ما تزال مؤشرات التردد تطبع موقف"التجمع الوطني الديموقراطي"السوداني المعارض من عرض حزب المؤتمر الوطني الحاكم و"الحركة الشعبية لتحرير السودان"للمشاركة في الحكومة الانتقالية، بموجب اتفاق السلام في الجنوب، فيما ذكر اليوم امس خبير روسي بارز يشارك في التحقيقات في حادث تحطم المروحية الذي قتل فيه نائب الرئيس السوداني زعيم"الحركة الشعبية"جون قرنق في 30 تموز يوليو الماضي ان الحادث لم يكن ناجماً عن اي عطل فني في المروحية العسكرية الروسية الصنع. وصرح رودولف تيمورازوف مدير الامن الفني للجنة الطيران التي مقرها موسكو بأنه"لم تكن هناك اي مشكلة فنية في المروحية نفسها. ان المروحية كانت سليمة". وكان قرنق و13 شخصاً آخرين قتلوا في تحطم مروحية اوغندية رئاسية من طراز"م.اي-172"كانت تقلهم من اوغندا الى جنوب السودان. وقد اثارت الشكوك حول سبب تحطم الطائرة اعمال عنف بين السودانيين الشماليين والجنوبيين ادت الى مقتل 130 شخصاً على الاقل، ودفعت الخرطوم الى تشكل لجنة وطنية للتحقيق في سبب الحادث بمشاركة خبراء دوليين. وقال تيمورازوف انه تم العثور على جهاز تسجيل المحادثات الصوتية في قمرة القيادة في المروحية بحالة جيدة، فيما عثر على الجهاز الثاني الذي يسجل البيانات الفنية محطما. ورفض الخبير الروسي كشف تفاصيل بيانات المحادثات الصوتية وقال ان الجهاز سجل تعليقات بأربع لغات مختلفة. واستندت نتائج المحققين بأن حادث التحطم لم يكن بسبب عطل فني كون المحادثات التي جرت في قمرة القيادة بين قائد الطائرة وبرج المراقبة، والتي كانت بالانكليزية،"عادية"حتى لحظة تحطم الطائرة ولم تكن تلك المحادثات تضم اي تلميح الى وجود عطل فني. ورفض الخبير الروسي التكهن بسبب الحادث الا انه اشار الى ان الاحوال الجوية كانت سيئة في المنطقة وقت وقوع الحادث. واضاف ان كل البيانات والاستنتاجات التي جمعها التحقيق الروسي بما فيها التسجيلات الموجودة على جهاز التسجيل، ارسلت الى السلطات الاوغندية والسودانية والكينية التي لها دور رئيسي في التحقيقات الدولية. وفي الخرطوم، علم ان رئيس"التجمع"المعارض زعيم الحزب الاتحادي السيد محمد عثمان الميرغني ينوي دعوة كل من سالفا كير ميارديت النائب الاول للرئيس السوداني وعلي عثمان محمد طه النائب الثاني لاجتماع طارئ في القاهرة خلال 72 ساعة. ونشط الفريق عبدالرحمن سعيد ، بتكليف من الميرغني، في اتصالات بقيادات الفصائل المكونة ل"التجمع"لاستطلاع آرائها في شأن المشاركة في الحكومة الانتقالية، على ان تجتمع هيئة القيادة في وقت لاحق للبحث في استراتيجية"التجمع"وعودة قياداته الى الداخل. واكد الناطق باسم التجمع حاتم السر ان الميرغني طالب برفع حصيلة الاتصالات وتقرير اللجنة السياسية التي عقدت محادثات في الخرطوم مع المؤتمر الوطني خلال 48 ساعة.