بدأ أمل إكمال صفقة لتوزيع الغاز بين"ايني"، مجموعة الطاقة الإيطالية، و"غازبروم"الروسية يتلاشى في الأفق، وسط خلاف حول العقد الذي تورّط فيه رجل أعمال مقرب من رئيس وزراء إيطاليا سيلفيو بيرلوسكوني. وقريباً، سيجتمع مسؤولو الجانبين في محاولة لإنقاذ الصفقة، التي وُقّعت في أيار مايو الماضي، وتتعهد بتوزيع بليوني متر مكعب من الغاز سنوياً في إيطاليا، قيمتها بين 400 و500 مليون يورو، الى شركة"غازبروم"التي تبيع سنوياً 24 بليون متر مكعب من الغاز الى"ايني". و"ايني"، التي أجبرتها سلطات المنافسة الإيطالية على التخلي عن حصة من أسهمها في السوق، وافقت على التنازل عن بليوني متر مكعب من الغاز إلى"سنترال اينيرجي إيطاليا"، وهي شركة جديدة تسيطر عليها"غازبروم". بالمقابل، عرضت"غازبروم"شروطاً مالية مناسبة على"ايني"في ما يخص بقيّة الغاز، ممددة بالتالي العقد عشر سنوات أخرى، لتنتهي صلاحيته في عام 2027، مع سعر تجهيز ثابت، وتغيير في بند حاسم من شأنه توفير الملايين. على أي حال، تخطط"غازبروم"للبدء بتوزيع الغاز في كانون الثاني يناير المقبل. وتعتقد"ايني"بأنها تحتاج الى موافقة سلطات مقاومة الاحتكار الإيطالية، قبل إكمالها. وثمة بند يتطلّب في شكل واضح رأياً تنظيمياً يشير الى أن الصفقة ستساعد"ايني"، في الحقيقة، في تحقيق منفصل، تقوم به السلطات المحلية حول عملياتها الطاقوية في الجزائر. وتجادل"غازبروم"بأن اسم"الجزائر"غير وارد في تفسير العقد، ويهدد المسؤولون، من الجانب الروسي، بإلغاء شروط الصفقة المالية المناسبة ولربما إبطال الصفقة كلياً. وتتعقد القضية أكثر فأكثر لأن رجل الأعمال الإيطالي برونو مينتاستي، وصديق بيرلوسكوني، يملك أسهم"سنترال اينيرجي إيطاليا"، التابعة لشركة"غازبروم". وفي مقابلات صحافية عدة أنكر مينتاستي وقوف رئيس الوزراء الإيطالي وراء الصفقة الثنائية. وتؤكد"غازبروم"أن علاقتها مع رجل الأعمال الإيطالي منفصلة وبعيدة كل البعد من علاقة الأخير مع بيرلوسكوني. من ناحيتها، أبدت سلطات المنافسة الإيطالية مناهضتها للصفقة، لأن الشكوك دائرة حول إمكان إضعاف موقع"ايني"المهيمن في السوق. من ناحية ثانية، ستحاول"غازبروم"إقناع لجنة مكافحة الاحتكار الإيطالية"أنتي تراست"، التي ستعطي رأيها حول الصفقة في الأسابيع الثلاثة المقبلة، بأنها لن تنافس مع"ايني"في سوق الغاز الإيطالية.