سيطر الذهول على الروس امس، بعد انتهاء مواجهات دموية استمرت زهاء ثلاثين ساعة متواصلة في مدينة نالتشيك عاصمة جمهورية كاباردينا بالكاري التي تتمتع بحكم ذاتي جنوبروسيا. وتضاربت المعلومات بشدة عن اعداد ضحايا الهجوم الاوسع من نوعه منذ اشهر طويلة، فيما وجهت اوساط روسية انتقادات حادة للاجهزة الامنية بسبب ما وصف بانه تقصير خطر في ادائها اسفر عن تسلل المسلحين الى المدينة. وكانت مجموعة من المسلحين راوحت التقديرات في شأن اعدادهم بين 150 بحسب المصادر الروسية و600 بحسب تأكيدات شيشانية، شنت منذ صباح اول من امس، هجوماً واسع النطاق استهدف المواقع الحكومية، ما اسفر عن وقوع معارك دموية في كل انحاء المدينة. وعلى رغم تأكيدات السلطات الامنية سيطرتها على الوضع في نالتشيك بحلول مساء الخميس و"احباط الهجوم"على المدينة، فان اطلاق النار استمر في شكل متقطع ليل الخميس- الجمعة، ما فاقم حال الرعب بين من تبقى من السكان بعدما فر كثيرون الى خارج المدينة. ومع حلول صباح امس، اعترفت القوات الفيديرالية بأن عدداً غير محدد من المسلحين يواصل التحصن داخل ثلاثة مبان حكومية. وزاد من صعوبة الموقف الاعلان عن وجود رهائن من العسكريين والمدنيين مع المهاجمين. وساد الغموض الموقف داخل المواقع الثلاثة خصوصاً بعدما تبين ان مجموعة من المسلحين غادروا احدها وهو مقر تابع للشرطة على متن حافلة، لم تفسر الجهات الامنية كيف حصل المسلحون عليها، لكنها قالت انهم اصطحبوا معهم عدداً من الرهائن وانطلقوا الى جهة مجهولة. وادت المصادفة وحدها الى اعتقال المجموعة الهاربة، اذ اسفر"تعاون"القدر بحسب تعبير احد المسؤولين عن تعطل الحافلة بعد اصطدامها بشجرة في الطريق ما مكن قوات الشرطة من ملاحقتها والقضاء على ثمانية مسلحين كانوا فيها وتحرير الرهائن. في غضون ذلك، تمكنت وحدات الشرطة من اقتحام متجر في مركز المدينة تحصنت فيه مجموعة اخرى بعدما احتجزت موظفاته رهائن. وأعلنت وزارة الداخلية عن قتل ارهابيين اثنين داخل المتجر. ومع حلول ظهر امس، أعلن عن وجود مجموعة ثالثة من المسلحين تحصنت في مبنى السجن المركزي. وقالت السلطات الامنية في البداية ان المجموعة مؤلفة من شخصين او ثلاثة، لكن معركة استمرت نحو ساعتين كشفت عن وجود 12 مسلحاً قتلوا جميعاً خلال المواجهات التي اسفرت بحسب مصادر امنية عن وقوع قتلى وجرحى بين عناصر حرس السجن. وعلى رغم اعلان السلطات انها قضت نهائياً على"بؤر المقاومة"في المدينة فان المسؤولين الفيديراليين فضلوا الحذر. وأعرب المسؤول في الديوان الرئاسي في الجمهورية اوليغ شانديروف عن"مخاوف جدية"في ظل غياب معلومات عن اعداد المقاتلين الذين يحتمل ان يكونوا بقوا في المدينة ونجحوا في الاختفاء بين المدنيين. الى ذلك افادت مصادر امنية ان عدد القتلى الاجمالي بين المهاجمين وصل الى 91 شخصاً، اضافة الى 17 معقلاً، في حين قتل 19 عسكرياً و24 مدنياً، واستقبلت المستشفيات 116 جريحاً 13 منهم في حال خطرة. الى ذلك ساد جدل في شأن قيام الزعيم الشيشاني المتطرف شامل باسايف بقيادة العملية بنفسه. ونفت المصادر الروسية ذلك، لكنها كشفت ان اعترافات بعض المعتقلين دلت الى اثنين من مخططي الهجوم هما القياديان البارزان في جماعة"اليرموك": انزور استميروف والياس غورتشخانوف.