قال رئيس الحكومة الاسرائيلية ارييل شارون أمس انه ليس واضحاً بعد اذا ما كان لقاؤه برئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس المتوقع غداً سيخرج الى حيز التنفيذ في موعده. وأضاف في مستهل جلسة الحكومة الاسبوعية ان ثمة"أهمية لاجراء اتصالات، لكننا لن نلتقي اذا لم يتم التحضير كما ينبغي". وزاد انه لم يتم بعد الاتفاق على مجمل المسائل التي يفترض ان يتناولها الاجتماع وأن ضغوطاً مختلفة، بضمنها أميركية تمارس على رئيس السلطة لعقد اللقاء. من ناحيته، قال رئيس هيئة الاستخبارات العسكرية الميجر جنرال اهارون زئيفي فركش لدى تقديمه تقريراً أمنياً للحكومة، ان"حركة المقاومة الاسلامية"حماس"تخسر نقاطاً وتتراجع شعبيتها"في الشارع الفلسطيني بعد الأحداث الأخيرة التي شهدها قطاع غزة، لكنها و"تنظيمات ارهابية أخرى"تعمل كل الوقت من أجل تنفيذ عمليات وهجمات تشمل خطف اسرائيليين"بهدف التشويش على عملية التطبيع بين اسرائيل والسلطة الفلسطينية". وزاد ان"حماس"معنية بأن يجوع الأطفال في غزة"لأن من شأن ذلك ان يعزز مكانتها. وقال ان ثمة مصلحة للسلطة الفلسطينية للحفاظ على وقف النار وليست الأوامر التي أصدرها عباس بمنع الاستعراضات العسكرية سوى تأكيد على ذلك. وتحدثت الصحف العبرية أمس عن"توقعات منخفضة"لدى الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي من اللقاء المرتقب بين عباس وشارون، وأشارت تحديداً الى رفض اسرائيل معظم المطالب الفلسطينية. وكتبت"هآرتس"ان اسرائيل عرضت على الفلسطينيين اقتراحاً بإعادة تفعيل"لجان المفاوضات المشتركة"لمتابعة مطالب الفلسطينيين، مضيفة ان إسرائيل معنية من خلال نشاط هذه اللجان وتحديداً عشية سفر عباس الى واشنطن بأن تظهر وكأن العملية السياسية مع الفلسطينيين استؤنفت فتتفادى أي انتقادات أو ضغوط دولية أو أميركية محتملة. ونقلت الصحيفة عن مصادر سياسية إسرائيلية رفض إسرائيل مطالب فلسطينية تتعلق بإعادة فتح المؤسسات الفلسطينية في القدسالمحتلة والافراج عن الأمين العام ل"الجبهة الشعبية"أحمد سعدات والمسؤول المالي فؤاد الشوبكي، كما أنها تصر على عدم اطلاق أسرى قتلوا أو شاركوا في قتل إسرائيليين"لكن وزارة العدل تدرس الآن إمكان اطلاق 20 من الأسرى القدامى المرضى والمسنين الذين اعتقلوا قبل اتفاقات أوسلو". وزادت الصحيفة أن وزير الدفاع الإسرائيلي شاؤول موفاز يرفض أيضاً تسليم المسؤولية الأمنية عن مدن الضفة الغربية الى السلطة الفلسطينية، كما أنه يرفض تزويد قوى الأمن الفلسطينية ذخيرة وأسلحة خفيفة، بداعي أن لديها ما يكفيها من الاسلحة، وأنه من الممكن فقط تسليم الفلسطينيين وسائل لتفريق التظاهرات مثل الغاز المسيل للدموع"لكن ليس سلاحاً يمكن أن يُستخدم ضد إسرائيل". ويتعارض موقف موفاز هذا وموقف قيادتي الجيش والمخابرات شاباك اللتين أوصتا بالسماح للسلطة باقتناء سلاح خفيف من مصر"صحيح أن السلاح قد يوجه ضد إسرائيل، لكنه سيفيد أجهزة الأمن الفلسطينية في حربها ضد حماس"، وفقاً لأوساط في"شاباك". في المقابل، تابعت"هآرتس"ان اسرائيل ستسمح بنقل معدات لوجستية اشترتها الدول المانحة الى أجهزة الأمن الفلسطينية. كما تؤيد المؤسسة العسكرية عودة آلاف من العمال الفلسطينيين للعمل داخل اسرائيل، بضمنهم عمال من قطاع غزة، كما تعتزم ازالة بعض الحواجز العسكرية وتسهيل الحركة بين مدن الضفة الغربية. وكتبت"يديعوت احرونوت"ان اسرائيل لا تعلق آمالاً كبيرة على لقاء شارون - عباس"اذ ان أحداً لا يتوقع ان يشرع عباس فوراً في محاربة حماس. شارون سيقترح على عباس كثيراً من التسهيلات لكن شرط ان يبدأ بمحاربة الارهاب"، على ما قالت للصحيفة أوساط قريبة من شارون.