكومة الشراكة والوطنية وكيفية اتخاذ القرار‏،‏ وغيرها من الأمور التي تتعلق بحكم بلد متعدد الأعراق والمذاهب وهي امور لابد ان توضح لجميع الاطراف‏،‏ وعلى رأسها مسألة الطائفية السياسية والمصالح الوطنية وسياسة العراق الخارجية وهي أمور طرحناها من خلال خارطة طريق معا للأمام‏.‏
المصالحة الوطنية مازالت بعيدة.. ومفاوضات تشكيل الحكومة العراقية لا تتقدم بسرعة
‏*‏ والى اين وصلتم..؟
نحن رفضنا ان ندخل في مسألة التفاصيل وطالبنا بوضع مقاييس وعلى رأسها مقياس الكفاءة والنزاهة ثم مقياس الاستحقاق الانتخابي ثم التداول السلمي للسلطة لتعميق الديمقراطية في العراق‏،‏ وهي امور خاضعة للنقاش.. والمفاوضات تسير ببطء لانها كانت تدور بالاطارات الخارجية وليس المحتوى الاساسي‏،‏ الذي وضعنا تصورات له في العراقية وفهم الآخرون ذلك وقبلوا به.
‏*‏ فهم أم شيء اخر..؟
- اعتقد فهم‏،‏ وانا لا اخفيك سرا بأن الأمريكان والأمم المتحدة عندهم رأي بأن الفائزين عليهم ان يعملوا معا وهناك رغبة في ان يتم التحالف بيننا وبين دولة القانون‏،‏ ائتلاف ليس ضد الآخرين انما لجذب الآخرين‏.‏
‏*‏ متى تتشكل الحكومة الجديدة في تقديركم؟
الله اعلم‏،‏ يجب ألا تنسوا ان دولة القانون ضيعت ثلاثة اشهر في اتهامنا بالبعثية وبعدها الاستبعاد والاجتثاث‏،‏ وبعدها اتهامنا بأننا قائمة سنية‏،‏ وبعدها اعادة فرز الاصوات‏،‏ لندخل في مسألة القائمة الاكبر غيرها وهي محاولات للالتفاف على الاستحقاق الوطني والانتخابي للعراق وحقها في تشكيل الحكومة‏،‏ وانا اتوقع ان الايام القليلة القادمة ستشهد تشكيل الحكومة التي يبتغيها شعبنا العراقي, وستجري بالتأكيد مفاوضات مهمة خلال هذه الايام وتوقعي وإن كنت اتمنى ان ننتهي غدا ان نصل الى تشكيلة الحكومة خلال ايام وتسميات المناصب الرئاسية‏،‏ لان هنالك مسألة اخرى تتعلق بتوزيع المناصب وستكون محل خلاف حتى داخل الكتل الاخرى‏،‏ والفرق اننا في العراقية حسمنا هذا الموضوع بالنسبة لجميع المناصب‏.‏
‏*‏ ما رؤيتكم لتشكيلة الحكومة الجديدة؟
الحكومة ستشكل من الكتل الاربع الفائزة وانا شخصيا اميل الى مشاركة قطاعات شعبية غير موجودة بالبرلمان‏،‏ منها على سبل المثال لا الحصر الصحوات التي قامت بمهام جليلة لمقاتلة قوى التطرف‏،‏ وهذه الصحوات لا يكفي ان يوظف اعضاؤها بل يجب ان يكون هناك دور في العملية السياسية‏،‏ هذا فضلا عن غيرها‏،‏ وانا منذ الاحتلال والحرب لم تتغير تصريحاتي المطابقة لقناعاتي سواء بالنسبة للمصالحة الوطنية والقضاء على الطائفية السياسية والحفاظ على هوية العراق وعروبته وعمقه الاسلامي والتي تبنوها قبل الانتخابات‏.‏
‏*‏ ماذا عن الانباء التي ترددت عن وجود صفقة لتقاسم السلطة مع المالكي؟
