صرحت السلطات الأردنية أن ثلاثة عمليات يعتقد أنها انتحارية قد نفذت في العاصمة عمان وقد أدت إلى مقتل أكثر من (52) شخصا من المدنيين وجرح أكثر من مئة آخرين تراوحت إصابتهم بين الخطيرة والمتوسطة والطفيفة. وقد أعلنت السلطات أنها حصيلة أولية وهي مرشحة للارتفاع. وقد أعلنت الطوارئ في معظم المستشفيات. وقد أعلنت السلطات أنها تطارد سيارة تحمل لوحة عراقية تقل عددا من المطلوبين يرجح أن يكونوا على صلة بالحادث. وقد أغلقت مداخل ومخارج العاصمة عمان. وقد حدث الانفجار الأول في فندق «راديسون ساس» والثاني في فندق «حياة عمان والثالث في فندق «الدايز إن» القريب من السفارة الصينية التي تستضيف وفودها فيه. وتشير المعلومات أن القتلى معظمهم من المدنيين الأردنيين وبينهم (3) عسكريين صينيين يقيمون في «فندق الدايز إن» وقد وقع الانفجار في بار الفندق والنادي الليلي ويبعد «الدايز إن» عن السفارة الإسرائيلية مسافة (3كيلو مترات) و(2 كيلو متر عن الصينية). ومن المرجح أن يزداد عدد القتلى في الساعات القادمة. وقد شنت السلطات حملة اعتقالات داخل الفنادق شملت بعض العاملين والمقيمين. وتحولت العاصمة الأردنية عمان أمس إلى ثكنة عسكرية وخصوصا في المناطق التي تضم الفنادق الكبيرة وذلك عقب أن وقعت الانفجارات الثلاثة وقد قطع العاهل الأردني زيارته الى أذريبجان وعاد الى البلاد في وقت هرع فيه معظم الوزراء الى مكان الانفجارات. وأشيع أن رئيس وزراء الأردن الدكتور عدنان بدران كان متواجدا في فندق «حياة عمان» قبل وقوع انفجار «حياة عمان». وقد أخلت قوات الأمن الفنادق الكبيرة تحسبا لأي عمل إرهابي يستهدفها أو وجود قنابل. ودان الملك عبد الله الثاني بشدة عمليات التفجير واصفا اياها بانها «اعمال اجرامية»، مشددا على ان «يد العدالة ستنال من المجرمين». واضاف البيان ان «هذه الاعمال الارهابية لن تثني الاردن عن القيام بدوره في مكافحة الارهاب ومحاربة الجماعات الارهابية المجرمة ومن يقف خلفها او يبرر اعمالها». وذكر مصدر رسمي ان الشرطة الاردنية تفرض طوقا امنيا في محيط الفنادق والبعثات الدبلوماسية في عمان اثر الانفجارات التي استهدفت ثلاثة فنادق. وشاهد مراسل وكالة فرانس برس اعدادا كبيرة من رجال الامن تطوق فندق «غراند حياة» وقد تحطمت زجاج النوافذ فيه بينما هرعت سيارات الاسعاف الى المكان. كما قام عدد من رجال الامن بتمشيط مبان قرب فندق «راديسون ساس» كما اغلقت مفاصل الطرق المؤدية الى الشارع حيث يقع «غراند حياة» و«راديسون ساس». وأفاد مصدر رسمي أمس الاربعاء ان الاردن قرر اغلاق الوزارات والدوائر والمؤسسات العامة والمدارس اليوم الخميس بعد الاعتداءات، حسبما افادت وكالة الانباء الاردنية (بترا). واعلن رئيس الوزراء عدنان بدران عن القرار بعد ساعات من اعتداءات هي الاولى من نوعها في الاردن. وذكرت بترا ان «عددا من الهيئات الشعبية ومؤسسات المجتمع المدني تعتزم تنظيم مسيرات في عمان وعدد من المدن الاردنية اليوم (الخميس) احتجاجا على التفجيرات الارهابية». وتعتبر الانفجارات هي الأولى من نوعها التي لم تتمكن السلطات من إحباطها فقد كان آخر انفجار استهدف الفنادق في الأردن انفجار وقع في فندق القدس في عمان عام 1996 في الوقت الذي أعلنت فيه السلطات أمس أنها فككت خلية إرهابية تضم ستة أشخاص باسم «سرايا خطاب». ومن المعلوم أن المناطق التي وقعت فيها الانفجارات تخلو من أي مؤسسات رسمية لكن الانفجار الأخير في منطقة الرابية قريب من السفارة الإسرائيلية وتشير أصابع الاتهام إلى تنظيم «القاعدة» الذي استهدف قبل شهور ميناء العقبة بثلاثة صواريخ. وتضاربت الروايات فيما يتعلق بالانفجارات فقد سرى أن انفجار فندق «حياة عمان» قد نفذ خلال حفلة عرس بينما نفذ انفجار «الدايز إن» انتحاري «مجهول الهوية. وقد بث التلفزيون الأردني مشاهدا للانفجارات أظهرت دمارا كبيرا وأشلاء متطايرة لعدة أمتار وبركا من الدماء. واللافت أن الأردن قد أحبط العام الحالي (11) مخططا إرهابيا خطط لها تنظيم القاعدة وكانت تستهدف الفنادق والسياح ويأتي هذا الانفجار في ظل انتهاء الموسم السياحي في الأردن وعدم وجود سياح أجانب. من ناحية أخرى قال ناطق باسم البيت الابيض ان واشنطن «تدين بقوة» الاعتداءات «الدنيئة» التي استهدفت «مدنيين ابرياء» في العاصمة الاردنية. وقال الناطق لوكالة فرانس برس أمس الاربعاء «وقع عمل ارهابي دنيء ارتكب في حق مدنيين ابرياء. ندين بقوة اعمال كهذه». واضاف «نتابع الوضع على الارض عن كثب». إلى ذلك دان الأمين العام للأمم المتحدة، كوفي عنان، بقوة التفجيرات الإرهابية في العاصمة الأردنية، عمان، مساء أمس. وقال عنان، المتواجد حالياً في جدة، على لسان الناطق باسمه في مقر الأممالمتحدة في نيويورك انه يدين بقوة هذا العمل الإرهابي في عمان الذي قتل العديدين وجرح آخرين غيرهم وكلهم أناس أبرياء. وبعث عنان تعازيه إلى أسر الضحايا وإلى شعب وحكومة الأردن.