كتاب جديد يتحدث عن مكانة الباحث المصري عبدالوهاب عزام پ1893 - 1959 أحد رواد الدراسات الشرقية وآدابها في مصر والعالم العربي. وهو أول من أدخل هذه الآداب الى الرقعة العربية. عنوان الكتاب"عبدالوهاب عزام... رائداً ومفكراً"للباحث السباعي محمد السباعي رئيس قسم اللغة الفارسية في كلية الآداب جامعة القاهرة، وقد صدر حديثاً عن الدار المصرية - اللبنانية. يعيد المؤلف الاعتبار الى هذا الرجل الموسوعي، الذي تناسته الحياة الثقافية والأكاديمية، ولم يحظ بما يستحق بين أبناء الأجيال التالية. وربما كان من أسباب ذلك، المناخ الفكري الذي ساد مصر والعالم العربي والاسلامي آنذاك، أو الى قلة تلاميذه، أو الى عدم طباعة مؤلفاته ونشرها من جديد. فهو لم يطبع من مؤلفاته التي بلغت أربعين سوى القليل القليل. وقد برز عزام استاذاًَ وأديباً وكاتباً وشاعراً ومترجماً وناقداً ومفكراً وسياسياً ولغوياً. ولا ننسى انه عمل سفيراً لمصر في المملكة العربية السعودية وباكستان، وأنشأ في الأولى جامعة الملك سعود في الرياض وكان أول مدير لها، وفي الثانية تعمقت علاقاته وصلاته بسياسيي الهند وباكستان. وبفضل اجادته اللغات العربية والفارسية والتركية والأردية والانكليزية والفرنسية، وضع لبنة الدراسات الشرقية في العالم العربي، حيث أنشأ معهد الدراسات الشرقية في القاهرة في الثلاثينات وعمل عميداً لكلية الآداب جامعة فؤاد الأول القاهرة الآن، وترجم"مثنوي"لمولانا جلال الدين الرومي الى العربية، وأشعار محمد إقبال. ويحسب للمؤلف انه جمع مقالات عزام الكثيرة المثبوتة بين بطون المجلات والصحف كپ"الرسالة"وپ"الثقافة"ومجلة كلية الآداب في القاهرة ومجلة المجمع اللغوي، وهي تزيد على 400 مقالة في الدراسات الشرقية وآدابها، والترجمة والأدب العربي، وتفسير القرآن الكريم، والتصوف، والفلسفة والفكر، والثقافة بمعناها العام، وفي السياسة والديبلوماسية. وهكذا استطاع المؤلف التعريف بدور عزام الثقافي والسياسي والإنساني.