لا يزال عمال الإنقاذ يحاولون الوصول إلى أعداد غير محددة من الناجين في مناطق التلال الوعرة في باكستان، بعد أسبوعين على الزلزال الذي ضرب مثلث باكستان- أفغانستان- الهند، وتسبب في مقتل 50 ألف شخص على الأقل. وانطلقت البغال من مظفر آباد، عاصمة الشطر الباكستاني من كشمير، محمّلة بالغذاء والخيام مع توقع وصول شتاء الهيمالايا القارس. وحضّ الرئيس الباكستاني برويز مشرّف الهند على الموافقة على اقتراحه فتح خط المراقبة الفاصل بين شطري كشمير لتسهيل عثور الأسر على أقربائها. وأعلن في مظفر آباد:"سنسمح للناس مهما بلغ عددهم بعبور خط المراقبة للقاء أقاربهم والمساعدة في إعادة الإعمار". وناشد مشرف المجتمع الدولي للمرة الثانية توفير المزيد من إمدادت الإغاثة للضحايا. وقال إن باكستان لا تزال في حاجة إلى نصف مليون خيمة إيواء وأغطية، محذراً من أن اقتراب موسم البرد يهدد ملايين المشردين ما لم تتوافر ملاجئ آمنة لهم. وتعهد في حال وصول إمدادات إلى مقار السفارات الباكستانية، ان تسلم فقط إلى المتضررين. إلى ذلك، قال الناطق باسم الخارجية الهندية نافتيح شارنا ان بلاده عرضت اقامة ثلاثة مراكز إغاثة لضحايا الزلزال في المناطق التي تسيطر عليها باكستان من اقليم كشمير. وأعلنت الخارجية الهندية سماحها للكشميريين الاتصال بأسرهم في الشطر الباكستاني لمدة أسبوعين. جسر جوي في المقابل، تراجعت آمال إقامة جسر جوي كبير لنقل الناجين بمن فيهم المصابين الذين ينتظرون تلقي العلاج الطبي إلى مناطق آمنة، بعد رفض حلف شمال الأطلسي طلباً من الأممالمتحدة في هذا الخصوص، مكتفياً بإرسال نحو ألف جندي للمساعدة. وأعلن الأمين العام للحلف ياب دي هوب شيفر نشر كتيبة تضم 500 مهندس ووحدة طبية للمساعدة في أعمال الإغاثة. وكان كبير مسؤولي المساعدات في الأممالمتحدة يان ايغلاند دعا الحلف إلى تدشين جسر جوي. وردّ الأخير بأنه سيرسل فقط عدداً إضافياً قليلاً من المروحيات للانضمام إلى 40 أخرى أرسلتها الدول الأعضاء. وذكرت الأممالمتحدة أن التجاوب الدولي لا يتماشى وحجم الكارثة، حيث تبرعت الأسرة الدولية بأقل من 25 في المئة من إجمالي 312 مليون دولار تنشدها المنظمة الأممية لتقديم العون والمساعدة إلى نحو 3 ملايين مشرّد. وكلّف خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وزير الداخلية الأمير نايف بتنظيم حملة لجمع التبرعات في أنحاء السعودية بدأت أمس. وأطلقت قناة"العربية" حملة تبرع بالتعاون مع التلفزيون السعودي. من جهتها، تعهدت تركيا بتقديم 150 مليون دولار مساعدات للناجين. ووعد رئيس الحكومة طيب رجب أردوغان، الذي كان أول مسؤول أجنبي يزور المنطقة المنكوبة، بمساعدات طويلة المدى لباكستان. وازدادت مشاهد السكان وهم يهاجمون شاحنات الإغاثة وينهبونها في كشمير الباكستانية. وانتشرت قوات الشرطة في أنحاء المنطقة، إلا أن أعدادها لم تكف لمراقبة المساحات المنكوبة الشاسعة. ويتوقع أن ترتفع حصيلة القتلى إذا لم يتسن الوصول إلى كثير من القرى المعزولة في سفوح الهيمالايا، كما يتوقع ان تشهد المنطقة طقساً سيئاً خلال الأسبوع المقبل.