لا توجد مثل هذه الأمور وانا لا اعقد مثل هذه الصفقات‏،‏ وانا شخصيا على استعداد لترك رئاسة الوزارة ولن اتشبث بها لكني لست على استعداد لأن اتنازل عن حق "العراقية" في ان يبرز شخص آخر مرشح ليكون رئيس وزراء‏،‏ وليس لي ادنى تحفظ على ذلك‏،‏ ومع تشرفي بانتخابي من قبل العراقية كرئيس وزراء مرشح الا انني مع طرح اي شخص آخر للمنصب وهناك الكثيرون في العراقية يصلحون لذلك لأن خدمة العراق والشعب العراقي لا تأتي من منصب رئيس الوزراء او الجمهورية وانما من خلال تبني البرامج التي تخدم العراق‏،‏ وهو اشارة للآخرين بألا نتمسك بالمنصب بل نتمسك بالاستحقاق الانتخابي ولهذا فإن العراقية او اي مؤسسة اخرى عاجزة عن تقديم بدلاء‏،‏ واذا كان وجودي عائقا انسحب‏،‏ ونحن حريصون بشدة على ان يكون الاكراد جزءا من تحالفنا لاسباب كثيرة منها التاريخي والواقعي والمستقبلي‏،‏ وايضا نحن حريصون على ان تكون الحكومة القادمة حكومة شراكة وطنية ولكن علينا ان نوضح ما هي الشراكة وآلياتها ومستلزماتها‏! التحالفات الحالية تعتمد على التحالف مع الاكراد وسألتقي مع الرئيس بارزاني قريبا‏،‏ هذه فضلا عن دولة القانون‏،‏ واذا انطلقنا من مسألة التشبث بالمناصب فمعنى ذلك أننا نتحدث عن المناصب وليس البلد‏.‏
‏*‏ وماذا عن الدور الاقليمي في تشكيل الحكومة؟
الأمريكان ساحبون يدهم بسبب وضعهم السياسي‏،‏ الدور الاقليمي باستثناء ايران متراجع جدا‏،‏ وهو بشكل عام عبارة عن تمنيات ولا يتدخل باستثناء ايران التي تدعو اطرافا ووفودا من حلقتها الخاصة ببعض الاطراف التي ترتبط معهم بعلاقات تاريخية‏،‏ وهذا التدخل ضار وأبلغنا الإيرانيين بذلك حتى قبل الانتخابات وطالبناهم بإصدار بيان وموقف رسمي ايراني بعدم التدخل فيها وهو ما لم يحصل رغم وعد السفير الايراني بذلك‏،‏ حاليا جميع الاتصالات معلنة‏،‏ وهو عامل سلبي للعراق ولإيران ايضا, ونحن حريصون على عدم التدخل في شأن ايراني‏.‏
‏*‏ هل تتوقع تصعيدا أمنيا للتأثير على التحالفات السياسية؟
بالتأكيد سيحدث وسيتزايد على جانبين‏،‏ الأول يتعلق بالموضوع الامني العام ويتمثل بتصاعد التفجيرات والاغتيالات‏،‏ والثاني هو استهداف بعض الطوائف‏،‏ ومحاولة اعادة الطائفية‏،‏ واستهداف رموز وطنية وهو متوقع وسيزداد‏.‏
‏*‏ وأمنك الشخصي؟
أنا مهدد بصورة كبيرة ولا يمر اسبوع الا وتأتيني تأكيدات من قبل القوات الامريكية واجهزتها الامنية وكذلك القوات العراقية بوجود محاولة جدية لاغتيالي وكشفها‏،‏ اما بالنسبة للإجراءات فإنني أتخذ إجراءات معقولة لأن الإنسان لا يمكن أن يحبس بين أربعة جدران‏.‏
‏*‏ من سيكون رئيس الجمهورية القادم هل هو نفسه الرئيس جلال طالباني ام سيكون آخر عربي خاصة أن الاكراد متمسكون بمنصب الرئاسة؟
لم يحدد حتى الآن‏،‏ ولم نرَ موقفا رسميا للتحالف الكردستاني‏،‏ وما طرح هو في الإعلام أما في المفاوضات المباشرة فلم يطرح وإذا تمسكوا بالمنصب فليس عندنا تحفظ‏،‏ لا على كردي او عربي او سني او شيعي‏،‏ لأن هذه المناصب يجب ان تكون مفتوحة لكل العراقيين‏.‏
‏‏*‏*‏ هل مازال الفيتو الايراني موجودا ضدكم ام لا؟
هذا بلدنا وشعبنا وكرامتنا‏..‏ الفيتو الايراني يبقى في اروقتهم ومع جمعاتهم ايا كانوا‏.‏
‏*‏ الدور العربي ضعيف ام عاجز في العراق؟ وما السبب؟
