أقحمت الصحف الاسرائيلية الكبرى نفسها في الصراع الذي يحمى وطيسه يومياً بين الخصمين المتنازعين على زعامة حزب"ليكود"، ارييل شارون وبنيامين نتانياهو، وحسم بعضها موقفه فجند كل طاقاته في الهجوم على أحد الخصمين واجتذاب التأييد ل"الحليف المفترض"، حتى ان استطلاعات الرأي فقدت صدقيتها مع تواتر نتائج متناقضة تعكس أساساً رغبة الصحيفة التي أجري الاستطلاع لحسابها. وفيما واصلت صحيفة"معاريف"، المحسوبة على تيار اليمين، بث الانطباع بأن رئيس الحكومة في ضائقة يتخبط في كيفية تجاوزها، انبرت كبرى الصحف،"يديعوت احرونوت"، بعناوينها وتحليلات كبار معلقيها لهجوم كاسح على نتانياهو وأخذت على عاتقها مهمة"تفنيد"اتهامات الأخير لرئيس الحكومة وأعادت الى ذاكرة القراء وبالتفصيل رعونة نتايناهو في ادارة شؤون الدولة العبرية في الاعوام 1996 - 1999. وتجاهلت"يديعوت احرونوت"التي يقرأها اكثر من نصف الاسرائيليين، تهجم نتانياهو على شارون في المؤتمر الصحافي الذي عقده أول من أمس وارتأت ان تكتب بالبنط العريض: شارون 54 في المئة، نتانياهو 21 في المئة، في اشارة الى نسبة الاسرائيليين الذين ردوا على سؤال"عمن هو الأجدر لرئاسة الحكومة". واختارت الصحافية سيما كدمون عنوان"سيرك نتانياهو"في تلخيصها المؤتمر الصحافي"الذي حوله نتانياهو من حدث احتفالي ورسمي الى سيرك سياسي واهم ومهين". وسخر أكبر المعلقين في الصحيفة ناحوم برنياع من الاتهامات التي كالها نتانياهو لشارون عن ضلوعه في قضايا فساد و"اختياره طريق الانسحابات"، مذكرة بأن عدداً من النواب الذين حضروا مؤتمره تأييداً له ضالع في قضايا فساد. وأعاد الى الأذهان التحقيق البوليسي مع نتانياهو نفسه في قضايا مماثلة حين كان رئيساً للحكومة واستذكر"تذبذب"مواقفه السياسية. وهذا ما فعلته الصحيفة في احدى صفحاتها الداخلية حين أعادت بالكلمة والصورة"المحطات البارزة"في ولاية نتانياهو 96 - 99 أشارت كلها الى توريط اسرائيل في قضايا مختلفة كأنها تقول للقراء من جديد انه لا يستحق العودة الى كرسي رئيس الحكومة. من جهتها، اهتمت"معاريف"بنشر نتائج استطلاع للرأي أفادت بأن 52 في المئة من اعضاء مركز"ليكود"يؤيدون تقديم الانتخابات على زعامته حتى لو أدى الأمر الى اطاحة شارون بحسب"يعديعوت احرونوت"51 في المئة من الاعضاء يدعم تزعم شارون الحكومة المقبلة مقابل 26 في المئة لنتانياهو. وكتبت"معاريف"ان شارون يفكر الآن في الاعلان عن انتخابات برلمانية مبكرة"في أقرب وقت ممكن"في حال خسر معركة التنافس على زعامة"ليكود"للحيلولة دون تمكين خصمه من تنظيم صفوفه واستقطاب الرأي العام الاسرائيلي. ولا تقف صحيفة"هآرتس"على الحياد وتميل الى الترويج لشارون عبر سطور مقالات معلقيها وتحديداً أبرزهم المخضرم يوئيل ماركوس الذي يكرس مقاليه اسبوعياً للاشادة ب"حكمة سياسة شارون"وتأليب اعضاء"ليكود"على نتانياهو.