اعلن رئيس عمليات الاغاثة في باكستان الجنرال فاروق احمد خان ان الزلزال الذي ضرب في الثامن من تشرين الاول - اكتوبر شمال باكستان خلف 53182 قتيلا و75146 جريحا حسب الحصيلة الجديدة. وصرح الجنرال فاروق احمد خان في مؤتمر صحافي «ان عدد الضحايا بلغ الآن 53182 قتيلا و75146 جريحا». وكان عدد القتلى في الحصيلة السابقة 51300 والجرحى 74500. وبعد اسبوعين من الزلزال لا زال عمال الانقاذ يحاولون الوصول إلى أعداد غير محددة من الناجين في مناطق التلال الوعرة بشمال باكستان. وانطلقت البغال من مظفر اباد عاصمة الشطر الباكستاني من كشمير محملة بالغذاء والخيام التي تعد ذات أهمية أكبر على امل ايواء المنكوبين قبل حلول شتاء الهيمالايا القارس خلال اسابيع قليلة. ولكن آمال اقامة جسر جوي كبير لنقل الناجين بمن فيهم المصابين الذين لا زالوا بانتظار تلقي العلاج الطبي إلى مناطق آمنة تراجعت عندما رفض حلف شمال الأطلسي طلبا من الاممالمتحدة في هذا الخصوص. وقال الحلف انه سيرسل نحو 1000 جندي للمساعدة ولكنه لن يقيم جسرا جويا لانقاذ الناجين على غرار عملية برلين خلال عامي 1948 و1949 لاغاثة سكان برلينالغربية التي كانت محاصرة من قبل الاتحاد السوفيتي. وابلغ ياب دي هوب شيفر الامين العام لحلف شمال الأطلسي الصحفيين عقب موافقة الحلف على نشر القوات «هذه هي المرة الاولى التي يقوم فيها الحلف بشيء مثل ذلك على هذا المستوى.» وتشمل عملية نشر القوات كتيبة مهندسين مكونة من 500 فرد ووحدة طبية. وكان كبير مسؤولي المساعدات بالاممالمتحدة يان ايجيلاند دعا الحلف إلى تدشين جسر جوي لانقاذ الناجين بعدما اغضبه ما رأى انه استجابة غير كافية بشكل مخيف لأصعب عملية اغاثة يشهدها العالم. ولكن الحلف سيرسل فقط عددا اضافيا قليلا من طائرات الهليكوبتر للانضمام إلى 40 أخرى أرسلتها الدول أعضاء التحالف. وقال دي هوب شيفر ان الحلف «ليس منظمة انسانية. انه يؤدي دوره في اطاره.» ويتوقع أن ترتفع حصيلة القتلى كثيرا حيث لم يتسن الوصول بعد إلى كثير من القرى التي لا تزال معزولة في سفوح الهيمالايا كما يتوقع ان تشهد المنطقة طقسا سيئا خلال الاسبوع المقبل. ويمكن ايضا ان يرتفع عدد المصابين البالغ حاليا أكثر من 75 الفا حيث ان درجات الحرارة تنخفض بالفعل إلى ما دون الصفر خلال الليل في بعض المناطق ويتوقع تساقط الثلوج بحلول اواخر نوفمبر - تشرين الثاني. ويمكن ان تكون الهند اقرب مصدر لطائرات الانقاذ الهليكوبتر ولكنها خاضت حربين من بين ثلاثة مع باكستان حول اقليم كشمير الذي يزعم كل منهما احقيته فيه. وابلغ الرئيس الباكستاني برويز مشرف الهند بانه سيقبل طائرات هليكوبتر ولكن في حال ارسالها فقط دون أطقم قيادة بسبب الحساسية السياسية الشديدة للقضية. وردت الهند بالرفض. ودافع مشرف في مقابلة مع محطة تلفزيون هيئة الاذاعة البريطانية (بي.بي.سي) عن قراره عدم السماح لأطقم عسكرية هندية بالدخول إلى باكستان. وقال «هناك خطط دفاعية عسكرية.. يوجد انتشار عسكري هنا.. في جميع انحاء المنطقة.. كما على الجانب الهندي. لا نريد الجيش ان يأتي إلى هنا.. على الاطلاق.» وقال ان باكستان مستعدة لقبول جميع المساعدات الأخرى ومن المقرر اجراء محادثات مع الهند حول كيفية فتح الخط الحدودي الفعلي الذي يقسم كشمير لمصلحة الناجين من الزلزال. ولكنه عبر في الوقت ذاته عن خيبة امله من عدم وفاء العالم بالتزاماته بتقديم الاموال