قتل ثلاثة متشددين في الشيشان في مواجهات مع عناصر الأمن الفيديرالي تزامنت مع تصاعد التوتر في جمهورية كباردينا بالكاري المجاورة، بعد هجوم مسلح يعتبر الأعنف في المنطقة منذ شهور. وأعلنت هيئة (وزارة) الأمن الفيديرالي أن مجموعة من المتشددين الموالين لزعيم الحرب دوكو أوماروف وقعت في مكمن نصبته عناصر أمنية جنوب الشيشان أمس، ودارت مواجهات عنيفة بين الطرفين اسفرت وفق المصادر الروسية عن مقتل ثلاثة أشخاص وتمكن باقي أفراد المجموعة الذين لم يُحدد عددهم من الفرار. وهذه اولى مواجهات مباشرة تقع داخل مدينة شيشانية منذ أسابيع. وكانت الجمهورية شهدت تصاعداً قوياً في أعمال العنف تزامن مع توتر الموقف في جمهوريات شمال القوقاز، لكن قوات الأمن تمكنت من فرض سيطرة مطلقة لبعض الوقت. وبالتزامن مع التطور الميداني في الشيشان، اشتعلت الأوضاع أكثر في جمهورية كاباردينا بالكاري المجاورة، بعد مرور يومين على هجوم دموي نفذته ثلاث مجموعات على عاصمة الإقليم نالتشيك الذي يتمتع بالحكم الذاتي. وأفادت مصادر امنية بأن عدد أفراد المجموعة 12 مسلحاً يُعتقد أنهم من أنصار ما يسمى «إمارة القوقاز». وأعلن أمس، في نالتشيك أن هجوماً بالقنابل استهدف منازل أقرباء مطلوبين للأجهزة الأمنية يشتبه في مشاركتهم في الهجوم الأخير على المدينة. ورجّح مصدر أمني تحدثت إليه «الحياة» أن يستمر التوتر في المنطقة مع احتمال تصاعد وتيرة الهجمات المماثلة انتقاماً لاستهداف افراد عائلات المقاتلين. في غضون ذلك، أُعلن في موسكو أن الرئيس ديمتري مدفيديف وقّع مرسوماً يقضي بإقالة بوريس ابزييف رئيس جمهورية كاراتشيفا تشيركيسيا القوقازية المجاورة، «لعدم تمكنه من تنفيذ المهام الموكلة إليه في شكل فعال»، كما نص قرار الإقالة. يذكر أن جمهوريتي أنغوشيتيا وداغستان شهدتا أعنف اعتداءات دموية خلال الشهور الماضية، ويأتي قرار مدفيديف بعد تأكيد الكرملين أن حملة الإقالات التي استهدفت مسؤولين أمنيين إثر تفجير مطار موسكو الشهر الماضي لن توفر الأقاليم المضطربة، وأن «كل المقصرين سيدفعون ثمن تقصيرهم» وفق التهديد الذي أطلقه الرئيس الروسي بعد اعتداء المطار. الى ذلك، قتل رجل لدى محاولته نزع فتيل قنبلة حملها أمام مدخل مركز للتسوق شمال شرقي موسكو والذي وصله على متن سيارة جيب فضية اللون، فيما لم يسقط ضحايا اضافيين. وتحدث شهود عن اطلاق المهاجم الذي لم تعرف دوافعه الحقيقية، عبارات غير مفهومة قبل ان يشهر القنبلة وينتزع فتيلها، ما أحدث انفجاراً ادى الى مقتله على الفور. على صعيد آخر، صرح وزير الدفاع الروسي اناتولي سيرديوكوف بأن بلاده ستنشر قوات في جزيرتي كوناشير وايتوروب التابعتين لجزر الكوريل المتنازع عليها مع اليابان. واوضح سيرديوكوف ان زيارته مدينة فلاديفوستوك شرق روسيا تهدف إلى درس إمكان التكامل بين وحدات فرقة المدفعية والرشاشات المرابطة في جزر الكوريل من جهة، ومن جهة أخرى بين القوات والوسائل المرابطة في فلاديفوستوك وجزيرة ساخالين وشبه جزيرة كامتشاتكا. وقال: «ستطرأ بعض التغييرات على مجموعة القوات الروسية في الكوريل. ويحتمل ان تتقلص قليلاً، في مقابل تدعيمها بأنظمة اتصال ووسائل الحرب الالكترونية ومحطات رادر حديثة». يذكر ان جزيرتي كوناشير وايتوروب هما جزء من الجزر الأربع التي تطالب اليابان باستعادتها، استناداً الى اتفاق عام 1855 للتجارة والحدود الذي وقع بين اليابانوروسيا، فيما تقول موسكو ان جزر الكوريل الجنوبية جرى ضمها الى الاتحاد السوفياتي الذي ورثت روسيا حقوقه كحصيلة قانونية للحرب العالمية الثانية.