قال المشرف السابق على القوات العراقية الخاصة اللواء منتظر السامرائي أمس في عمان إنه شهد"أموراً مروعة"داخل مراكز الاعتقال، متهماً"قوات بدر"الشيعية بأعمال التعذيب. وأضاف السامرائي، الذي أمسك قرصاً مدمجاً صوره بنفسه وتظهر فيه صور للتعذيب"هناك أمور مروعة تحصل داخل مراكز الاعتقال. آلاف السجناء بعضهم مراهقون تظهر عليهم آثار الضرب والحرق والتعذيب بالكهرباء مما ادى بالنتيجة الى موت عدد كبير منهم". وأكد السامرائي 45 عاماً وهو أب لأربعة أبناء، انه لم يترك العراق في حياته حتى 27 تموز يوليو الماضي حين أدرك ان عليه المغادرة بعدما نجا من محاولتي اغتيال وبسبب التهديدات، ولأنه مقتنع بأن عليه ان يروي ما يحصل من تعذيب"مروع"داخل العشرات من مراكز الاعتقال السرية التي كان يزورها في نطاق عمله. وأوضح انه اتى الى الاردن كمحطة أولى قبل ان"يغادره الى الخارج". وواجه السامرائي، وهو مسلم سنّي ورجل عسكري، مشاكل مع رؤسائه في وزارة الداخلية بعدما طرد لجنة من 14 عضواً في لجنة تحقيق واستعاض عنهم ب"رجال يتحلون بالنزاهة"، واطلق 124 شخصاً بريئاً من سكان سامراء كانوا ارتكبوا مخالفات بسيطة أو وقعوا ضحايا وشايات شخصية. وفي الفيلم الذي عرضه رجال تظهر عليهم آثار الجلد والحرق بالحمض. ويظهر الفيلم ايضاً صوراً لرجل اقتلعت عينه، وآخر عليه آثار غرز للمسامير وأجساد كسرت أطرافها... وثلاث جثث سقط أصحابها من جراء التعذيب. وقال السامرائي إن وزير الداخلية بيان جبر صولاغ عيّن 17 ألف عنصر من ميليشيات"بدر"في الشرطة، متهماً هؤلاء بأنهم"يتلقون رواتب من طهران". وأوضح ان المسؤولين الكبار في الوزارة أعضاء في"المجلس الأعلى للثورة الاسلامية"و"حزب الدعوة"، أما المعتقلون"فجميعهم من السنّة"ورجال الشرطة"يتحدثون الفارسية في ما بينهم". وقال:"اما الذين يقومون بعمليات التعذيب فجميعهم إيرانيون أو عراقيون كانوا يقيمون في ايران جاؤوا الى العراق بعد الغزو"الاميركي في آذار مارس 2003. وذكر، على سبيل المثال، مساعد الوزير والمسؤول عن السجون السرية بشير ناصر الاوندي الذي حصل على الجنسية العراقية في 12 ايار مايو 2004". وكانت القوات الأميركية دهمت الشهر الماضي سجناً سرياً في حي الجادرية في بغداد، ولكن بحسب السامرائي، يوجد تسعة مراكز اعتقال سرية اخرى حدد ثلاثة منها في بغداد. وقال:"أكبر هذه المعتقلات موجود في ساحة النسور وفيه حوالي 600 سجين". وتحدث أيضاً عن سجون للنساء في بغداد في احياء الكاظمية والرشاد حيث"تتعرض فيها السجينات للتعذيب والاغتصاب". وأشار الى ان"الشهادة التي أدلت بها المرأة خلال محاكمة صدام حسين قد تكون نفسها لامرأة داخل هذه السجون. لم يتغير شيء". وكان الجيش الاميركي اعلن الاسبوع الماضي عزمه على اجراء عمليات تفتيش مباغتة للسجون للتأكد من ان المعتقلين ليسوا ضحية اعمال تعذيب واذلال. وبحسب السامرائي، فإن الجيش الاميركي"يعلم بما يحدث حيث ان عمليات الاعتقال تجري خلال عمليات دهم ليلية وتحت غطاء منع التجول، والسيارات التي تستخدم، تظهر بوضوح انها تابعة لوزارة الداخلية". وأوضح انه التقى في عمان مسؤولين عن الصليب الأحمر الدولي في العراق. وقال:"لا استطيع ان اخدع نفسي فهم لا يستطيعون شيئاً. انهم في الاردن وليسوا داخل العراق". وأشار السامرائي الى انه مرتاح لأنه اطلق بعض المعتقلين"كان آخرهم الشيخ عبدالكريم عبدالرزاق، خطيب مسجد عمر المختار"الذي كشف في حديث تلفزيوني ان السامرائي اطلقه.