كشفت مصادر مطلعة في"المجلس الأعلى للثورة الإسلامية"ان المفاوضات بين"الائتلاف العراقي الموحد"بزعامة عبدالعزيز الحكيم، والتيار الصدري لتشكيل تحالف انتخابي"وصلت إلى مراحل متقدمة". وأوضح عضو هيئة شورى المجلس علي العضاض في تصريح الى"الحياة"ان"الاتفاق في مراحله الأخيرة وسيتوج بلقاء قمة بين السيد عبدالعزيز الحكيم والسيد مقتدى الصدر خلال اليومين المقبلين". وأشار الى ان"مفاوضات المرحلة الماضية تناولت تحديد الموقف النهائي من قوات الاحتلال قبل الانتخابات، إذ طالب الصدر بتغيير استراتيجية الائتلاف وبدعم المطالبة بجدول زمني لانسحاب هذه القوات من العراق وبميثاق شرف وطني بين القوى المؤتلفة، بالإضافة إلى مطالبته بأن تكون رئاسة الكتلة دورية بين القوى الكبرى". وأكد ان المفاوضات"تسير من دون معوقات باستثناء الفقرة الخاصة بتوزيع المقاعد البرلمانية والحكومية بين الائتلاف من جهة والتيار من جهة أخرى، وفي حال حسمت سيعقد الحكيم والصدر اجتماعاً". من جهته، أكد المنسق السياسي للتيار الصدري عباس الربيعي ل"الحياة"أن"محادثات التحالف مع الائتلاف في مراحلها النهائية، وان النقطة الوحيدة العالقة الآن بين الطرفين هي توزيع المقاعد"، مشيراً الى ان"مطالبة التيار بحصة تفوق حصص القوى الأخرى نابعة من استحقاق جماهيري لا يمكن إغفاله". وعما تردد أن الصدر سيدعم شخصيات مستقلة تخوض الانتخابات باسمه، لم يستبعد الربيعي ان يرشح التيار على قوائمه"شخصيات حكومية معروفة مثل أحمد الجلبي أو ليث كبة او موفق الربيعي". أما حزب"الدعوة"تنظيم العراق، فشدد على"ضرورة انجاح المفاوضات مع التيار"، ودعا الى"احتوائه". وقال شروان الوائلي، مسؤول المكتب السياسي للحزب، في تصريح الى"الحياة"إن"كل الأمور ومجرياتها تسير باتجاه احتواء التيار الصدري"، لافتاً الى ان"التيار يتمتع الآن بخبرة كبيرة يراهن عليها بعدما تولى عدد من عناصره مناصب حكومية وتشريعية، ما انعكس ايجاباً على موقفه من القوى السياسية". وأشار الى ان"الخلاف في المفاوضات يتمحور حول توزيع المقاعد". وفيما ذكرت مصادر مقربة من التيار الصدري ل"الحياة"أن مقتدى الصدر"وجه تعليمات الى أنصاره لمنع ترشيح المعممين من رجال الدين للانتخابات المقبلة"، كشف المنسق السياسي للتيار:"الصدر يواجه ضغوطاً عسكرية مستمرة من القوات البريطانية في جنوبالعراق والقوات الاميركية في باقي المناطق، أسفرت عن اعتقال عدد من أنصاره كان آخرهم الشيخ حميد المختار في بغداد الجديدة أول من أمس". وحذر من تأثير هذه الضغوط على موقف التيار من الانتخابات المقبلة. من جانب آخر، وقع التيار الصدري مع"منظمة بدر"اتفاقاً مبدئياً لتخفيف حدة التوتر بين الطرفين، في خطوة يراها المراقبون جزءاً من المفاوضات بين التيار والائتلاف، قال حازم الأعرجي، أحد مساعدي مقتدى الصدر ل"الحياة"إن"بروتوكول مبادئ وقع بين قاسم نوري المبرقع من التيار وعهد النقيب من بدر يقضي بتشكيل لجان مشتركة للتنسيق الأمني والإعلامي في بغداد والمحافظات الاخرى، للتصدي لأي نوع من أنواع سوء الفهم واحتوائه".