أطلق الأميران يمنى شهاب عسيلي وحارس فريد شهاب في احتفال اقيم في نادي الصحافة في وسط بيروت كتاب"في خدمة الوطن"من الأوراق الخاصة للأمير فريد شهاب دار كتب، توزيع دار الفرات. وتحدث في الاحتفال الذي قدمته كريمة الأمير فريد شهاب الاميرة يمنى عسيلي السفير نديم دمشقية فروى كيف اكتشف مجموعة من الوثائق في منزل والده بعد وفاته وعمل لاحقاً على أرشفتها، وتبين انها تتعلق بتاريخ لبنان وتعود الى الاربعينات والخمسينات. ثم تلاه الرئيس السابق لجمعية الصناعيين رئيس مركز الدراسات اللبنانية في بريطانيا جورج عسيلي، فأشار الى تأسيس المركز الذي يترأسه وطابعه الثقافي والأكاديمي وقد تأسس في أوكسفورد عام 1985 على يد مجموعة من اللبنانيين المقيمين هناك، وأعلن ان كل وثائق الكتاب ستكون في محفوظات المركز في جامعة أوكسفورد. وألقى الاستاذ السابق في الجامعة الاميركية جون مانرو كلمة نوّه بها بالأمير فريد شهاب الذي عرفه شخصياً، وكان باشر قبل 20 سنة بالعمل على جمع الوثائق والأوراق التي كان تركها الأمير شهاب. وكانت في النهاية كلمة شكر من الأميرة يمنى للصحافي والكاتب احمد اصفهاني الذي حرر الكتاب وحققه بمساعدة بدر الحاج وبتشجيع من مركز الدراسات اللبنانية. أما كتاب"في خدمة الوطن"، فهو يقع في 631 صفحة من القطع الوسط ويحتوي على مجموعة من أوراق منتقاة من الارشيف الشخصي للأمير فريد حارس شهاب. وقام كل من ابنته يمنى عسيلي وأحمد اصفهاني بإعداد وتحرير هذه الاوراق. ووضع البروفسور يوسف شويري توطئة تاريخية للسنوات التي امضاها الامير شهاب في خدمة وطنه لبنان من اواخر الثلاثينات حتى 1970. وتتضمن المجموعة مسودة الفصل اليتيم الذي تبقى من مذكرات قام بتدوينها البروفسور جون مونرو في أوائل السبعينات بناء على طلب الأمير. والأمير فريد ترأس الشرطة القضائية ثم مديرية الأمن العام التي تولى اعادة هيكلتها وتحديثها بعد استقلال لبنان خاتماً مسيرته المهنية المميزة سفيراً للبنان في غانا ثم تونس فقبرص أخيراً. وبصفته عضواً في اللجنة التنفيذية للانتربول، كان الأمير شاهداً على احداث خطيرة في منطقة مضطربة من دون ان يفقده هذا شيئاً من دفئه وانسانيته ودماثته ومن دون ان يقع أسير التشاؤم والسوداوية. وقد ثقف الأمير نفسه بنفسه، اذ كان نهماً في قراءة الكتب والوثائق التاريخية متى سنح له برنامجه المشحون بالعمل بذلك. ولعل هذا يفسر حرصه على تدوين كل شاردة وواردة من الاحداث التي عايشها في سجل شخصي وما خلفه من مجموعة زاخرة بالملاحظات والتقارير والكتابات والمراسلات الشخصية التي دأب على جمعها طوال حياته وبخاصة خلال الاربعينات والخمسينات. وتتضمن الاوراق مجموعة من الموضوعات بدءاً بالشيوعية في المنطقة مروراً بتشكيل الاحزاب السياسية وصولاً الى الاحداث التي جعلت تلك السنوات المفصلية من تاريخ الشرق الاوسط. ومن المقرر وضع هذه الاوراق، التي نشرت مختارات منها في هذا الكتاب، لدى مركز الدراسات اللبنانية في جامعة اوكسفورد لتصبح في متناول المؤرخين والباحثين والساعين الى مرجع اكاديمي لأغراض التحليل من منظور شرق اوسطي الى تاريخ المنطقة الحافل بالخضات والاضطرابات في الاربعينات والخمسينات. والأمير فريد حارس شهاب من مواليد الحدث لبنان 1905، عمل في مديرية البريد والبرق سنة 1925، نال شهادة الحقوق من الجامعة اليسوعية، عُيّن رئيساً لدائرة التحري برتبة ملازم سنة 1930، وضع في الاقامة الجبرية خلال سنتي 1937 و1938، عمل في مكافحة التجسس في الأمن العام الفرنسي سنة 1939 واعتقل سنة 1941 بتهمة العمل السري لمصلحة ألمانيا الهتلرية وحكم بالبراءة. في 1948 عين رئيساً للمديرية العامة للأمن العام واستمر في هذا المنصب حتى 1958. ثم عين سفيراً لدى غانا والكاميرون ونيجيريا وتونس وقبرص. توفي سنة 1985.