قالت الحكومة السودانية أمس إنها ستقدم بحلول الأول من سبتمبر/ايلول تقريراً عن سبب تحطم الطائرة الهليكوبتر التي كانت تقل جون قرنق زعيم المتمردين السابق والنائب الأول للرئيس السوداني. وقال وزير الطيران المدني علي تميم فرتاك إن الرئيس السوداني شكل أيضاً لجنة وطنية أمس الاثنين مع حركة تحرير السودان التي كان يتزعمها قرنق للإشراف على لجنة فنية تقوم حالياً بجمع الأدلة. وابلغ فرتاك رويترز أن الحكومة السودانية طلبت منح أعضاء اللجنة تأشيرات دخول لأوغندا لجمع معلومات عن الطائرة وإعادة تزودها بالوقود والصندوق الأسود ومسجل محادثات الرحلة. وكان قرنق يستقل طائرة الرئيس الأوغندي يويري موسيفيني عائداً إلى جنوب السودان بعد الاجتماع معه في 30 يوليو/ تموز عندما اختفت الطائرة من على شاشات الرادار. وارتطمت الطائرة بجانب هضبة صخرية قرب معقل للحركة الشعبية لتحرير السودان في الجنوب مما أسفر عن مقتل كل من كانوا على متنها وعددهم 14 شخصاً. وقال موسيفيني إنه لا يستبعد إمكانية أن يكون تحطم الطائرة لم يكن حادثاً. ودفن قرنق يوم السبت في جنازة رسمية بمدينة جوبابجنوب السودان. ووقع قرنق اتفاق السلام مع الحكومة في يناير/كانون الثاني الماضي لإنهاء أطول حرب في القارة الأفريقية. وقبل ثلاثة أسابيع فقط من موته عاد قرنق إلى الخرطوم منتصراً لتولي منصبه كنائب أول للرئيس السوداني إلى جانب أعدائه السابقين. واشعل موته أسوأ موجة شغب بالعاصمة السودانية الخرطوم منذ عقود حيث قتل 111 شخصاً وأُصيب أكثر من 300 آخرين خلال ثلاثة أيام. وقال فرتاك إن الحكومة سترحب بأي مساعدة في التحقيق من جانب أي دولة أو منظمة. وعرضت الولاياتالمتحدة إرسال خمسة خبراء. وتابع فرتاك أنه منح المحققين أربعة أسابيع حتى يتسنى لهم تقديم تقريرهم الأولي. وقال الوزير السوداني إن اللجنة الفنية التي تضم سبعة خبراء حكوميين وسينضم إليهم عددٌ لم يتحدد بعد من مسؤولي الحركة الشعبية لتحرير السودان بدأت العمل في أول أغسطس/آب. وأضاف فرتاك أن الحكومة ترحب بإجراء تحقيق مستقل من جانب الحركة الشعبية ولكنه استدرك إلى القول إن أي تحقيق يجب أن يتضمن الحكومة لأن حادث التحطم وقع على أراض سودانية. ويرتاب جنوبيون كثيرون في الأمر ولا يرغبون في مشاركة الحكومة في التحقيق.