ضعيف وليس عاجزا‏،‏ وسبب ضعفه هو تسليمه بالموقف الامريكي وايمانه بأن الموقف الامريكي سيكون داعما لوحدة العراق‏،‏ ومنذ بدء الحرب والعرب صدقوا التطمينات التي قدمتها الولايات المتحدة بأنه لن يكون هناك دور لتمزيق العراق وتأزيم أوضاعه وتفكيك بنيته الاجتماعية والاقتصادية وأن أمريكا ستحافظ على العراق وهو ما لم يحدث بل حدث العكس‏،‏ الآن بدأت هناك صحوة وانتباه عربي لما يمر به العراق‏،‏ وانا اقول ان هناك ازمتين رئيسيتين في المنطقة المستعجلة الآنية القوية هي العراق‏،‏ والمشكلة الثانية المزمنة هي فلسطين‏،‏ واذا لم تحل المشكلة العاجلة فستصاب المنطقة بأزمة لا يعلمها إلا الله‏،‏ وعليه فإن ضمان وحدة العراق واستقراره وأمنه وقوته ستزيد من تماسك وصلابة الموقف العربي وسيعزز فرص السلم العادل مع إسرائيل‏،‏ لأن استقرار العراق سيوفر الكثير من الوقت والمال والجهد العربي على كافة المستويات‏.‏
‏*‏ كيف ترى الفترة القادمة في العراق؟
أقول للجميع‏..‏ اذا لم تشكل حكومة وطنية عراقية بمنهاج وبرنامج عراقي خالص وواضح فستحدث كارثة كبيرة في العراق وفي المنطقة وأنا مقتنع بهذا تماما‏،‏ وحل مشكلة العراق في تماسكه‏.
* ماذا دار في لقائكم مع خادم الحرمين خلال زيارتكم للمملكة العربية السعودية؟
أنا دائم التشاور والحديث مع خادم الحرمين الملك عبدالله بن عبدالعزيز عن أوضاع العراق وأوضاع المنطقة التي يعرفها بشكل دقيق وطلبت منه أن يكون هناك دور للعرب معني أكثر بمسألة تخفيف أجواء التوتر في العراق وفي المنطقة بالكامل حتى يستطيع العراقيون أن يعملوا ضمن الإطار العراقي والوصول إلى نتائج وتشكيل حكومة شراكة وطنية قريبا تعتمد وتقوم على المصالحة الوطنية‏،‏ وقد وجدنا منه تفهما كاملا للدور العربي في هذا الاتجاه واستعدادا كاملا لبذل الجهد لكي يتحقق هذا الأمر‏.‏‏
‏*‏ هل مازلت تريد أن تكون السياسي العراقي البعيد عن التقيدات المذهبية..؟
- أنا مازلت السياسي العراقي‏،‏ ومشكلتنا الرئيسية في العراق استمرار هذه السياسة والجزء الآخر هو التدخلات الإقليمية التي تضر باستقرار العراق‏.‏ إنني بطبيعتي ميال للعراق وميال للعراقيين‏،‏ وأنا لا أؤمن بالطائفية السياسية وبصراحة أنا ضد تسييس الدين وضد اعتماد المذاهب وتسييس المذاهب والتفرقة ما بين العراقيين وبالتأكيد أنا ضد المحاصصة الطائفية وهذا يعني للأسف وضع العراق على طريق المحاصصة الطائفية بعد الحرب‏،‏ وتفكيك الدولة بالكامل وأنا غير راض عما وصلنا إليه الآن من مشكلات‏،‏ وتأثر الوضع العراقي الأمر الذي يؤثر على وضع وسلامة العراق‏.‏
لا توجد صفقة لتقاسم السلطة مع المالكي.. ولن أتنازل عن حق الكتلة «العراقية»
‏*‏ أنا قرأت لك مقالا مؤخرا يرى أن الحل في العراق يجب أن يكون حلا عراقيا معنى ذلك أنك لا تريد مساعدات من العرب أو القطاعات الأخرى وتشدد على أن الحل يجب أن يكون عراقيا‏..‏ أريد أن أفهم ماذا تقصد بالحل العراقي؟