لاعادة بناء المنطقة المدمرة حيث سحق الزلزال قرى وبلدات بأكملها. وقال «أعلم ان المانحين تبرعوا بنحو 620 مليون دولار او شيء كهذا.. وهو غير كاف اجمالا... الاجمالي ينبغي ان يكون اكثر من خمسة مليارات دولار.» وقالت متحدثة باسم الاممالمتحدة في جنيف ان المنظمة الدولية تلقت 57 مليون دولار كتعهدات مؤكدة و33 مليونا اخرى كوعود استجابة لمناشدتها تقديم 312 مليون دولار لباكستان. واحدى المشكلات الرئيسية الملحة هو ان الطرق القليلة المؤدية إلى التلال العالية قد جرفت او غطتها الانهيارات الارضية بسبب زلزال الثامن من اكتوبر تشرين الاول ويخشى مسؤولو المساعدات من وفاة أعداد كبيرة من الناجين بسبب البرد وعدم وجود ملجأ مناسب. واعرب اللفتنانت جنرال صلاح الدين ساتي عن امله في ان تتم اعادة فتح الطريق المؤدي إلى وادي جيلوم في كشمير الباكستانية خلال اسبوع ولكن الأمر سيتطلب ستة اسابيع بالنسبة لوادي نيلوم القريب. ويعني عدم وجود الطرق الصالحة ان المساعدات لا يمكن ان تصل إلى تلك المناطق باي كميات عن طريق اسطول مساعدات مكون من اقل من 100 طائرة هليكوبتر. بل ان الجنود والقرويين يحملون المساعدات على ظهورهم. وقال منسق الاغاثة بالاممالمتحدة جيسبر لوند ان وكالات الاغاثة الدولية تعتزم ارسال 83 الف خيمة وتمثل «كل ما تمتلكه في العالم.» واضاف «ولكنها لا تزال تمثل نقطة في المحيط... نريد مئات الآلاف.. 450 ألفا على الأقل.. ولكن هذا تقدير تقريبي.» ويقول عمال الاغاثة ان مصابين يموتون من جراء اصابات يمكن ان ينجوا منها اذا حصلوا على علاج طبي مناسب. واقامت اللجنة الدولية للصليب الأمر مستشفى ميدانيا بطاقة مائة سرير فيما كان سابقا ساحة للعبة الكريكيت بمدينة مظفر اباد المدمرة كما ارسل الجيش الباكستاني مسعفين إلى قواعد امامية لتخفيف الضغط على الاطباء هناك. وفي ذات السياق يقول شهود عيان ان مشاهد السكان وهم يهاجمون وينهبون شاحنات الاغاثة آخذة في التزايد في مناطق من كشمير الباكستانية التي دمرها الزلزال. ويقول السكان المحليون ان العديد من القرى الجبلية تتلقى قطرات فقط من المعونات بعد اسبوعين من مقتل اكثر من 53 الفا في زلزال الثامن من اكتوبر تشرين الأول في كشمير الباكستانية التي تجاور الاقليم الحدودي الشمالي الغربي وكشمير الهندية. وكان الكشميريون الذين يعيشون في باكستان على رأس من يفرغون الشاحنات ليوصلوا المساعدة إلى قراهم وكان بعضهم غاضبا بسبب الطريقة التي يكمن بها الاخرون. وقال محمد اسحق خان «انهم اسوأ من الطيور الجارحة.» بعد ان نهبت شاحنتان مكدستان بالطعام والخيام في وضح النهار كان قد ارسلهما إلى قريته من لاهور قبل ان يصلا إلى القرية. واضاف «الجيل الصغير خاصة أسوأ من الداكويتس (وهم عصابات اللصوص في الهند).» ونقل شاهد اخر رؤيته 100 رجل وامرأة يتصارعون مع بعضهم بعضا باستخدام العصي وفروع الاشجار بعد ان نقلت شاحنات برنامج الغذاء العالمي اجولة دقيق إلى طريق جبلي مساء يوم الخميس. وقال ان الصخور تم صفها عبر الطريق في محاولة واضحة لايقاف الشاحنات حتى يتسنى نهبها. وفي كاتشيلي وهي قرية على بعد 50 كيلومترا جنوب شرقي مدينة مظفر اباد المدمرة عاصمة الاقليم رأى الاشخاص اثناء استلامهم الخيام التي تبرعت بها مؤسسة خيرية جنوب افريقية الدخان يتصاعد من انقاض المنازل المنهارة في قرية على الجانب الاخر من النهر. وقالوا ان احدى الجماعات اشعلت