اعتبر يوم 28 أيلول سبتمبر الماضي يوماً مميزاً في حقبة التوسّع والازدهار التي تعيشها شركة بورشه الألمانية لصناعة السيارات، إذ أقدمت بورشه على خطوة رائدة تمثّلت بشراء ما مجموعه 32.868.462 سهماً پ10.26 في المئة من الأسهم العادية لشركة فولكسفاغن الألمانية لصناعة السيارات. وترتبط هذه الخطوة بالقرار الذي أعلنته بورشه في 25 أيلول والقاضي بتملك حصة 20 في المئة من أسهم شركة فولكسفاغن يحق لها التصويت. كما تنوي بورشه الحصول على تمثيل لها في مجلس الإشراف للشركة يعكس نسبة الأسهم التي تمتلكها. بورشه مقتنعة أن خطوتها الاستثمارية في مجموعة فولكسفاغن ستعود عليها بالفائدة في المديين المتوسط والبعيد، وذلك بعد دراسة متأنيّة أخذت في الاعتبار ليس فقط عوائد الأسهم التي ستوزعها فولكسفاغن بل اقتصاديات الحجم Economies of Scale الناتجة من التعاون المشترك بين الشركتين. ولبورشه علاقات تجارية مكثّفة ومتينة مع فولكسفاغن تمتد أصولها نحو ماض حافل بنشاطات ومشاريع تعاون ثنائية في نواحي مختلفة. وتتضح صورة التعاون الحالي على سبيل المثال في إنتاج هيكل"كاين"إضافة للتطوير المشترك لنظام دفع مختلط. نظراً لسيولتها المرتفعة، تستطيع بورشه تمويل عملية شرائها لأسهم فولكسفاغن العادية من دون الحاجة الى الاقتراض. وعلى رغم أن سيولة مجموعة بورشه ستنخفض لفترة وجيزة من جراء ذلك، إلا أنها ستعوّض من خلال أرباحها الاستثنائية والدفق النقدي القوي لتعكس سيولة صافية ممتازة للسنة المالية 2006/2007. ولن تتأثر مشاريع بورشه المتعددة بامتلاك أسهم فولكسفاغن، وستتواصل بحسب المواعيد المحددة لها. ومنها مشروع تطوير سيارتها المقبلة"باناميرا"إضافة إلى تقديم طرازات جديدة تزيد من رونق سياراتها الحالية. بالتزامن مع ذلك، ستتابع الشركة أيضاً توسّعها نحو أسواق جديدة. وبحسب الأرقام الأولية سجّلت أسواق بورشه خارج أميركا الشمالية أكبر نمو لها في السنة المالية 2004/2005 والتي انتهت في 31 تموز يوليو مع ارتفاع المبيعات بنسبة 21.1 في المئة لتصل إلى 40334 سيارة. وفي السنة المالية نفسها وصلت المبيعات في ألمانيا إلى 13902 سيارة بزيادة 14.2 في المئة. أما في أميركا الشمالية، أكبر سوق لبورشه، فارتفعت المبيعات بنسبة 8.9 في المئة لتبلغ 34143 سيارة. وفي الإجمال ارتفعت مبيعات مجموعة بورشه في السنة المالية الأخيرة 15 في المئة لتبلغ 88379 سيارة. وتشير الأرقام الأوّلية إلى نمو إجمالي دخل الشركة بنسبة 6.7 في المئة ليبلغ نحو 6.56 بليون يورو، وهو رقم قياسي جديد.