تلقى كبار المسؤولين اللبنانيين تقارير تفصيلية أعدتها الاجهزة الامنية الرسمية تشير الى ان الانتشار الفلسطيني المسلح خارج المخيمات لا يقتصر على المواقع المعروفة في بلدة الناعمة القريبة من مطار بيروت الدولي او في بلدتي قوسايا والسلطان يعقوب في البقاعين الاوسط والغربي. وأوردت هذه التقارير بحسب مصادر وزارية لپ"الحياة"معلومات بأن الانتشار الفلسطيني المسلح يتجاوز هذه البلدات الثلاث الى مناطق اخرى من خلال استحداث مكاتب يقيم فيها عشرات المسلحين. كما أوردت الجبهة الشعبية - القيادة العامة - بزعامة أحمد جبريل تعتبر الفصيل الفلسطيني المسلح الاقوى في هذه المناطق، مشيرة الى ان المكاتب المذكورة أصبحت معروفة وهي تخضع الى رقابة امنية مشددة من الاجهزة اللبنانية. ولفتت المصادر الى ان سيطرة"القيادة العامة"على معظم المكاتب، لا يعني ان الفصائل الفلسطينية الاخرى غير موجودة، مؤكدة ان التقارير اشارت بصراحة الى ان بعضها يتبع للفصائل المنضوية تحت لواء منظمة التحرير. وأضافت ان هذه المكاتب ليست محصورة في منطقة معينة مشيرة الى ان بعضها لجأ اخيراً الى تحويل عدد من المنازل الى مكاتب تشغلها عناصر مسلحة تتجنب الظهور في العلن. وأوضحت ان الجهات الرسمية المعنية تجري اتصالات من اجل ايجاد حل لمسألة الانتشار الفلسطيني المسلح خارج المخيمات خصوصاً بعدما تمادى بعض الفصائل في استحداث مكاتب ومقار سياسية وأحياناً خدماتية تتولى تقديم المساعدات الاجتماعية. وتتخوف المصادر الوزارية من استخدام دمشق الورقة الفلسطينية من خلال الفصائل الحليفة لها، للضغط على لبنان في غياب الحوار اللبناني - الفلسطيني الذي لا يزال ينتظر تشكيل وفد موحد لمفاوضة رئيس الحكومة فؤاد السنيورة من اجل التوافق على سلة من المطالب تتعلق بالامور الحياتية والمعيشية للاجئين الفلسطينيين في المخيمات. وأكدت المصادر ايضاً ان أهمية استئناف الحوار اللبناني - الفلسطيني تكمن في ايجاد حلول جذرية لوقف الانفلاش العسكري الفلسطيني خارج المخيمات وضبط السلاح في داخلها بما يضمن عدم استخدامها لتوتير الاجواء او السماح بتوظيفه في الصراع السياسي الداخلي.