افتتح ملك اسبانيا خوان كارلوس القمة الايبيرية - الاميركية ال15 للدول الناطقة بالاسبانية في مدينة سلمنقه وسط البلاد امس. وسيطرت اجواء من التوتر على اعمالها نظراً الى الاختلاف في وجهات النظر بين بعض بلدانها ورغبة فنزويلاوكوبا في تشكيل جبهة مناهضة لسياسة الولاياتالمتحدة. لكن الاوضاع الاجتماعية والسياسية والاقتصادية في معظم تلك الدول والكوارث التي حلت بغواتيمالا والسالفادور اخيراً, ساعدت على اقرار البيان النهائي بالاجماع, لمساعدة هذه الدول بعضها البعض. وحضر القمة ممثلو 22 دولة بينهم 17 رئيساً وثلاثة نواب للرئيس. وغاب عنها للمرة الخامسة الرئيس الكوبي فيديل كاسترو والرئيسان السالفادوري والغواتيمالي بسبب الكوارث الطبيعية, والاكوادوري بسبب الازمة السياسية التي تعيشها بلاده. ولا شك في ان كاسترو كان ابرز الغائبين, لكنه لم يعلن عن عدم حضوره الا في آخر ساعة وبعد الاتفاق على البيان النهائي الذي اعتبره انتصاراً لسياسته الخارجية. لكن تردد ان احواله الصحية لا غيرها حالت دون ركوبه الطائرة لعدة ساعات, فقابلت اوساط القمة هذا الوضع بالصمت. وكانت الاهداف الرئيسية للقمة, دراسة خطط تعاون اقتصادية واجتماعية جديدة تساهم في وضع جدول زمني من اجل التحرك الجماعي لتحسين الاوضاع الاجتماعية ومكافحة الفقر, ثم تحليل ظاهرة الهجرة الايبيرية - الاميركية والتداول بشأن تنظيمها وإيجاد حلول لمشاكلها اضافة الى تدعيم دور هذه المنطقة من العالم على مسرح السياسة الدولية وفي ظل العولمة. يضاف الى ذلك, قرار اطلاق الامانة العامة التي سيكون على رأسها الديبلوماسي من الاوروغواي انريكي ايغليسياس. ولم يحصل الرئيس الفنزويلي هوغو تشافيز الذي وصل بعد الافتتاح على ما كان يصبو اليه, ذلك ان غياب كاسترو جعله اعرج. لكن المجموعة الايبيرية - الاميركية وافقت على دعمه في مطالبته الولاياتالمتحدة بتسليم الفنزويلي من اصل كوبي لويس بوسادا 77 سنة لمحاكمته بسبب تفجيره طائرة كوبية انطلقت من كاراكاس عام 1976. وعززت ذلك مطالبة اسبانيا باعضاء من منظمة"ايتا"يعيشون في فنزويلاوكوبا, ومثلهم اعضاء من منظمة"فارك"الكولومبية هاربون الى فنزويلا. "حصار"كوبا ووصفت القمة للمرة الاولى تصرف الولاياتالمتحدة مع كوبا بأنه"حصار"بعدما كانت تطلق عليه القمم السابقة تسمية"مقاطعة"على رغم انها تدينه مطالبة برفعه. الى ذلك, طالب الامين العام للامم المتحدة كوفي انان القمة بخلق مراكز عمل بنوعية جيدة للحفاظ على مجتمعاتها.