تسلمت شركة"طيران الجزيرة"أولى طائراتها من شركة ايرباص الأوروبية، لتبدأ أولى رحلاتها بها من الكويت الى دبي في 30 تشرين الأول أكتوبر الجاري، كأول شركة طيران خاصة كويتية، وفي منطقة الشرق الأوسط. على ان تتسلم الطائرة الثانية بعد أسبوع، من بين أربع طائرات تعاقدت عليها مع ايرباص، مع خيار شراء أربع طائرات أخرى. واعتبر رئيس مجلس إدارة"طيران الجزيرة"مروان بودي، عملية تسلم الطائرة الأولى"حدثاً بغاية الأهمية"ليس للشركة فحسب، بل لصناعة الطيران في الكويت والشرق الأوسط. كما اعتبر الرئيس التنفيذي لشركة"ايرباص"غوستاف همبرت، تسليم الطائرة"بداية موفقة للشركة الجديدة"معرباً عن أمله في استمرار التعاون والشراكة بين الاثنتين. وستبدأ الشركة بخمس محطات وصول هي: دبي، بيروت، البحريندمشق وعمان، ثم الى الإسكندرية والاقصر في مصر قريباً. وفي غضون عام، تضيف الى محطاتها كلاً من السعودية والهند كمحطات وصول مستهدفة، على ان تصل الى 16 محطة وصول عام 2007، مع استكمال استلام الطائرات الأربع المتعاقد عليها مع ايرباص. وتأسست"طيران الجزيرة"العام الماضي برأسمال قيمته عشرة ملايين دينار كويتي 34 مليون دولار، في اكتتاب عام شهد إقبالاً مضاعفاً. ويساهم فيها اكثر من 36 ألف مساهم من كويتيين وغير كويتيين. وتعد الشركة الجديدة خطوة مهمة من جانب الحكومة الكويتية، التي كسرت احتكار الشركة الحكومية"الخطوط الجوية الكويتية"لسوق السفر في البلاد على مدى نصف قرن. وتعاني الخطوط الكويتية خسائر كبيرة، يتوقع وصولها العام الحالي الى نحو 200 مليون دولار. الطيران المنخفض التكاليف وتعمل"طيران الجزيرة"على طريقة الطيران المنخفض التكاليف، وتستخدم التكنولوجيا لتوفير الكلفة في التشغيل. وقال مروان بودي ان الشركة لن تستخدم بطاقات السفر، وسيكون الحجز عبر الإنترنت أو برسائل الهاتف الخلوي أو بالاتصال بمركز خدمة العملاء. في مقابل الأسعار المخفضة تترك للمسافر حرية اختيار الطعام والمشروبات، في مقابل دفع ثمنها على الطائرة، وكذلك اختيار الترفيه المناسب بحسب الرغبة في الاستمتاع ودفع التكاليف. وعن المنافسة في سوق محدودة الطاقة، قال رئيس"طيران الجزيرة"ان سوق السفر في منطقة الخليج والعالم العربي عموماً هي في نمو مستمر، مشيراً"الى زيادة عدد المسافرين جواً في المنطقة من 76 مليوناً عام 2000، الى 135 مليون مسافر العام الماضي". وأضاف"ان الطيران المنخفض التكاليف يخلق الطلب الخاص به، ما يعود بالفائدة على جميع القطاعات التي لها علاقة بالنقل الجوي، وليس فقط على شركات الطيران". واستند في تفاؤله في تحقيق أهداف الشركة الى إحصاء منظمة السفر والسياحة العربية، الذي أشار الى ان العائد ارتفع من عام 2000 الى 2004 بنسبة 8 في المئة في العالم اجمع، بينما ارتفع في العالم العربي في الفترة ذاتها بنسبة 66 في المئة. وتعزز تلك الرؤية، توقعات شركة ايرباص بالطلب على الطائرات من منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، إذ تُقدر الشركة مضاعفة أسطول الطائرات في المنطقة ليصل الى 1040 طائرة في غضون عقدين، متوقعة ان يشمل الطلب اكثر من ألف طائرة. وعن تجربة شركات أخرى في المنطقة لطريقة الطيران المنخفض التكاليف، والتي لم تحقق الأهداف الكبيرة التي كانت معقودة عليها، يرد رئيس"طيران الجزيرة"، بأن شركته"تتميز بأنها غير حكومية ولا تتلقى دعماً من أي جهة، وأنها تعمل على أساس تجاري اقتصادي بحت، ما يعني الحرص على الكفاية العالية، وكلفة التشغيل في الحدود الاقتصادية من دون تأثير في السلامة والراحة للمتعامل معها". واعتبر ان تجربة أول شركة طيران خاصة في المنطقة، تحتاج الى بعض الوقت حتى يمكن تقويم النتائج، التي أكد تفاؤله بها استناداً الى دراسات السوق وضمانات كفاية النشاط عبر الفريق المؤهل، الذي استقطبته الشركة، وتعاقدها مع شركات رائدة في المجالات كافة، من صيانة الطائرات الى تأمين الدفع الإلكتروني لأسعار التذاكر.