الحل العراقي الذي ننشده يهدف إلى إيقاف التدخلات الخارجية‏،‏ والعرب مطالبون بمزيد من الضغط على من يتدخل في الشأن العراقي وتحديدا إيران لكي لا تتدخل في الشأن العراقي‏،‏ أنا مع القرار العراقي لكن للأسف إلى الآن هناك تدخلات إيرانية بشأن العراق لهذا أنا دعوت الدول العربية والدول الإسلامية ودولا مهمة في كيان المجتمع الدولي أن تحاول الضغط على إيران حتى لا تتدخل في الشأن العراقي‏،‏ فإيران يوميا تطلع لنا بقصة هذا عليه خط أحمر وهذا عليه خط أحمر هذا يجوز وهذا لا يجوز وهذا أصبح له وجود ونفوذ لذا نسعى حاليا بالتحرك مع الدول العربية‏،‏ ونطالب القادة العرب وقادة بعض الدول الإسلامية بأن يكون لهم موقف للضغط على إيران وأخيرا كان لنا لقاء مع فخامة الرئيس بشار الأسد وطلبنا منه أن يتكلم مع الإيرانيين حتى يوقفوا تدخلاتهم بشكل واضح في المسائل العراقية‏،‏ وحمل رسالتنا وقلنا له إننا مستعدون أن نلتقي بهم‏،‏ ونتفاهم حول المسائل الرئيسية في العراق‏.‏
‏* هل المفاوضات الأخيرة بشأن تشكيل الحكومة العراقية نجحت في حل الخلافات الرئيسية؟
- مازالت المفاوضات متوقفة عند بعض النقاط فهناك رفض من دولة القانون لتوزيع الصلاحيات‏،‏ فالدستور العراقي كانت به أخطاء ومن أخطائه تركيز الصلاحيات بيد رئيس الوزراء‏،‏ مهما يكن فهناك مسألة تتعلق بالمصالحة الوطنية الحقيقية في العراق التي لا تزال غير موجودة وهناك مسألة تتعلق بالاستحقاق الطائفي السياسي المعتمد إلى الآن في العراق‏.‏
وهذه المسائل أعتقد أنها مفصلية تهم وحدة العراق واستقراره في المستقبل ولذا يجب حلها أولا والاتفاق على المبادرة الأساسية ولذا نحن حريصون على مناقشة هذه الأمور لكن وجدنا أن هناك من يرفض مناقشة مثل هذه الافكار والتحاور حولها وهناك أيضا من يرفض توزيع الصلاحيات وبالتأكيد رفض المصالحة‏.‏
‏*‏ إلى أين وصلت المفاوضات مع الكتل السياسية الاخرى وهل من الممكن أن يكون هناك ائتلاف قوي يقف أمام ائتلاف المالكي حاليا؟
- ينبغي أن يكون هناك ائتلاف يضم المجلس الإسلامي الأعلى والفضيلة وكيانات أخرى بالإضافة إلى الإخوان الأكراد أيضا وبنفس الوقت نسعى إلى الحوار مع دولة القانون للوصول إلى مبادئ أساسية في مسألة توزيع السلطات والصلاحيات ومسألة المصالحة الوطنية والقضايا المهمة الأخرى في العراق‏.‏
‏*‏ في ضوء الموقف المعقد حاليا هل أنت مصمم على أن تكون في الحكم أو ترغب البقاء في المعارضة؟
والله نجاحنا يتوقف على ما سيحصل لاحقا في العراق‏،‏ أنت تعلم أنه صار هناك بدعة في العراق مدعومة سياسيا من القضاء المسيس والقرار هو بعيد عن الدستور اللي يقول ان الكتلة الأكبر هي الكتلة التي يمكن أن تشكل الحكومة بعد الانتخابات وحتى المحكمة وضعت في تناقضات في هذا الموضوع ونحن ما لا نعترف بهذا الموضوع اما إذا صار مخالفة الأمر بالقوة فالبطبع سيكون لكل حادث حديث فنحن لانزال مؤمنين بالدستور ونحترم نصوصه ونحترم الاستحقاق الديمقراطي والمبادئ الديمقراطية‏.‏
‏*‏ بماذا تفسر انقلاب البعض في العراق على المبدأ الديمقراطي بعد نجاح الكتلة العراقية في الانتخابات؟‏.
