أعلن الرئيس السوداني عمر البشير أن قوات عسكرية تحركت نحو شرق البلاد لإستعادة المناطق التي لا تزال تحت سيطرة قوات "الجيش الشعبي لتحرير السودان" التي يتزعمها جون قرنق، في الشريط الحدودي المتاخم لاريتريا. وتلقى البشير التعازي من قادة المعارضة في مقتل وزير الدولة للدفاع العقيد إبراهيم شمس الدين و13 من كبار ضباط الجيش وعريفاً، اثر تحطم طائرة عسكرية كانت تقلهم أول من أمس في منطقة عدارئيل الغنية بالنفط في جنوب السودان. استقبل الرئيس السوداني عمر البشير في سرادق نصبت في مقر الرئاسة زعيم حزب الأمة السيد الصادق المهدي، ونائب الأمين العام لحزب المؤتمر الوطني الشعبي عبدالله حسن أحمد وعضوي المكتب القيادي للحزب ياسين عمر الإمام وموسى حسين ضرار، جاءوا لتقديم التعازي بضحايا حادث تحطم طائرة عسكرية أول من أمس، مما أدى إلى مقتل 15 من كبار الضباط. وتلقى البشير اتصالاً هاتفياً من رئيس الحزب الاتحادي الديموقراطي السيد محمد عثمان الميرغني. كما تلقى التعازي من البعثات الديبلوماسية لدى الخرطوم، وعدد من رؤساء الدول والحكومات في العالم. وبدا البشير حزيناً وهو يمتدح وزير الدولة لشؤون الدفاع العقيد إبراهيم شمس الدين ورفاقه الذين قضوا في حادث تحطم الطائرة. ووصفهم، في حديث أمام حشد جماهيري في باحة القصر الجمهوري، بالتجرد والطهر. كما امتدح نائبه السابق الزبير محمد صالح الذي قتل أيضاً في حادث مماثل العام 1998. وأعلن أن قوات حكومية توجهت إلى شرق السودان "لاستعادة المناطق التي دنسها المتمردون"، في إشارة إلى "الحركة الشعبية لتحرير السودان" بقيادة العقيد جون قرنق. إلى ذلك، طلب وزير الدفاع اللواء بكري حسن صالح دفن جثث العسكريين ضحايا تحطم الطائرة في منطقة عدارئيل بعد تعذر نقل بعضها لتفحمه اثر احتراق بعض أجزاء الطائرة، بينما نقل 16 ناجياً، بينهم 6 جرحى، إلى الخرطوم حيث يتلقون العلاج في المستشفى العسكري، وهم مسؤول العمليات العسكرية الفريق جعفر حسن والعميد الركن مصطفى عثمان عبيد والعقيد عطا محمد حسن والعقيد أحمد الطيب والرائد عبدالخالق محمد أحمد والرائد فتح الرحيم عبدالله. وروى ضابط من الناجين، امتنع عن ذكر اسمه، ل"الحياة" ان الطائرة الروسية من طراز "انتونوف" التي يمتلك الجيش مجموعة منها، أقلعت من القاعدة العسكرية في الخرطوم فجر أول من أمس في مهمة تفقدية لزيارة القوات المكلفة حراسة مناطق انتاج النفط في عدارئيل، وعلى متنها أكثر من 30 من كبار الضباط والمسؤولين في الأجهزة العسكرية والأمنية، حيث كان يجلس كبار الضباط في مقدمها قرب قمرة القيادة. وأضاف ان الطائرة واصلت رحلتها على مدى حوالى ساعتين قبل أن يشعر ركابها بأن هناك شيئاً غير طبيعي عندما هبطت مسرعة خارج المهبط الترابي، وصارت تتأرجح حتى اصطدمت بحاويات ومبان وسيارة على جانب المطار، مما أدى إلى انشطارها واحتراق معظم أجزائها الأمامية بعد اشتعال النار في محركيها. وأضاف ان الطقس كان طبيعياً، وان غالبية القتلى كانوا من الجالسين في مقدم الطائرة. وأفاد أنه كان يجلس في المؤخرة مع أكثر من عشرة اصيبوا اصابات طفيفة، وانهم سقطوا أرضاً بعد انشطار جسم الطائرة حيث انقذهم زملاؤهم الذين كانوا في استقبالهم، مشيراً إلى أن بعض الجثث تفحم. وتوقع أن يكون سبب الحادث سوء تقدير قائد الطائرة، الذي رفض كشف هويته أو التحدث عن مؤهلاته، مؤكداً أن الطائرة كانت سليمة فنياً ولم تتعرض إلى أي خلل أو إصابة، لأن المنطقة كانت مؤمنة ولا يوجد نشاط ل"الحركة الشعبية" قرب عدارئيل، موضحاً "أن سرعة وقوع الحادث أذهلت الجميع الذين لم يكن أمامهم خيار سوى انتظار مصيرهم المحتوم".