اكدت مصادر في كتلة"المستقبل"النيابية ان"لا علاقة لسفر رئيسها النائب سعد الحريري الى نيويورك بالزيارة المقررة لرئيس الجمهورية اميل لحود إليها للمشاركة في اعمال الجمعية العمومية العادية للأمم المتحدة ولحضور القمة الدولية التي ستعقد على هامشها لمناسبة وجود العدد الأكبر من القادة الأجانب والعرب". وقالت لپ"الحياة"ان الحريري اتخذ قراره"منذ اكثر من ثلاثة اسابيع بعد مشاورات اجراها مع القوى الحليفة وكان آخرها مع رئيس"اللقاء النيابي الديموقراطي"وليد جنبلاط خلال وجوده في باريس". ولفتت الى ان"من غير الجائز المقارنة بين سفر الحريري الى نيويورك وزيارة لحود بحكم التباين في الأهداف، فالأول يضع في رأس اولوياته جلاء الحقيقة في جريمة اغتيال والده الرئيس الشهيد رفيق الحريري خلافاً لرئيس الجمهورية الذي لا نعرف حتى الساعة ما القصد من اصراره على التوجه الى اعلى منبر في المجتمع الدولي في ضوء العزلة الدولية والعربية التي يعيشها، اضافة الى المواقف الداخلية منه على خلفية ما صدر عنه من رد فعل فور توقيف قادة الأجهزة الأمنية الأربعة". وأوضحت ان"آخر ما يهم الحريري في الوقت الراهن الدخول في بازار انتخابات رئاسة الجمهورية المقبلة، ليس لأنه غير مهتم باستحقاق سياسي في هذا الحجم، بل لشعوره بأن لا شيء يعلو في الحاضر على ضرورة كشف الحقيقة في جريمة اغتيال والده". وأشارت ايضاً الى انه"لا يخطر في بال الحريري الدخول في مبارزة غير متوازنة مع لحود الذي لم يعد يملك من الشروط ما يتيح له البقاء في موقع الرئاسة كمؤثر في المعادلة السياسية الداخلية، ناهيك بأن رئيس كتلة المستقبل يتوجه الى نيويورك ممثلاً لأكبر كتلة نيابية ويتمتع بشرعية شعبية عكستها نتائج الانتخابات الأخيرة، فيما الشكوك تظلل شرعية رئيس الجمهورية في ظل اصراره على الفصل بين الأخير وبين موقع الرئاسة الأولى". وكشفت مصادر وزارية لپ"الحياة"ان احد الوزراء المقربين من لحود لم يفلح في اقناعه بصرف النظر عن التوجه الى نيويورك، خصوصاً في ضوء ما ورد في النداء السادس الصادر عن الاجتماع الشهري لمجلس المطارنة الموارنة لجهة اشارته المباشرة الى ان الشبهة على المسؤولين الأمنيين مخزية ومخجلة، ما يجعل مقام الرئاسة عرضة للانتقادات والذي تبناه لاحقاً بطريقة او بأخرى رئيس كتلة"الإصلاح والتغيير"النيابية العماد ميشال عون بعد زيارته البطريرك الماروني نصر الله بطرس صفير وإعلانه عن اهتزاز موقع لحود ودعوته اياه الى عدم السفر الى نيويورك. وأكدت المصادر ان الذين وقفوا الى جانب لحود وعارضوا نصيحة احد الوزراء المقربين له بعدم السفر، يعتقدون مخطئين بأن الحملة التي تستهدفه للعدول عن السفر يراد منها مناصرة الرأي القائل بأن ينوب عنه في رئاسة الوفد اللبناني رئيس الحكومة فؤاد السنيورة. وقالت ان بعض الوزراء ممن بادروا الى اعلان الحرب على لحود لمصلحة السنيورة وقعوا في الخطأ نفسه الذي وقع فيه الداعمون لسفر لحود، مشيرة الى ان اقناع لحود بعدم الذهاب يتيح الفرصة امام تشكيل وفد يمكنه استقراء الموقف العربي والدولي من لبنان كخطوة على طريق السعي من اجل تحصين ساحته الداخلية. واعتبرت المصادر ان لحود ومن معه اخطأوا في قراءة المعاني الحقيقية للزيارة التي قامت بها اخيراً للبنان وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس، إذ اعتقدوا بأن مقابلتها للحود تنفي ما تردد من مواقف سلبية للإدارة الأميركية تجاهه وأن واشنطن ليست مع اختصار ولايته الممددة. وفي رأي هذه المصادر ان رايس"أرادت من لقائها لحود ابلاغه بضرورة تسهيل مهمة الحكومة الجديدة للكشف عن الحقيقة في جريمة اغتيال الحريري بالتعاون مع لجنة التحقيق الدولية والقضاء اللبناني"، مشيرة ايضاً الى ان لحود"يريد من خلال اصراره على الذهاب الى نيويورك في الوقت الذي عدل الرئيس السوري بشار الأسد عن التوجه إليها توجيه رسالة للداخل وللخارج بأنه يرغب في تمييز نفسه عن الموقف السوري وأنه بات متحرراً من الوصاية اكثر من أي وقت وأن في مقدوره التعاون مع الأطراف المحلية والانفتاح عليها". كما ان لحود - بحسب المصادر - اراد ان يوحي من خلال كلامه في مجلس الوزراء عن الرابع عشر من آذار مارس والتزامه التغيير بأن لديه استعداداً لمد يد التعاون إلى الآخرين الذين وجدوا في ذلك محاولة لإجراء مقايضة بين"التطنيش"عن سفره الى نيويورك وموافقته على تشريع نظارة المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي وتحويلها الى سجن. وفي ما يخص زيارة الحريري للأمم المتحدة، فإنها مناسبة للإطلالة على الساحة الدولية من بابها الواسع. لذلك فإن حضور لحود والحريري في آن واحد في الأممالمتحدة سيشكل مناسبة للمجتمع الدولي لإجراء مقارنة في شأن أي لبنان يريده اللبنانيون، خصوصاً أن الأول سيجد صعوبة في عقد لقاءات عربية ودولية ذات اهمية، بينما سيلقى الثاني كل التسهيلات لعقد لقاءات للإصرار على كشف الحقيقة في جريمة اغتيال والده.