سقط عشرات القتلى والجرحى في العاصمة الأردنيةعمان في ثلاثة انفجارات قوية هزت ثلاثة من الفنادق الكبرى هي"غراند حياة"و"راديسون ساس"و"ديز إن"في منطقة الشميساني. وكان اكبر الانفجارات وأكبر الخسائر في الأرواح في فندق"راديسون ساس"ووقع في قاعة"فيلادلفيا"حيث كان يقام أحد الأعراس، وقال أحد شهود عيان ل"الحياة"إن المتفجرة كانت موضوعة خلف سلة ورد في ما يبدو، وانها أصدرت في البداية صوتاً ظن الناس أنه صادر عن العاب نارية. أما الانفجار في فندق"غراند حياة"فوقع عند المدخل الرئيسي، وتفصل هذه الفنادق الثلاث بعضها عن البعض مسافات ما بين كيلومترين وثلاثة كيلومترات. ووقعت الانفجارات في أوقات متقاربة. وقد سمعت صافرات سيارات الاسعاف والاطفاء والانقاذ متوجهة الى الفنادق الثلاثة التي اغلقت قوات الأمن المناطق المحيطة بها. وتوجه وزير الداخلية عوني يرفاس الى فندق"غراند حياة"لمتابعة الموقف. وكانت الأجهزة الأمنية الأردنية أعلنت تفكيك ما اعتبرته"تنظيماً إرهابياً"يضم 6 اشخاص خططوا لتنفيذ عمليات عسكرية ضد الرعايا الأميركيين في عمان والعقبة. ووجه المدعي العام لمحكمة أمن الدولة الى المتهمين الستة تهمة"المؤامرة بقصد القيام بأعمال إرهابية"والتي تصل عقوبتها، في حال ثبوتها، الى الإعدام. وبحسب القرار الظني، تربط المتهمين"علاقة صداقة بحكم الجوار والعمل ولديهم اهتمامات بالمنتديات الجهادية على الانترنت وخططوا لمهاجمة محلات الخمور وأصحابها ومرتادي النوادي الليلية في بعض الفنادق وتنفيذ عمليات عسكرية بواسطة أسلحة رشاشة ضد أميركيين مقيمين في الأردن". وجاء في القرار أن أحد المتهمين"غادر الى السعودية وبقي على اتصال مع المجموعة، وقد تعرف عبر الانترنت على شخص يدعى"أبو الزهراء"يقيم في مخيم عين الحلوة في لبنان، ولديه مركز تدريب للمقاتلين، واتفق معه على ارسال أفراد من المجموعة لتدريبهم على الأسلحة والمتفجرات تمهيداً لتنفيذ عمليات عسكرية في الأردن باسم التنظيم الذي اطلقوا عليه"سرايا خطاب". وأرسلت المجموعة اثنين من أعضائها الى لبنان في أيلول سبتمبر الماضي، وتلقيا تدريبات على سلاح"كلاشنيكوف"لمدة ثلاثة ايام. ولدى عودتهما قبضت الاستخبارات الأردنية عليهما، وعلى باقي أفراد المجموعة واحالتهم على القضاء. وافادت وكالة"فرانس برس"ان"المشتكى عليه الاول واسمه لؤي هشام عبد القادر الشريف 25 عاماً علم من خلال الانترنت بوجود مادة سامة خطرة اسمها سيانيد فقرر تنفيذ عمليات ضد الخمارات واصحابها ومرتاديها في عمان وقتلهم بواسطة السموم عبر طلاء مقابض ابواب الخمارات بهذه المادة". والموقوفون الأربعة أردنيون، ثلاثة منهم من اصل فلسطيني، وهم اضافة الى الشريف حمدي احمد عبدالله علي 23 عاماً ومحمد حسن عقلة العمري 24 عاماً ومحمد عودة علي التعمري 26 عاماً. والاخيران موقوفان على ذمة قضية اخرى أيضاً لم يحددها المصدر. وأوضح مصدر أمني ان"الفارين من وجه العدالة هما اسامة امين الشهابي الملقب بأبي الزهراء وهو فلسطيني يقيم في مخيم عين الحلوة في لبنان، وهيثم عبدالكريم السعدي الملقب ب"أبو طارق"وهو فلسطيني مقيم في لبنان". وقد اوقف هؤلاء جميعاً في 28 ايلول سبتمبر الماضي في عمان. وقال إن محاولات الموقوفين للحصول على مادة السيانيد"باءت بالفشل فاتفقوا بعد ذلك على تنفيذ عمليات عسكرية بواسطة أسلحة رشاشة ضد الاميركيين المقيمين في الاردن وعرضوا الفكرة"على فلسطينيين يقيمان في لبنان. واضاف ان العمليات العسكرية كانت موجهة ضد"الاميركيين الذين يرتادون فندق الفورسيزن في عمان وفندق الانتركونتيننتال في العقبة". وأكد ان الموقوفين الأربعة"اتفقوا على تشكيل تنظيم سرايا الخطاب على ان يكون حمدي أميره ... والتقوا في لبنان الشهابي في منزله بحضور السعدي وشخص آخر لم يكشف التحقيق هويته وتلقوا تدريبات عسكرية وطالب السعدي بضرورة تنفيذ عمليات عسكرية ضد الاميركيين". على صعيد آخر، نفى متهمان أردنيان مثلا أمس أمام محكمة أمن الدولة، تهماً بالتخطيط لأعمال إرهابية في الأردن وعمليات عسكرية في الأراضي الفلسطينية ضد قوات الاحتلال الإسرائيلي. ودفع المتهم موسى خضر موسى ببراءته أمام المحكمة، مؤكداً عدم صحة أقواله المأخوذة أمام المدعي العام، لأنها"جاءت نتيجة التهديد والإكراه". ونفى أن يكون قد خطط للقيام بأعمال إرهابية. وقال المتهم منذر محمد سعادة إن أقواله لدى المدعي العام غير صحيحة، لأنها أخذت تحت الضرب، لكنه تمسك بعبارة"لم أكن أنوي الاشتباك مع القوات الأردنية". وكانت نيابة أمن الدولة نسبت الى المتهمين التخطيط لتنفيذ عمليات عسكرية ضد الأميركيين في مدينة العقبة ومحلات بيع الخمور، مشيرة الى أن أحد المتهمين سافر الى دمشق حيث التقى"أبو آدم التونسي"، منسق عملية تهريب العناصر الى العراق، لكن الأجهزة الأمنية السورية قبضت عليه في حمص، مع مجموعة من المتطوعين التونسيين والجزائريين، ورحلته الى الأردن.