قبل شهر ايلول سبتمبر من العام 1820 كان الاميركيون ينظرون الى البندورة نظرة"قاتمة"اذ كانوا يصنفونها ضمن خانة الاغذية السامة التي تقف وراء علل كثيرة، لكن هذه النظرة ما لبثت ان تبدلت مع حلول العام المذكور اذ قام الكولونيل جونسون امام حشد من الناس بالتهام سلة كاملة من البندورة وسط دهشة المشاهدين لهذه المسرحية المفتعلة، وكل من شاهد فصول هذه الحادثة توقع ان يسقط الكولونيل جثة هامدة ولكن شيئاً من هذا القبيل لم يحصل ومن وقتها اصبحت البندورة واحدة من الاغذية المفضلة عند الاميركيين. تملك البندورة تاريخاً حافلاً بالمفاجآت فهي ظلت ردحاً طويلاً من الزمن مالئة الدنيا وشاغلة الناس، نظراً لما قيل عنها من خرافات لا أساس لها من الصحة، وهي ما زالت حتى الآن تبهر العلماء بالمزايا النافعة التي تملكها هذه الحبة المدورة والمفلطحة. بلاد البيرو في أميركا الجنوبية هي المنشأ الاصلي للبندورة، والرحالة الاسبان هم الذين كشفوها فأحبوها ونقلوها معهم الى دول أوروبا الجنوبية وفي فرنسا اطلق عليها اسم تفاح المجانين ولم يكن أحد يتجاسر على اكلها ولكن مع اندلاع الثورة الفرنسية تذكر الناس اهمية البندورة فأقروا بسلامتها وأقبلوا على أكلها لفائدتها. والبندورة مفيدة من القشرة الى البذرة، فالقشرة تنشط عمل الامعاء وتسهل حركتها وهذا ما يسهم في تسهيل عبور الفضلات وفي الوقاية من الامساك داء العصر. أما لب البندورة فهو يساعد على ترطيب جوف الامعاء وعلى تسهيل عملية انزلاق الطعام، أما عصير البندورة الذي تشكل 85 في المئة منها فهو سهل الامتصاص عدا عن احتوائه على عناصر مغذية لها أهميتها على صعيد الصحة. ومن أهم صفات البندورة غناها بصباغ يملك شهرة ضاربة هو"ليكوبين"الذي يعطي اللون الاحمر الفاقع للبندورة، وقد اكتشف الباحثون ان هذا الصباغ يذهب الى غدة البروستاتة ليحط رحاله فيها وان خطر التعرض لسرطان هذه الغدة هو أقل بكثير عند الرجال الذين يصبح دمهم بصباغ الليكوبين. وقد بينت التحريات المخبرية انه يملك قوة عالية مفيدة في منع تكاثر الخلايا الورمية التابعة لسرطان الثدي والرئة والرحم. والبندورة لا تقي من السرطانات المشار اليها تواً فقط بل هي تحمي من سرطانات عدة وخصوصاً اورام القولون والمستقيم. فقد سجل البحاثة ان هذه الاورام تخفض بمعدل 60 في المئة عند الاشخاص الذين يلتهمون سبع حبات بندورة اسبوعياً نسبة لآخرين لا يأكلون سوى حبتين اثنتين او اقل. والبندورة مضادة لسرطان الرئة نظراً لغناها بمركبين هما: حامض"الكوماريك"وحامض"كلورجينيك"وكلاهما يعملان على تثبيط فعل مركبات"النتروسامين"المسرطنة. والبندورة غنية بالفيتامينات المضادة للاكسدة مثل الفيتامين: C و A وE، والتي تساعد الجسم على التخلص من المركبات السامة. ايضاً يوجد في البندورة الفيتامين ب الذي يساعد على هضم السكاكر والدهون. وفي احضان البندورة يوجد اكثر من نصف دزينة من المعادن، مثل البوتاسيوم والماغينزيوم والنحاس والكلس والفوسفور والبروم. وهذا الاخير يتمتع بخواصه المهدئة للاعصاب. كما وتحتوي البندورة على حوامض نباتية في استطاعتها الاتحاد مع الكلويات مشكلة معها املاحاً تساعد في تعديل حموضة المعدة والدم. بقي ان نعرف عن البندورة المعلومات التالية: - ان صلصة البندورة تقلل من خطر التعرض للضربة الشمسية، ففي دراسة قام بها الطبيب الالماني"ترونيير"من جامعة دوسلدورف جاءت نتائجها تفيد بأن أكل صلصة البندورة المدعومة بقليل من الزيت ساهم في التقليل من حدة الضربة الشمسية بنسبة جيدة وهذا اكبر دليل على ان للتغذية دوراً مهماً في حماية الجلد من اخطار الاشعة فوق البنفسجية. - ان صباغ الليكوبين في البندورة يحمي من تصلب الشرايين وبالتالي من الامراض القلبية الوعائية، ويكفي لتحقيق ذلك أكل حبة بندورة واحدة يومياً". - إن امتصاص صباغ الليكوبين الآتي من البندورة المطهوة هو أعلى من ذلك القادم من البندورة الطازجة، واذا اضيف الزيت الى البندورة فإنه يسهل من عملية امتصاص الليكوبين. - على الاشخاص الذين يعانون من ارتداد المفرزات المعدية - المريئية. او من التهاب في المريء او من الفتق الحجابي، ان يأخذوا حذرهم من البندورة لانها قد تكون مصدراً لبعض الازعاجات المنغصة. - ان بندورة الموسم هي افضل انواع البندورة لانها تكون زكية الرائحة طيبة الطعم. - ان البندورة فقيرة جداً بالسعرات الحرارية فكل 100 غرام منها لا تعطي سوى 15 سعرة.