من فوق أسقف البنايات في العاصمة القبرصيةنيقوسيا، سيسعى موسيقيون لتحقيق الوحدة بين جانبي خط وقف إطلاق النار الذي تتناثر من حوله الألغام، وذلك خلال الاحتفال بيوم الأممالمتحدة في 24 تشرين الأول أكتوبر الجاري. وسيعزف 400 من القبارصة الأتراك واليونانيين على آلاتهم الموسيقية على أسطح المنازل والبنايات، ومن الشرفات على جانبي خط يقسم المدينة لإظهار اوجه الشبه الموسيقي بين شطري الجزيرة المقسمة عرقياً منذ عام 1974. وقال ميرليين توالفهوفن، وهو موسيقي هولندي يقف خلف المشروع:"تتحدث الأممالمتحدة مع الجيش في كلا الجانبين كي لا يصيبهم الخوف حين نبدأ في قرع الطبول". ولن يفصل سوى قرابة 100 متر بين العازفين لكن اسم المشروع"دعوة من مسافة بعيدة"يجسد حقيقة الانقسام. وقال توالفهوفن موضحاً:"إذا أردت أن تجري مكالمة هاتفية مع شخص يعيش في الجانب الآخر على بعد خمسين متراً يجب أن تطلب تركيا أولا ثم تحول المكالمة إلى شمال قبرص." ويحظى الحدث الذي يستمر طيلة اليوم، بدعم الأممالمتحدة والولايات المتحدة والحكومة الهولندية ويحاول أن يقدم مجموعة متنوعة من الموسيقى التقليدية القبرصية المتطابقة فعلياً على جانبي خط التقسيم. كما سيشمل الحدث مقطوعة كلاسيكية ومقطوعات معاصرة من موسيقى الراب على الأرجح. واعد البرنامج في طريقة تمكن كل جانب أن يعزف قطعته للمستمعين على الجانب الآخر ثم يعزفان معاً عند غروب الشمس. وأضاف توالفهوفن:"ربما للحظة سينسى الناس التاريخ والأشياء التي حملوها معهم لسنوات ويرون الأشياء بنظرة جديدة". ونظم توالفهوفن من قبل حفلات في أماكن مفتوحة أو غير معتادة مثل حفلة في غواصة روسية وأخرى فوق كثبان رملية. وقسمت قبرص منذ عام 1974 عندما غزت تركيا الشمال بعد انقلاب قصير للقبارصة اليونانيين سانده المجلس العسكري الحاكم في اليونان وقتها.