النيران فيما تبقى من البيوت المبنية من الطين والصخور بعد يوم من قتال دار بالاسلحة مع المزارعين الذين تم اجلاؤهم لرفضهم اقتسام الطعام المتبرع به. وكان عدد رجال الشرطة المطلوب منهم الحفاظ على الامن قليلا لانهم عانوا من الدمار مثلما عانى اى شخص اخر. ونشرت الحكومة قوات الشرطة من انحاء اخرى من البلاد لاجراء دوريات على الطرق لكن لم يكن هناك ما يكفي منهم لمراقبة الطرق الجانبية الباقية في الجبال. وتعهدت الحكومة الاقليمية باتخاذ «اجراءات نموذجية» ضد ما وصفته بالاشخاص منعدمي الضمير الذين قد يكونون جمعوا من معونات الاغاثة اكثر مما يحتاجون. وقال سكان محليون ان الاشخاص النافذين واتباعهم يقودون حملة لجمع المعونات التي اسقطتها طائرات الهليكوبتر لتقع في ايدي الأقوياء. وقد اصبحت البغال احدى الوسائل القليلة لنقل معونات الطوارىء إلى القرى الجبلية المعزولة في باكستان خاصة مع اقتراب الشتاء حيث ما تزال الطرق مسدودة بفعل الانهيارات الارضية بعد اسبوعين من الزلزال المدمر الذي ضرب شمال البلاد. ولكن مثل باقي الاشياء في اعقاب الزلزال فهناك نقص في عدد البغال. وانطلقت أمس السبت قافلة تضم اكثر من 40 بغلا من قرية شهيد غالي المرتفعة كثيرا عن مدينة مظفر اباد عاصمة كشمير الباكستانية لتشق طريقها عبر ممرات صخرية إلى مخيمات على حواف جبلية لا تستطيع الهليكوبتر الوصول اليها. وكانت البغال تحمل طعاما من برنامج الغذاء العالمي التابع للامم المتحدة يكفي لاطعام 2000 لمدة اسبوع ولكن مع وجود مئات القرى المنعزلة فان هذا يمثل قطرة ماء في المحيط. وقالت ميا ترنر المتحدثة باسم برنامج الغذاء العالمي ان الجيش الباكستاني قال انه سيحضر 50 بغلا إلى منطقة الكارثة وان 48 آخرين يعملون في منطقة بالاكوت في الاقليم الحدودي الشمالي الغربي المجاور. وقالت في حين كان الحمالون يضعون اجولة الدقيق والحبوب والمعلبات القادمة من اليابان والوكالة الامريكية للتنمية الدولية على ظهور البغال «المشكلة هي توصيل البغال إلى هنا. هناك نقص.» ويمكن لكل بغل حمل 100 كيلوجرام عبر الطرق الجبلية والضيقة لدرجة لا تسمح للشاحنات والسيارات بالعبور. وقالت ان الهدف هو توصيل الطعام للمخيمات النائية حتى لا يضطر سكانها إلى القيام برحلات طويلة سيرا على الاقدام صعودا ونزولا على المسارات الخطيرة. وينقل برنامج الغذاء العالمي كل ما يستطيع نقله عبر الطرق ولكن الانهيارات الارضية التي تسبب فيها زلزال الثامن من اكتوبر - تشرين الأول ادت إلى انسداد الكثير من الطرق او ازاحتها. وقتل الزلزال اكثر من 50 الفا في مساحة كبيرة من كشمير الباكستانيةوالاقليم الحدودي الشمالي الغربي كما قتل 1300 في كشمير الهندية. وتعد طائرات الهليكوبتر حيوية في جهود الاغاثة ولكنها تبقى اقل من العدد المطلوب. وقالت ترنر انه سيتوفر لبرنامج الغذاء العالمي قريبا طائرتان يمكنهما نقل الطعام في شباك من الحبال إلى المخيمات الجبلية حيث من المستحيل ان تهبط طائرات الهليكوبتر هناك. ولكنها قالت انه لم يتضح ما اذا كانت هذه الخطة ستنجح ام لا. وقالت «حتى باستخدام الشباك فان الطائرات تحتاج منطقة مسطحة لانزال الطعام ولن تتمكن من الاقتراب من بعض القرى المبنية على حواف جبلية.» واضافت ترنر ان جماعات الاغاثة تبحث عن المزيد بعد تصريح الجيش الباكستاني بأن الامر سيحتاج لاسابيع لاعادة الطرق المسدودة واقتراب فصل الشتاء بسرعة.