لا يزال العرض مستمراً. لا داعي للقلق فما لم تشاهده اليوم تدركه غداً. سمتنا: التجديد والتطوير. هدفنا: اخفاء الحقائق. رسالتنا: اصبر واحتسب فإن لله ما اعطى وله ما أخذ. فما ان يهدأ المجتمع من متابعة خطأ طبي ذهب ضحيته من لا حول له ولا قوة، وقبل ان تظهر نتائج التحقيق يودّع الحياة مريض آخر للسبب السابق نفسه، وهكذا تتوالى فصول مسرحية الأخطاء من دون ان تكون هناك جهة مختصة شرعية امنية تصدر احكامها على المتسبب تعذيراً وليس دية"وكتبنا عليهم فيها أنّ النّفسَ بالنّفسِ والعينَ بالعينِ والأنفَ بالأنفِ والأذنَ بالأذنِ والسنَّ بالسنِّ والجروحَ قصاصٌ فمن تصدّق به فهو كفّارة له ومن لم يحكُم بما أنزل اللهُ فأولئك همُ الظالمون". فما فائدة المال في مثل هذه الأحوال، فهو لا يواسي في الأحزان، ولا يشدد به العضد اذا غدر الزمان، في حين ان من فعل فعلته يمرح في هذه الحياة كما يحلو له ويجدد المعاناة لأناس آخرين، فهو مطمئن البال، وقرير العين، وكل ما في الأمر ان يدفع مبلغاً لذوي المتوفى المحترمين، وتدور الرحى، وليس هناك مسؤول يتفوه بكلمة ويقول ان تلك الأخطاء يجب ان يكون لها حساب وعقاب وتشهير، فالكل لمصلحته لاه، والكل لطموحاته سائر، والكل ينظر امامه ونسي من خلفه، الكل يرفع نظره للسماء، ولا يرى من فوق الثرى تذرف أعينهم الدمع، فهؤلاء فقدوا من يعيلهم، وتلك فقدت زوجها، وآخر فقد زوجته، وذاك فقد ابنة، وتلك فقدت ابنها... وأصحاب الحقائب في معزل عن ذلك ليس امامهم سوى ورق كتب عليه تقارير تخفي الحقائق، ولكن ليعلم الجميع ان الكل محاسبون على كل صغيرة وكبيرة، وعلى كل ساقطة ولاقطة، وحسابهم عسير لأن المولى حرّم إزهاق روح المؤمن إلا بالحق. صرخة حزن من افواه المظلومين نرفعها لمن بيده القرار لوضع حد لهذا التلاعب الذي تذهب ضحيته ارواح ابرياء كانوا يرجون العافية ليعبدوا الله كما أمرهم، إلا ان الجهل الطبي اسكنهم الثرى. فمتى تنتهي هذه المسرحية التي طاولت فصولها؟ فكلنا نتمنى ان نرى الستار يسدل معلناً نهاية المسرحية. نبيه بن مراد العطرجي - بريد إلكتروني