يتوجه صباح اليوم أكثر من 49 مليون ناخب ايطالي الى صناديق الاقتراع للادلاء بأصواتهم، لانتخاب 360 عضواً في مجلس النواب، و315 في مجلس الشيوخ، فضلاً عن إجراء الانتخابات الادارية لاختيار نحو 1278 مجلساً بلدياً ورؤساء وعمد ل6 مقاطعات، على رأسها المجلس البلدي للعاصمة الايطالية والعمدة الجديد لمدينة روما. عادت ايطاليا في الحملة الانتخابية التي اختتمت ليل أول من أمس، الى ما قبل الحرب العالمية الثانية، إذ أصبحت المواجهة محصورة بين التيارين: اليساري الذي يقوده "تجمع الزيتون" ومرشحه فرانشيسكو روتيللي، واليمين الذي يقوده "بيت الحرية" ومرشحه رجل المال سيلفيو بيرلوسكوني، في حين كانت في الماضي بين الشيوعيين والفاشيين. وأخذت الحملات الانتخابية منحى صدامياً صاخباً، وصل إلى حد تبادل الاهانات والشتائم بين الطرفين عبر شاشات التلفزيون والصحف والاذاعات، ما جعل الصورة بالغة التعقيد بالنسبة الى الناخبين. ويشير آخر استطلاعات الرأي التي أجرتها الصحافة الايطالية ودوائر الاحصاء، قبل ان تغلق أبواب الحملة الانتخابية، الى أن بيرلوسكوني زعيم المعارضة اليمينية لا يزال يتقدم بأربع نقاط امام روتيللي مرشح يسار الوسط. وتشهد روما، في شكل متزامن، معركة انتخابية لها لون خاص، إذ يتنافس على منصب عمدة البلدية الذي كان يحتله روتيللي، كل من فالتر فالتروني سكرتير اكبر أحزاب اليسار في ايطاليا، وهو حزب الديموقراطيين اليساري الشيوعي سابقاً، وأنطونيو تاياني مرشح القوى اليمينية، إضافة الى مرشح حزب الديموقراطيين الأوروبيين الزعيم النقابي السابق سيرجيو دي انطوني. ويظهر آخر استطلاعات الرأي تفوق فالتروني على منافسيه بأكثر من عشر نقاط. وللمرة الأولى في تاريخ البلاد، يدخل عدد من المواطنين العرب هذه الانتخابات الاشتراعية والبلدية، مرشحين في قوائم أحزاب يسار الوسط. وثمة مصادر تؤكد وجود اكثر من ستة منهم في السباق الانتخابي الحالي، أربعة يخوضون انتخابات المجلس البلدي في مدينة روما. على صعيد آخر، أعربت دوائر أمنية إيطالية عن تخوفها من شن عصابات الاجرام المنظم، وعلى رأسها المافيا، عمليات إرهابية عشية الانتخابات الاشتراعية. وقال مصدر في وزارة الداخلية الإيطالية، لم يرغب في الافصاح عن اسمه، في حديث الى "الحياة" ان "المافيا في المناطق الجنوبية تعتبر قوة مؤثرة في هذه الانتخابات، وانها مستعدة لدعم بيرلوسكوني. فهي تلقي بكل ثقلها، مثل اي حزب سياسي، وربما فاقت سائر الاحزاب، بقدرتها على تقديم الرشاوى الى المرشحين والناخبين لتأمين مصالحها".