كثيرة هي الوجبات التي لا يمكن ان تكون كاملة إلا بوجود صلصة البندورة، فهذه العصارة الحمراء الجذابة لا تحسّن المذاق وحسب، وانما تحتوي على مكونات غذائية مفيدة للغاية. تحتوي صلصة البندورة على عناصر جوهرية لها أثر كبير على صعيد الصحة، ويعتبر صباغ الليكوبين (المسؤول عن اللون الأحمر للصلصة) في مقدمة هذه العناصر، اذ يملك شهرة ضاربة على الصعيد الصحي، فبفضله يستطيع الجسم أن يبعد شبح أشرس مرض يواجهه في أيامنا هذه، وهو السرطان، فعلى سبيل المثال، كشف عرض شمل أكثر من 70 دراسة أجريت في بلدان مختلفة ان تناول منتجات البندورة ومن بينها الصلصة يفيد في الوقاية من السرطان، وعزا الباحثون هذا الأثر الواقي الى صباغ الليكوبين الذي يملك قوة عالية مضادة للأكسدة لها أكبر الأثر في منع تكاثر الخلايا الورمية الخبيثة خصوصاً تلك التابعة لسرطانات عدة مثل البروستاتة، والثدي، والرحم، والرئة. ويعتقد بعض العلماء بأن صباغ الليكوبين يساهم بفاعلية كبيرة في الحد من التلف الذي يلحق بالخلايا جراء هجوم الشوارد الكيماوية الحرة عليها، والمتهمة، حتى إشعار آخر، بأنها وراء الكثير من الأمراض المزمنة والشيخوخة. ولا تتوقف فائدة صباغ الليكوبين عند هذا الحد، فهو أيضاً يحمي من الأمراض القلبية الوعائية، من طريق منع تعرض الكوليسترول للأكسدة من قبل الشوارد الكيماوية الحرة، الأمر الذي يحول دون التصاق الكوليسترول وتكدسه على بطانة الشرايين والذي كثيراً ما يكون السبب في تكوين تضيقات وانسدادات وعائية مسؤولة عن وقوع الأزمات القلبية. اكثر من هذا وذاك، بينت دراسة لباحثين من جامعة تورونتو الكندية، ان صباغ الليكوبين قد ينفع في الوقاية من داء ترقق العظام من طريق لجم عمل الخلايا الكاسرة التي تسهم في تراجع الثروة المعدنية في الهيكل العظمي. ان الليكوبين يتمتع بميزة مهمة قد لا يعرفها كثيرون وهي انه لا يتأثر بالحرارة، ولا بالضوء، ولا بالهواء، وذلك بخلاف ما نراه على أرض الواقع مع عناصر أخرى كالفيتامينات مثلاً التي تتدمر جزئياً أو كلياً بفعل العوامل المذكورة. والى جانب صباغ الليكوبين الوفير في صلصة البندورة هناك عناصر أخرى مفيدة من بينها: - باقة من المعادن المهمة مثل الكلس والحديد والمغنيزيوم والزنك، التي تعتبر مهمة خصوصاً للأطفال والحوامل والنساء في سن اليأس. وطبعاً هناك معادن أخرى كثيرة من بينها البوتاسيوم والبروم والنحاس. - بعض الفيتامينات مثل الفيتامين بيتا - كاروتين المهم للعين والجلد والأغشية المخاطية. والفيتامين ي الذي يعد من بين أهم مضادات الأكسدة، والواقي من أمراض القلب والأوعية الدموية، والضروي للإخصاب والإلقاح. والفيتامين حامض الفوليك الضروري للحامل والجنين خصوصاً في الوقاية من التشوهات الخلقية. - بعض الحوامض النباتية المهمة التي تلعب دوراً إيجابياً على صعيد تعديل مستوى الحموضة في المعدة والدم. وتشير دراسة ألمانية نشرتها جامعة دوسلدورف ان صلصة البندورة تفيد في الحماية من خطر التعرض للضربة الشمسية، وتحد من التأثيرات السلبية الضارة للأشعة فوق البنفسجية على الجلد بطبقاته المختلفة.