‏ للأسف حدث انقلاب على المبدأ الديمقراطي والدستوري وهناك محاولات جادة لمصادرة هذا الوضع ومصادرة ارادة المجتمع العراقي‏،‏ فإن تحقق هذا الاستقواء الأجنبي فإنه سيؤثر على مستقبل الديمقراطية بالعراق وبالتأكيد سوف سيكون للكتلة العراقية موقف في هذا الشأن‏.‏
‏*‏ كزعيم سياسي هل الأفضل لك أن تكون أنت في الحكم لمصلحة العراق أم في المعارضة في مرحلة مفصلية كالتي يعيشها العراق حاليا؟
القرار هو قرار الشعب العراقي أن أكون في الحكم‏..‏ لانقاذ العراق من الوضع الطائفي السياسي ولبناء مصالح وطنية ولبناء مؤسسات الدولة على أسس حرة فيها المهنية والاقتدار والنزاهة وليس على أسس الانتماء الطائفي السياسي‏.‏
حدث انقلاب على المبدأ العراقي بعد نجاح «العراقية».. وهناك من يرفض المصالحة وتوزيع الصلاحيات
‏*‏ هل تعترف بوجود شركاء في اللعبة السياسية في العراق يلجؤون إلى مناورات صعبة هناك أو كالأكراد أو جماعة الصدر؟
هناك من يناور ومن لا يناور‏.‏
*‏ من هم الذين يناورون؟ ومن الذين لا يناورون؟
‏ هناك الاخوان في دولة القانون يلجؤون إلى مناورات واسعة وغيرهم وبعض الأطراف الكردية تناور‏،‏ بينما أطراف أخرى بقيادة الأخ مسعود برزاني لا تناور وهي صادقة وصريحة وواضحة في مواقفها وسياساتها وتحكمها مبادئ في مواقفها‏.‏
‏*‏ مجموعة عمار الحكيم ما وضعهم في اللعبة والخريطة السياسية في العراق‏..‏؟
‏- جماعة الحكيم رفضوا التعامل مع الاملاءات التي تقود إلى أن تولى دولة القانون مرة أخرى للحكم في العراق‏،‏ وهم الآن في حوار جدي مع العراقية ويحاولون إيجاد قواعد من الاتفاقات بيننا وبينهم وكذلك بعض الاطراف الأخرى من التحالف الوطني هم عندهم شيء اسمه التحالف الوطني والسعي لمحاولة تجميع القوى التي تؤمن بالطائفية السياسية في اطار واحد وهدفه بالتأكيد هو حجب الحقوق عن العراقية وحجب الاستقرار عن العراق هذا التحالف فشل وانقسم في المرحلة الأخيرة وصار الاتفاق بين دولة القانون والصدريين خرج منه تحالف المجلس الإسلامي والفضيلة وكيانات أخرى‏،‏ ونحن نحاول ان نبني ايضا قواعد لأن الحكم في العراق يجب أن يكون حكما يعتمد على المشاركة الوطنية وعلى ان تكون حكومة جامعة وحكومة بمفهوم وطني وليس بمفهوم مبني على الطائفية والسياسية ويكون بيننا شراكة حقيقية في القرار السياسي ووضوح في توزيع الصلاحيات وتصحيح الأخطاء الموجودة بالدستور‏،‏ وهناك اتفاق على التفاصيل المهمة فيما يجب أن يحدث في المستقبل‏!
‏* هل ترى أن سبعة أشهر تفاوض لم تكفِ للوصول إلى صياغة تحالفات كثيرة‏.‏؟
‏ سبعة أشهر ضاعت بسبب محاولة الاستحواذ على القرار العراقي وبالتأكيد هي فترة طويلة لكن الوضع العراقي غير صحي وغير سليم وهناك تدخلات إقليمية وهناك أخطاء وخطايا ارتكبت بعد الحرب‏.‏
‏*‏ هل مازلت متفائلا برغم الوضع السيئ في العراق؟
بالتأكيد‏.‏
‏* على ماذا تبني هذا التفاؤل؟
‏ إرادة العراقيين كانت واضحة في الانتخابات الأخيرة بالرغم مما جرى من ترويع وتخويف وابعاد واعتقال فالشعب خرج بالملايين شيعة وسنة والقائمة العراقية انعكاس لهذا الواقع لأنها تضم سنة وشيعة ومسيحيين وأكرادا وتركمانا وهي القائمة الوحيدة التي فازت في المحافظات الشيعية والسنية والقائمة العراقية لا تنطلق من منطلق طائفي على الإطلاق وانما من منطلق وطني‏..‏ وهذا دليل على أن الشعب العراقي من الصعوبة بمكان الضغط عليه بالنتيجة والاملاء بالقوة‏،‏ وترى الاستطلاعات التي أجرتها المؤسسات الأمريكية كانت تتعاطف مع الشعب العراقي شيعة وسنة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.