في سابقة للبنان في الأممالمتحدة، ترأس رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري أمس جلسة علنية لمجلس الأمن خُصصت ل «الحوار بين الثقافات من أجل السلام والأمن الدوليين» تحدث فيها الأمين العام بان كي مون وكل أعضاء مجلس الأمن. وقال الحريري في كلمته أمام المجلس: «إننا نحاذر النظرة الى خلافاتنا المحلية بوصفها مجرد انعكاس لخلافات إقليمية أو كونية تحوّل بلدنا الى أرض مواجهة، عوض أن يكون وطناً لجميع أبنائه يعالج مشكلاته الداخلية ويحافظ على وحدته ويرعى تنوعه في آن معاً». ولفت الى أن «استمرار السيطرة والقهر والتعسف، وعدم وضعها تحت السؤال الأخلاقي، يضع الحوار نفسه تحت السؤال. ويصح ذلك في شكل جليّ في بلدنا الذي عانى قرابة ربع قرن من الاحتلال الإسرائيلي، والحروب الإسرائيلية المتكررة عليه». وتساءل الحريري: «كيف يمكن للحوار أن يبني الثقة ويؤسس لعلاقات جديدة في ظل استمرار الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية والعربية والانتهاك المتمادي لحقوق الفلسطينيين الوطنية والإنسانية، وعلى رأسها حقهم في العودة، وفي دولة مستقلة عاصمتها القدس». وعقد الحريري ونائبه وزير الدفاع إلياس المر والوفد الوزاري المرافق اجتماعاً مع بان وكبار مستشاريه ووكلائه قبل توجههم سوية الى قاعة مجلس الأمن. وعلمت «الحياة» أن بان أبدى «قلقه» من كل الخروق للقرار 1701 مشدداً على قلقه من مسألة «نقل الأسلحة غير الشرعية الى حزب الله». وعرض الأمين العام النقاط الرئيسة في تقريره الأخيرة عن ال1701 وتحدث عن كل قرارات مجلس الأمن المعنية بلبنان، وحرص على أن يُجلِس الى يساره مباشرة مستشاره لشؤون الشرق الأوسط ومبعوثه الخاص لتنفيذ القرار 1559، تيري رود لارسن. كما تحدث بان عن المحكمة الدولية الخاصة بلبنان لمحاكمة الضالعين في اغتيال رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري، مشدداً على أهمية مبدأ عدم الإفلات من العقاب. وطرح الحريري مشاغل لبنان مع بان وعلى رأسها الانتهاكات الإسرائيلية للقرار 1701، وتطرقا الى الموضوع الفلسطيني وأهميته وانعكاساته على لبنان والمنطقة. وقال عضو في الوفد اللبناني ل «الحياة» إن الحريري كرر في الاجتماع مطالبته بالحصول على إثباتات على تهريب أسلحة عبر الحدود الى لبنان وبتزويد لبنان بها. كما أنه شدد على ضرورة تطبيق القرار لجهة انسحاب إسرائيل من مزارع شبعا والغجر ووقف خروقها للسيادة اللبنانية. وجدد القول إن الحل الجذري للمشاكل في المنطقة يكمن في تحقيق السلام في المنطقة الذي يضمن حقوق الفلسطينيين. وبعد الاجتماع، رافق بان الحريري الى قاعة مجلس الأمن وألقى خطاباً ركز فيه على أهمية حوار الثقافات، مشدداً على «شراكة» بين الحكومات والمجتمع المدني. وتحدثت السفيرة الأميركية المناوبة بروك اندرسون عن «العلاقة المتينة المستمرة» بين الولاياتالمتحدة ولبنان، وشددت على الدعم الأميركي لاستقلال لبنان وعلى ضرورة تنفيذ القرارات 1559 و1680 و1701. كما شددت على أن بلادها تدرك جيداً أن القدس «قضية مهمة» للجميع وعبرت عن ارتياح الولاياتالمتحدة الى عقد «جولتين من المحادثات التقاربية» بهدف الوصول الى دولة فلسطينية ودولة يهودية تعيشان جنباً الى جنب. ودعت المندوبة الأميركية الدول العربية الى المضي قدماً في «وعدها» بتفعيل المبادرة العربية للسلام. وأقام السفير اللبناني نواف سلام حفلة غداء على شرف الحريري ضمت بان وجميع أعضاء مجلس الأمن. وكان مقرراً أن يجتمع الحريري مع السفيرة الأميركية سوزان رايس ثم مع سفراء الدول العربية لدى الأممالمتحدة، على أن يلتقي الجالية اللبنانية في ساعة لاحقة من مساء أمس. نصرالله الى ذلك هدّد الأمين العام ل «حزب الله» السيد حسن نصرالله إسرائيل بقصف كل السفن العسكرية والمدنية والتجارية التي تتجه الى موانئ فلسطين على امتداد البحر الأبيض المتوسط في حال حاصرت السواحل والشواطئ اللبنانية في أي حرب مقبلة تشنها على لبنان وقال: «إن كل السفن ستكون تحت مرمى صواريخ المقاومة الإسلامية، وأنا هنا أتحدث الآن عن البحر الأبيض المتوسط ولم نصل بعد الى البحر الأحمر». تهديد نصرالله جاء في خطاب ألقاه مساء أول من أمس في الاحتفال الكبير الذي أقامه «حزب الله» في مجمع سيد الشهداء في الضاحية الجنوبية لبيروت لمناسبة الذكرى العاشرة لعيد المقاومة والتحرير. ولفت نصرالله الى أنه أراد أن يضيف المياه الى اليابسة، وقال: «لا أكشف سلاحاً جديداً لأننا استخدمنا صواريخ أرض - بحر في عدوان تموز (يوليو) 2006 واستهدفنا السفينة العسكرية «ساعر-5» على رغم الإنكار الإسرائيلي وبعدها اعترف بأنها أصيبت إصابات ولكن لم تدمر في شكل كامل». وتحدث نصرالله عن مسار التسوية في المنطقة وقال إنه، خصوصاً في الموضوع الفلسطيني، في مأزق شديد ولبنان وسورية في دائرة الاهتمام الكبير دولياً وإقليمياً والسؤال الذي يشغل الجميع في لبنان والمنطقة اليوم هو احتمالات الحرب وحديث الحرب. ورأى أن «في تقديرنا الموقف نستبعد جداً قيام العدو الإسرائيلي بحرب، خصوصاً على لبنان». وتطرق نصرالله الى الاتصالات التي تجريها الحكومة اللبنانية أو تلك التي يقوم بها كبار الزوار في لبنان وقال: «الاتصالات جيدة والحكومة اللبنانية والدولة اللبنانية تجريان كل الاتصالات اللازمة لدفع أي احتمالات خطر على لبنان. نحن لا ننتقد هذا الموضوع، لكن أن نقوم بشيء هذا شيء وأن نراهن على شيء هذا شيء آخر، ليس المطلوب أن نراهن على الاتصالات لكن لا مانع أن نجريها، كل شيء يحمي البلد محلياً وعربياً ودولياً وإسلامياً جيد أن نعمله لكن يبقى الرهان الحقيقي على قدرتنا الوطنية على الدفاع وعلى المواجهة في الميدان، لأن حماية بلدنا تتم بسواعد أبنائنا وبإرادة شعبنا وبقرارنا السياسي السيادي الحر».