تستعمل الصلصات على نطاق واسع، وهي ليست حديثة العهد كما يظن البعض، بل قديمة جداً، إذ ورد ذكرها في كتب التاريخ في بلدان الشرق والغرب على حد سواء. لقد أصبحت الصلصات جزءاً لا يتجزأ من الوجبات، وهناك الكثيرون الذين لا يستسيغون تناول بعض الأطباق من دون وجودها. والصلصات المستعملة كثيرة ومتنوعة، وهي تختلف من بلد إلى آخر باختلاف أوصافها ومكوناتها وألوانها. قد تكون سميكة، أو متوسطة السماكة، أو خفيفة، تبعاً لنوع الطبق المقدم، كما قد تكون حلوة أو مالحة، باردة أو ساخنة، حرة أو غير حرة. وإذا اختيرت تفاصيل الصلصة بعناية فإنها لا تحسن منظر الطعام ونكهته وحسب، بل تعود بالنفع على آكليها، لأنها تعزز الشهية، وتسهل عملية الهضم، وترفع القيمة الغذائية للطبق، وتقي من الأمراض، وتزود الجسم مضادات الأكسدة، وتساعده في التخلص من السموم والفضلات الضارة، وتنشط الدورة الدموية. ومن أشهر الصلصات على الإطلاق صلصة البندورة التي تعتبر من أفضل المصادر الغذائية لصباغ الليكوبين، الذي يعد من بين أهم مضادات الأكسدة المفيدة للجسم، لأنه يعمل على وقاية خلايا الجسم من براثن الجذور الكيماوية الحرة التي تثير الكثير من الأمراض الخطيرة في الجسم. وإذا علمنا أن صباغ الليكوبين يمتص أسرع بأربع مرات من الصلصة مقارنة مع حبة البندورة لأدركنا أهمية تناول الصلصة بانتظام. كما تحتوي الصلصة على الفيتامين سي الذي يعمل أيضاً كمضاد أكسدة، إذ يمنع الأوكسيجين من أكسدة الخلايا. وهناك دراسات ربطت بين كثرة استهلاك صلصة البندورة وقلة الإصابة بالأمراض القلبية الوعائية. أما صلصة المايونيز فهي الأخرى لا تقل شهرة عن زميلتها صلصة البندورة، وإذا ما ضمت صلصة المايونيز المكونات الجيدة فإنها تحمل الكثير من المنافع للجسم، لأنها تعتبر مصدراً أساسياً لبعض الفيتامينات والمعادن المهمة لكل أعضاء الجسم خصوصاً للقلب والرئتين والدورة الدمويّة والعظام. ولا تغيب صلصة الصويا، فهي أيضاً تتمتع بمزايا صحية مهمة للغاية، فقد كشفت دراسة أجريت في سنغافورة أن صلصة الصويا الداكنة، التي تستخدم بكثرة في دول جنوب شرقي آسيا، يمكن أن تكون الدرع الواقية لحماية صحة الإنسان من خلال منعها تدمير كفاءة خلايا الجسم، لأنها غنية بمضادات الأكسدة التي تصل فاعليتها إلى 150 مرة من تلك التي يملكها الفيتامين سي. كما نوهت الدراسة بقدرة صلصة الصويا على تحسين أداء الدورة الدموية بنسبة خمسين فى المئة بعد ساعات من تناولها. ولا بد من ذكر صلصة الخل البلسمي، التي عرفت منذ آلاف السنين، واستعملت من أجل زيادة الشهية على الطعام، وفي تسهيل عملية الهضم، وفي الشفاء من عدد من الأمراض، وقد تبين حديثاً أنها تخفض من مستوى الكوليسترول السيئ في الدم، وتساعد على الحد من سرعة ظهور عوارض الشيخوخة. وطبعاً هناك صلصات أخرى كثيرة لا تقل أهمية ومنفعة عن الصلصات التي أشرنا اليها. والمهم في الأمر أن نرجح كفة الصلصات الطازجة المحضرة منزلياً على نظيرتها الجاهزة أو المعلبة، لأنها الأفضل والأضمن من الناحيتين الغذائية والصحية. وحبذا لو تم اختيار المواد الخام التي تدخل في الصلصات بعناية بحيث تحتوي على مفردات تساهم في تعزيز الصحة، والابتعاد عن تلك التي تضر بها.