وسألني صاحبي المُولَع بكرة القدم العالمية لا غير: ألا تعتقد أن (ميسي) الأرجنتيني ترجع أصوله إلينا (يقصد منطقة الباحة)؟، أجبته على الفور لا أعتقد ذلك فالأرجنتين بعيدة عنا وأجدادنا كانوا يهاجرون إلى الحبشة والسودان غالبا، وفريق آخر كان يهاجر إلى فلسطين والأردن، وقلة منهم إلى مصر، أما الهجرة إلى أمريكا الجنوبية فلا أعتقد، ولكن ما الذي دعاك إلى التفكير في أصول ميسي؟ قال: اسمه، فأظن أن جده الخامس هاجر من المنطقة واستقر في تلك الديار وكان اسمه (منسي) ثم تحور في وقت لاحق إلى ميسي، ولو دققت النظر في ملامحه وتصرفاته لرأيت ما أرى. قلت: يا صاحبي اسم منسي ومشني وقميدي كلها أسماء دارجة في المنطقة قديما، لكن لا أظن أن مثل هذه الأسماء يمكن أن تصل إلى هناك فأقصى نقطة هجرة تصل إليها بلاد خثعم أو صامطة أو منطقة اسمها حلي كانت مشهورة بتصدير الأبقار إلى منطقتنا. ما زال الرجل يصر على رأيه رغم كل الذي قلته له. واتصل بي قبل أيام صديق يقول إن ابنه الذي أنهى دراسته الثانوية وُجِّهَ إليه سؤال من قريب له هو: ماذا تعرف عن طه حسين وعباس العقاد والمنفلوطي؟ فأجابه بكل ثقة: طه حسين لاعب كرة قدم في منتخب الأردن، وهو أمر مؤسف أن يجهل عميد الأدب العربي إلى هذا الحد. أما عباس العقاد (ما درى بك شر) وأما الأخير فهو صاحب سلسلة محال للحلويات المشهورة في أكبر شوارع مدينة جدة، ويسألني عن رأيي في إجابة ابنه فقلت له: ابنك هذا له مستقبل باهر! ألا ترى أنه لم يدّع معرفته بعباس العقاد رغم أنه ثبت جهله بمعرفة الآخرين رغم أنهما أكثر الأدباء العرب شهرة ومكانة في القرن الماضي؟!.